أعلنَت شركتي الطاقة الكوريتين الجنوبيتين “إس كيه”، و”إل جي إنرجي سوليوشن” ببيانٍ مشترك، أنَّ شركة “إس كيه إنوفيشن” سوف تقوم بدفع ما قيمته 2 تريليون وون(1.78 دولار)، لصالح شركة “إل جي” على شكل مدفوعات مقسمة بالتساوي نقداً وعائدات. وذلك بهدف إنهاء النزاع بين الطرفين حول حقوق صناعة بطاريات السيارات الكهربائيّة.

وستشمل التسويّة سحب جميع الدعاوى القضائيّة المعلقة التي استمرت عامين بين الشركات، والتي بدأت في أبريل 2019. كما تضمنَت عدم التقدم بأي شكاوى أخرى في العقد المقبل. بحيثُ ستتجنب التسويّة هذه حظر الاستيراد الذي سيقع على “إس كيه”، والذي كانَت قد تبقَت له عدة ساعات ليدخل حيز التنفيذ عقبَ الإعلان.

الاتفاق على المساعدة والتطوير في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية

المنافسة الصحيّة والتعاون الودي سيكون عنوان العقد القادم للتعاون بين الشركتين وفق بيانهم المشترك. كما أنّ الشركتين ستعملان على المساعدة في تطوير صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في كوريا والولايات المتحدة وفق تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة إل جي إنوفيشن، كيم جونغ هيون.

وتتضمن الاتفاقية بذل جهود مشتركة من طرف الشركتين الكوريتين بهدف دفع إدارة الولايات المتحدة لتعزيز سلسلة توريد بطاريات السيارات الكهربائية، بهدف الوصول للسياسات الصديقة للبيئة التي تتوجه إليها الدول المتقدمة.

كذلك تضمنَت بنود التسويّة، السماح باستكمال بناء مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية في جورجيا بتكلفةٍ ستبلغ 2.6 مليار دولار، والذي قالت إس كيه أنها ستغلقه في حال لم يتم إلغاء حظر الاستيراد، والذي فور إنهائه سيوفر بطاريات السيارات الكهربائية لشركتي فورد الأمريكية ومجموعة فولكس فاجن. كما سيوفر آلاف الوظائف للأمريكيين حسب إدارة بايدن.

و كانت لجنة التجارة الدولية الأمركية قد انحازت لشركة “إل جي” في القضية العالقة مع “إس كيه”، وكانَت قد أصدرَت حظر استيرادٍ كان من المقرر أنّ يمتدّ لعشر سنوات على “إس كيه” في حال لم تتوصل لتسويّة. والذي أعربَت عنه “إس كيه” بقولها أنّه حكمٌ غير موفق من لجنة التجارة، مؤكدةً أنّها لا تحتاج لأسرار “إل جي”. وبينَت أنّ طريقة تطوير وتصنيع بطارياتهم تختلف كلياً عن معمارية منافستها.

الجهود الكورية الأمريكية في بيان الصلح

التسوية ليست إنهاءً لصراع عامين بين”إس كيه” و “إل جي” فحسب، بل أنّها ستزيل صداعاً كبيراً لكل من المسؤولين الحكوميين في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، والذين أمضوا أسابيع في الضغط على الجانبين للتوصل إلى اتفاق.

كما أنّها ستزيل التخبط بين رغبة الرئيس الجديد في الترويج للمركبات الكهربائية كوسيلةٍ للمساعدة في كبح تغير المناخ في الولايات المتحدة المتأخرة عن جيرانها الأوروبيين، وبين دعم الأمة طويل الأمد لحقوق الملكية الفكرية القوية.

كما أنّ النزاع كان يهدد ما يصل إلى 6000 وظيفة في تصنيع البطاريات في جورجيا. فاضطر أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والحاكم الجمهوري للولاية إلى حث الرئيس على التدخل.

وأكدّ بايدن الأحد الموافق 11/4/2023، أنّ اتفاق التسوية هذا مكسب للعمال الأمريكيين وصناعة السيارات الأمريكية. بينما صرحت الممثلة عن لجنة التجارة، كاثرين تاي، أن التسويّة لم تتم إلا بعد “مشاركةٍ كبيرةٍ” من الإدارتين الأمريكية والكوريّة.

هذا وقد عبرَ سكوت كيو، الرئيس والمدير التنفيذي في مجموعة فولكس فاجن الأمريكية، في بيانٍ له أنّ المجموعة سعيدة بأنّ موردي البطاريات في قلب هذا النزاع التجاري الأخير قد اجتمعوا وحلوا خلافاتهم.

بينما صرحَت فورد أنّه يمكن الآن التركيز على تقديم مجموعات من السيارات الكهربائية لعملائها بثقةٍ، مع دعم العمال الأمريكيين والاقتصاد. وأكدَّت الهدف المشترك المتمثل في حماية الكوكب.

وعلى غرار معمل جورجيا، تقوم “إل جي” بالمقابل ببناء مصنع جديد لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية في ولاية أوهايو. وذلك من خلال مشروعها المشترك مع شركة جنرال موتورز الأمريكية لصناعة السيارات. والذي من المقرر أن يتم الانتهاء منه في عام 2023.

كما صرحَت الشركة في شهر مارس الماضي أنّها ستستثمر بقيمة 5 تريليونات وون (4.5 مليارات دولار) بحلول عام 2025. وذلك بهدف توسيع طاقتها الإنتاجية من بطاريات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة.

اقرأ ايضاً : أوروبا تسعى لتطوير بطاريات السيارات الكهربائية في 2023