عقدت شركة النفط السعودية أرامكو صفقة تاريخية مع ائتلاف شركات بقيادة الشركة الأمريكية إي آي جي غلوبال إنرجي بارتنرز، وتتعلق الصفقة بتأجير شبكتها من خطوط الأنابيب للزيت الخام المركز، والذي ستحقق بموجبه أرامكو نحو12.4 مليار دولار أمريكي.

شركة إي آي جي

وشركة إي آي جي غلوبال إنرجي بارتنرز من أحد أكبر المستثمرين العالميين في مجال البنى التحتية في قطاع الطاقة. ويلاقي العقد ترحيبا به في الوقت الذي تعمل فيه المملكة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتنويع اقتصادها.

وفي بيان لشركة إي آي جي عن قيمة المشروع المشترك بأنها تبلغ 25,3 مليار دولار، وأن الصفقة تشمل خطوط الأنابيب الحالية والمستقبلية في المملكة. وأعرب رئيس الصندوق الأمريكي آر بلير توماس عن فخره بالشراكة مع أرامكو.

ترحيب مجموعة إنيرجي إنتل يجنس بالاتفاقية

ورحبت مجموعة “إنيرجي إنتل يجنس” بهذه الاتفاقية وعدتها خطوة مبتكرة لشركة أرامكو التي تعمل على تحقيق مكاسب مالية من أصولها والحفاظ على أرباحها وتمويل استثماراتها.

مكانة شركة أرامكو

وتعد شركة أرامكو العملاقة مصدر دخل مهم في السعودية وهي أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، وتم توقيع الصفقة في يوم الجمعة مع ائتلاف الشركات بمقدمتها إي آي جي غلوبال، وذلك لتأسيس شراكة جديدة تحافظ فيها شركة أرامكو على حصة نسبتها 51% فيما يمتلك الائتلاف حصة 49%.

بيان أرامكو عن صفقة الأنابيب

ووفقا لبيان أرامكو عن الصفقة أن أرامكو ستستأجر حقوق استخدام خطوط أنابيب النفط الخام المركّز التابعة لأرامكو لمدة تقدر ب 25 عامًا، وأشارت الشركة إلى أنها ستحتفظ بملكية شبكة خطوط الأنابيب بشكل كامل وستبقى لها السيطرة التشغيلية التامة عليها.

وبدورها، ستدفع أرامكو للشركة المشتركة حقوق تدفق النفط الخام المركّز عبر الشبكة من دون قيود على الكمية.

وكما قالت الشركة في بيانها إن الصفقة تمكّن الدور الذي تقوم به أرامكو السعودية في تشجيع وجذب الاستثمارات الأجنبية الضخمة للمملكة.

هذا ولم تذكر أرامكو من الشركات الأخرى المنضمة للائتلاف.

أعمال شركة أرامكو

ومن المعروف، أن أرامكو باتت في السنوات الأخيرة سبّاقة في تنويع اقتصاد المملكة. والذي يعتمد بشكل كبير على إنتاج النفط، وتموّل عائدات النفط جزءا كبيرا من المشاريع العملاقة والتي يطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وفي ظل جائحة كورونا، تأثر الطلب على النفط جراء، مما أدى لانخفاض سعره العالمي، وفي نهاية مارس طلبت المملكة من الشركات السعودية الكبرى، وبينها أرامكو، بذل جهد إضافي لتحفيز القطاع الخاص في إطار مبادرة برنامج “شريك” لدعم المشاريع الكبيرة.

وتعد صفقة تأجير الأنابيب أول صفقة ضخمة منذ أن أدرجت المملكة في البورصة السعودية حصة أقلية فيها، مقابل 29.4 مليار دولار، وذلك في أضخم طرح عام أولي على مستوى العالم في عام 2019.

رأي رئيس شركة أرامكو بصفقة الأنابيب

ومن جهته، قال أمين الناصر رئيس شركة أرامكو عن الصفقة بانها صفقة تاريخية تشكل نقلة في مجال الاستثمار المرتبط بتحسين محفظة أعمال الشركة، من خلال الاستفادة من الفرص الجديدة المتوافقة وبشكلٍ استراتيجي مع مبادرة برنامج شريك.

وأيضا، أوضح الناصر أن الصفقة ستعزز رأس المال القوي لأرامكو السعودية، وبدورها ستساعد في زيادة العوائد للمساهمين فيها.

انخفاض أرباح الشركة مع تراجع الطلب العالمي على النفط

وكانت قد كشفت مجموعة أرامكو السعودية العملاقة للطاقة عن التراجع بشهر مارس الماضي في نسبة الأرباح وصل إلى 44,4 بالمئة عن العام السابق، ما يقدر قيمته بنحو 49 مليار دولار، نتيجة انخفاض أسعار النفط الخام مع تراجع الطلب العالمي، وانعكست هذه النتائج بشكل سلبي على المالية العامة السعودية. وتسهم عائدات أرامكو في مساعدة الحكومة السعودية على إدارة العجز الهائل في الميزانية في المملكة.

برنامج شريك الاستثماري

وحيث أعلن ولي العهد محمد بن سلمان في برنامج شريك الاستثماري، أن 24 شركة من أكبر الشركات السعودية، بما فيها أرامكو، قد وافقت على تخفيض معدل الربح، لإعادة توجيه هذه الأموال إلى الاقتصاد المحلي لقاء حوافز مالية.

ويتوقع أن تصل الخطة الاستثمارية إلى12 تريليون ريال، أي ما يقارب 2,7 تريليون يورو، وهذا لتعزيز القطاع الخاص بحلول العام 2030، منها 5 تريليون ريال تقدمها شركات سعودية كبيرة.

والجدير بالذكر أن شركة أرامكو هي شركة سعودية وطنية تأممت في عام 1988 وتعمل في مجالات النفط والغاز الطبيعي والبتروكيماويات والاعمال المرتبطة فيها من تنقيب وتكرير وإنتاج وشحن وتسويق ويقع مقرها الرئيسي في الظهران.

وكذلك تنوي المملكة السعودية بيع المزيد من أسهم الشركة في السنوات المقبلة وتحويل الأموال لصندوق الاستثمارات العامة بهدف تنويع الاقتصاد كما جاء في إعلان لولي العهد محمد بن سلمان في شهر يناير.