تسعى الهند لتخفيض اعتمادها على نفط الشرق الأوسط, وترغب في تنويع منابع وارادتها ،ولذلك تتوجه الهند لاستيراد النفط الخام من إيران، بمجرد تخفيف العقوبات الأميركية عنها.

سبب قرار الهند تغيير مصادر استيراد النفط

وجاء قرار الهند هذا بعد تصاعد التوتر بينها وبين الرياض بسبب قرار المملكة للخفض الطوعي لإنتاج الخام في فبراير الماضي، وحتى نهاية أبريل/نيسان الجاري، وتأييد السعودية لقرار أوبك، والذي نتج عنه ارتفاع أسعار النفط.

وفي الشهر الماضي، قدم لها وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان نصيحة، بأن تستخدم مخزونها من النفط الخام، والذي كانت قد استوردته بسعر منخفض في العام الماضي بسبب هبوط اسعار النفط وقتها، وهذا ما اعتبرته نيودلهي بالتصريح غير الدبلوماسي.

وسبق أن توقفت الهند عن شراء النفط الإيراني في منتصف عام 2019، بعد العقوبات التي فرضتها إدارة الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة ترامب على إيران.

تصريحات المسؤولين الهنديين عن أسعار النفط

وأوضح وزير النفط الهندي دارمندرا برادان في شهر مارس الماضي أن ارتفاع الأسعار يجعل مستقبل النفط كسلعة في الطاقة أكثر ضرراً.

وأن رفع شركة آرامكو لأسعار بيع النفط لأسيا، وتخفيض الأسعار لأسواق أوروبا وأمريكيا؛ أثار استياء الهند.

وبين الوزير بأنه يدعو الناس للبحث عن المزيد من الموارد البديلة في سلة الطاقة، وقد أضاف أن الهند تفضل سعراً للنفط في نطاق يتراوح بين 50 و 60 دولاراً للبرميل.

وكذلك تحدث سابقا رئيس مجلس إدارة أحد أكبر مصافي التكرير في الهند عن أن اتفاق أوبك لخفض إمدادات النفط بهدف دعم الأسعار يشجع الهند في تسريع خططها في تنويع مصادر النفط الخام والسعي وراء الطاقة البديلة.

وأيضا أفاد مسؤول حكومي هندي لم يُصرح باسمه بأنه بمجرد رفع العقوبات عن إيران، نعتزم استئناف شراء النفط منها.

استعداد الهند لاستئناف شراء النفط الإيراني

وقال المسؤول إن المصافي الهندية بدأت الأعمال التحضيرية، وبإمكانها أن تبدأ بإبرام عقود بسرعة فور رفع العقوبات. وإنه لديهم بالفعل نموذج للشروط التجارية، ويستطيعون توقيع عقود في اللحظة التي يُسمح فيها لإيران بتصدير النفط.

فوائد استيراد النفط الإيراني على الهند

وسيقدم النفط الخام الإيراني عدة فوائد للهند، بما في ذلك دورة ائتمان أطول ووفورات أقل في تكاليف الشحن.
وسيؤدي دخول النفط الإيراني إلى السوق الهندية لخفض الأسعار فحسب، وسيمكن الهند من تنويع مصادر وارداتها.

وكذلك يوفر استيراد النفط الإيراني أرباح لمصافي التكرير، حيث تمنح طهران 60 يومًا من الائتمان للمشتريات، وهي شروط ليست متوفرة عند مصدري الخام البديل كالسعودية والكويت والعراق ونيجيريا والولايات المتحدة.

حجم التوريدات النفطية الإيرانية للهند

وتعد إيران ثالث أكبر مصدر للهند في 2017-2018، وذلك بعد العراق والسعودية، وغطت نحو 10% من إجمالي الاحتياجات الهندية للنفط الخام.

وقد استوردت الهند من إيران 11 مليون طن في 2013-2014، و10.95 مليون طن في 2014-2015، وارتفعت إمداداتها إلى 12.7 مليون طن في 2015-2016، الذي جعلها في المركز الـ6.وفي عامي 2010-2011، طهران كانت ثاني أكبر مزود للنفط الخام للهند، من بعد السعودية، وجاءت العقوبات الغربية على إيران بسبب برنامجها النووي المشتبه به، لتجعلها في المرتبة الـ7 في السنوات اللاحقة.

وأضاف المسؤول بأنهم كانوا يطلبون من منتجي النفط ضخ المزيد من النفط الخام، و تهدد زيادة أسعار النفط الانتعاش الاقتصادي الهش في جميع أنحاء العالم، بما فيها ذلك الهند.وحيث أكد على أن بلاده لا توافق على مثل هذه الزيادات في الإنتاج عندما تكون الأسعار ضمن حد واضح ومقبول.

ويذكر أن الهند واحدة من مستوردي النفط الرئيسيين من إيران، وبعد فرض العقوبات الأميركية على طهران، تمتعت في البداية بإعفاءات مؤقتة ثم قطعت وارداتها النفطية بعد ذلك