تستمر أسعار النفط عالمياً بالارتفاع بعدَ بياناتٍ اقتصادية إيجابية من الصين والولايات المتحدة. وذلكَ رغمَ الضغط على الأسعار الذي سببه ارتفاع عدد الإصابات بالكورونا في الهند. حيثُ حققَت كلٌ من عقود النفط الخام برنت وعقد غرب تكساس مكاسب قويةً للأسبوع الثاني على التوالي. بعدَ تخفيف القيود على الحركة الاقتصادية في أوروبا، والمضي بعمليات التلقيح.

وفي نفس السياق فإنّ جنوب شرق الولايات المتحدة يستعد لارتفاع أسعار الوقود بعد إغلاق خط الأنابيب. حيثُ يقول خبراء أن جنوب شرق الولايات المتحدة سيكون أول من يشهد ارتفاعًا في أسعار المضخات بسبب انقطاع الإمدادات الناجم عن إغلاق أكبر شبكة لأنابيب الوقود في البلاد “كولونيل بايبلاين” بعدَ هجومٍ إلكتروني يوم الجمعة.

ارتفاع أسعار النفط رغم أزمة الهند

مع تعافي الطلب على النفط، حققَت العقود الآجلة للنفط الخام برنت أرقاماً قياسية جديدة حيثُ وصلَ سعر البرميل وفق البيانات المعتمدة يوم الاثنين الساعة التاسعة و45 دقيقة إلى 68.80 دولار للبرميل، مرتفعاً بنسبة 0.79% بما يقارب 71 سنتاً. بينما ارتفعَ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي كذلك بنسبة 0.5% ليصل إلى سعر 65 دولار للبرميل بزيادة 29 سنتاً عن تداولات السبت. فيما تراجعَت واردات الولايات المتحدة بنسبة 0.2% في أبريل إلى 40.36 مليون طن ليحقق أدنى مستوى له منذ ديسمبر.

فيما تراجعَت معدلات الاستيراد في الصين. حيثُ وفقاً للمحللين فقد يكون انخفاض معدلات تشغيل مصافي التكرير المستقلة في مقاطعة شاندونغ بشرق الصين الشهر الماضي هو ما تسبب بالانخفاض. ورغمَ التعافي فما يزال الطلب على النفط متفاوتاً حيثُ انخفضَ استهلاك الوقود بشكلٍ ملحوظ عالمياً بعدَ ارتفاع وتيرة الإصابات بفيروس الكورونا في الهند التي تعتبر ثالث أكبر مستورد ومستهلك لنفط في العالم.

الهجوم الإلكتروني على شبكة كولونيال بايبلاين

أجبر الهجوم الإلكتروني خط أنابيب كولونيال على إغلاق نظامه بالكامل يوم الجمعة. حيثُ تم إعادة تشغيل بعض الخطوط الأصغر يوم الأحد، لكن كولونيال لم تعط جدولًا زمنيًا لإعادة تشغيل خطوط الأنابيب الرئيسية.

وتشحن الشبكة أكثر من 2.5 مليون برميل يومياً من البنزين والديزل ووقود الطائرات من ساحل الخليج إلى الولايات الجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية المكتظة بالسكان. حيثُ تعتمد ولايات فلوريدا وجورجيا وألاباما وكارولينا الجنوبية ونورث كارولينا وتينيسي على الخط  لمعظم إمدادات الوقود. وكانت قد عانت من نقص محلي وارتفاعٍ بأسعار المشتقات النفطية خلال عمليات الإغلاق السابقة.

ومع ازدياد الطلب في جميع أنحاء الولايات المتحدة مع تطعيم المزيد من الأشخاص ضد كورونا. فإنّ معدلات السفر بدأَت بالزيادة خاصةً مع قدوم الموسم الصيفي. فيما قال باتريك ديهان، رئيس قسم تحليل البترول في شركة GasBuddy لتتبع الوقود، إن الطلب في بعض الولايات التي يخدمها خط الأنابيب – بما في ذلك ألاباما وفلوريدا وجورجيا وتينيسي – ارتفع بنحو 4.3% يوم السبت مقارنة بالأسبوع السابق.

بينما قالت جمعية السيارات الأمريكية إن أسعار الغاز ارتفعت سنتًا على الجالون منذ يوم الجمعة. وقالت الرابطة إن متوسط ​​السعر بلغ 2.962 دولار للبنزين العادي الخالي من الرصاص مقارنة مع 2.901 دولار في الأسبوع السابق. مؤكدةً أنه إذا استمر الانقطاع ، فسترى الولايات تأثيرات إقليمية على مستوى الدولة من حيث العرض والأسعار.

مخاوف من أزمة وقود للطائرات

صرحَ توم كلوزا، مؤسس خدمة معلومات أسعار النفط، إنّ شركات الطيران في المنطقة ستكون أيضاً عرضةً لانقطاع طويل الأمد. حيثُ بينَ أن مصدر القلق الأكبر هو وقود الطائرات. حيثُ تشمل المطارات التي تخدمها كولونيال بعضاً من أكثر المطارات ازدحامًا في الولايات المتحدة. مثلَ مطار هارتسفيلد جاكسون أتلانتا الدولي، ومطار شارلوت دوغلاس الدولي.

ثمَ صرحَت ميليسا رويز، المتحدثة باسم مجموعة “كيندرمورغن”، أنّ شركة Plantation Pipeline تعمل مع العملاء لتولي المزيد من الضغط على الطلب. إلا أنّها أكدَت أن الشركة لا يمكنها أن تحل محل كولونيال. حيثُ توفر المستعمرة حوالي 45% من إجمالي الوقود المستهلك على الساحل الشرقي، وتوفر المنتجات المكررة لأكثر من 50 مليون أمريكي. إلا أنه يبدو أن موردي الوقود سيحتاجون لنقل الإمدادات المؤقتة عبر خطوط أنابيب أخرى حالياً.

 اقرأ أيضاً: