برزت شركات في العامين الماضيين اكتسبت أهمية وشهرة واسعة تدعى شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة ” SPACS ” فقد ظهرت لهدف وغرض معين، حيث تأسست من أجل إيجاد شركات أخرى لتشتريها وتندمج معها كي تصبح شركات عامة، أي تبحث عن شركات غير مدرجة في البورصات وتشتريها، لتصبح مدرجة.

تخطط شركات الاستحواذ ” SPACS ” الأمريكية لشراء شركات بريطانية، مثل تطبيق ” Babylon Health Services ” وموقع ” Cazoo ” للسيارات المستعملة، للاندماج معها في الوقت الحالي، من أجل إدراجها في الأسواق المالية، حيث أنه إذا اهتمت المملكة المتحدة بفكرة ” SPACS “، فمن الممكن أن تدخل في منافسة مع الدول التي تبرز بها هذه الشركات بشكل واسع، حيث يُلاحظ أن شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة تنتشر بشكل كبير وسريع هذا العام في أنحاء العالم، وكان السبب الرئيسي لشعبيتها العام الماضي 2023، استحواذها على شركات خاصة وجعلها تندرج في البورصة مثل شركة السيارات الكهربائية البريطانية ” Arrival “.

ووفقاً للبيانات التي أطلقتها ” Refinitiv ” عن الأسواق المالية، فقد أدرجت ” SPACS ” أكثر من 173 شركة في البورصات، وبلغت أرباحها بحوالي 55.2 مليار دولار هذا العام 2023، وقد صرح ” فريدريك هيلم ” الرئيس التنفيذي لشركة ” Voi ” مقرها في السويد، حول اهتمامه بفكرة شركات الاستحواذ، من أجل إدراج شركته في البورصة، كما صرح أحد المصرفيين أن لندن مهيئة وتتمتع بظروف مناسبة حالياً لإقامة شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة فيها، وممارسة هذه النشاطات حيث أن هذا سيدفع المملكة البريطانية المتحدة للدخول بمنافسة مع نظيراتها من الدول.

كما شدد ” كزافييه روليه ” الرئيس السابق لدى ” London Stocks Exchange ” في الأسبوع الماضي، على أهمية شركات الاستحواذ ” SPAC “، وصرح أنه يجب على المملكة البريطانية المتحدة النظر إلى فكرة هذه الشركات ومحاولة تطبيقها بشكل واسع في البلاد وتطويرها، من أجل أن تصبح بريطانيا مركزاً لشركات الاستحواذ، حيث تعد ” أمستردام ” حالياً المركز الأكثر نشاطاً لها.

كذلك ذكر أحد المدراء التنفيذيين في بريطانيا، أنه قد اختلفت فكرة أهداف شركات الاستحواذ الأمريكية ” SPAC ” عما كانت عليه منذ 18 شهراً، ويرى أن لهذه الشركات أهمية كبيرة للمستثمرين الذين يرغبون بالاكتتاب العام وبرأسمال جاهز.

يتمتع المستثمرون البريطانيون بالتروي، والحذر على عكس الأمريكيين الذين يتمتعون بحب المغامرة، فتعد شركات الاستحواذ أهم الأدوات الاستثمارية في الأسواق المالية، حيث سعى المستثمرون الأمريكيون لتطوير شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة ” SPAC ” لديهم، كما حققت أمريكا أهم الصفقات في الداخل من خلال هذه الشركات، ويُرى أنه في حال ساهمت بريطانيا لتكوين مثل هذه الشركات وتطبيقها فإنها ستقبل على فرص لصفقات استثمارية رابحة.