كما نعلم أن عملة البيتكوين ” Bitcoin ” هي أول وأشهر عملة رقمية لا مركزية أصدرت في عام 2009 حيث تم اختراعها من قبل شخص يدعى ” ساتوشي ناكاموتو ” وتم إصدار تطبيقها على شكل برنامج مجاني ومفتوح المصدر، تتمتع هذه العملة المشفرة بمرونة كبيرة وسهولة في التداول فيتم تداولها بنفس الطريقة التي تتداول بها العملات الحقيقية كالدولار ولكن لا يمكن تحويلها إلى العملات التقليدية ويتم تداولها والمضاربة عليها إلكترونياً عبر الإنترنت، أي أنه يمكن إرسالها من شخص إلى آخر دون الحاجة إلى وسيط كالبنوك، كما أنها تتأثر بعوامل العرض والطلب والظروف الاقتصادية.

وفي ظل جائحة كورونا شهدت قيمة البيتكوين الكثير من التقلبات في معدلات أسعارها، حيث ارتفعت بشكل جنوني في الآونة الأخيرة، وسجلت رقماً قياسياً في سعرها، فوصلت قيمتها لأول مرة في التاريخ إلى أكثر من 50000$ في شهر كانون الثاني من هذا العام حسب موقع ” Coin Market Cap “، حيث بدأت معدلاتها في الصعود في شهر تشرين الثاني من العام الماضي وتجاوزت فيها أصولاً تقليدية بعد أن أطلقت شركة المدفوعات ” Paypal ” خدمات البيع والشراء بواسطة العملات الافتراضية، ولقيت إقبال كبير من المستثمرين الذين يرغبون بتحقيق الأرباح بشكل سريع، وكان من أهم الداعمين لهذه العملة الافتراضية شركة ” Tesla ” التي صرحت باحتفاظها بجزء من رأسمالها على هيئة عملات مشفرة ” بيتكوين “، بالإضافة إلى شركة ” Mastercard ” التي أعلنت على موقعها أنها ستدعم العملات الرقمية، حيث ساهم تبني هذه العلامات التجارية للعملات الرقمية إلى زيادة شعبية البيتكوين والإقبال الكبير عليها للاستثمار بها باعتبارها محفظة للمكاسب.

وقد كان من أهم أسباب ارتفاع هذه العملة الافتراضية جائحة كورونا ” COVID 19 ” التي أدت إلى زعزعة الاقتصاد العالمي وأثرت على قيمة النقد، كما أن زيادة الطلب على البيتكوين وانخفاض العرض النقدي في المقابل أدى إلى ارتفاع قيمة العملة بشكل كبير وهذا ما حدث في الأشهر الأخيرة السابقة، ولا تزال هذه العملة المشفرة تحمل الكثير من المخاطر بسبب معدلاتها الغير مستقرة وكونها لا تخضع لسيطرة مؤسسة معينة، ولكن تداولها في المجتمع سيترك آثاراً إيجابية في ظل التطور التكنولوجي، ويلاحظ أن هذه العملة تشق طريقها نحو الانتشار في العالم بشكل واسع خصيصاً بعد التفشي الكبير لفيروس كوفيد 19 الذي أدى إلى فرض إجراءات إغلاق الأسواق والالتزام بالحجر المنزلي، وهذا ما أدى إلى إعطاء أهمية كبيرة للإنترنت من قبل الأشخاص كونه يحتوي على الكثير من المواقع التي تسهل العديد من التعاملات وتوفر الكثير من الخدمات كالشراء والبيع عبر الإنترنت، ففي هذه الحالة تكون العملات الافتراضية ” البيتكوين ” البديل الأفضل بدلاً من العملات التقليدية كونها سهلة الاستخدام، وتوفر الوقت والجهد.

لا يزال مستقبل العملات الرقمية مجهولاً، ولكن العالم متجه نحو التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي وتقليل الاعتماد على العملات التقليدية من أجل تسهيل انتقال الأموال.