تعتبر السيارات التقليدية من أكثر العوامل المسببة للتلوث البيئي، حيث تسبب أضراراً كبيرة على البيئة فتؤدي لتلوث الهواء من خلال انطلاق الغازات الضارة منها، بالإضافة إلى الكثير من المواد الكيميائية السامة للبيئة، ويبقى مشروع صناعة سيارات صديقة للبيئة من أهم المشاريع في قطاع الصناعة.

حيث تسعى الدول الأوروبية جاهدة من أجل تصنيع سيارات كهربائية ملائمة للبيئة، وتسهم في الحفاظ على التوازن البيئي، بالإضافة إلى أن هذه الدول تحاول التقليل من التلوث البيئي قدر المستطاع، من خلال صناعة السيارات الكهربائية.

وتبذل دول الاتحاد الأوروبي جهودها بشكل كبير من أجل إطلاق السيارات الكهربائية بشكل أكبر وأوسع في جميع بلاد العالم، ومن المتوقع أن تصدر هذه الدول حوالي 7 مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2025.

كما من المتوقع أيضاً أن يزداد حجم الطلب على هذه السيارات الكهربائية في الأعوام المقبلة بشكل كبير، فقد بلغ عدد السيارات الكهربائية في دول أوروبا حوالي مليون ونصف سيارة.

حيث تستخدم هذه السيارات الكهربائية عوضاً عن السيارات التقليدية، كونها سهلة الاستخدام وتقلل من التلوث البيئي.

وقد ازدادت مبيعات هذه السيارات بشكل كبير في الآونة الأخيرة، كما وقُدرت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة أكثر من 10% من إجمالي مبيعات السيارات في العام الماضي 2023.

كما وقد صرحت “European Commission” المفوضية الأوروبية في وقت سابق عن دعمها لأبحاث الصناعات، وبشكل خاص أبحاث صناعة بطاريات السيارات بحيث تكون متناسبة جداً مع البيئة، حيث مولت المفوضية الأوروبية في الشهر الماضي هذه الصناعات بمبلغ يُقدر بحوالي 2.9 مليار يورو.

ومن المتوقع أيضاً أن ترتفع مبيعات السيارات الكهربائية بشكل ضخم في الأيام المقبلة، وتتوقع شركات السيارات الصديقة للبيئة أن تصل نسبة المبيعات من هذه السيارات إلى معدل حوالي 18% من إجمالي مبيعات السيارات في عام 2030.

وتحاول الدول الأوروبية صناعة بطاريات للسيارات الملائمة للبيئة قدر المستطاع، ذلك من أجل تقليل مستورداتها من بطاريات السيارات من دول آسيا.

حيث تستثمر الشركات الأوروبية عشرات المليارات من الدولارات في سبيل تصنيع بطاريات السيارات الصديقة للبيئة.

كما وتحاول الدول المصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية تحقيق هدف التقليل من غاز الكربون السام من الهواء الذي تسببه السيارات التقليدية، فتقوم الشركات الألمانية والفرنسية بتصنيع بطاريات للسيارات بحيث تعتمد في صناعاتها على الهيدروجين.

ومن المتوقع أيضاً أن تنفق الدول المصنعة لهذه السيارات مبالغ كبيرة في ظل تحقيق هذه الأهداف، حيث يعتقد البعض أنه من الممكن أن تستثمر الدول الأوروبية أكثر من 16 مليار يورو في ظل الصناعات التي تعتمد على الهيدروجين.

وتعتبر هذه السيارات غالية الثمن، كونها تتمتع بحجم طلب عالي منذ العام الماضي، ذلك بسبب زيادة شعبيتها بشكل كبير في البلاد، وميل العديد من الأفراد إليها من أجل المحافظة على البيئة بشكل أكبر، والتقليل من التلوث الذي يسببه استخدام السيارات العادية.

فهل سيغدو العالم في المستقبل القريب مستخدماً هذه السيارات المتناسبة جداً مع البيئة؟