أطلقت البشرية منذ عدة عقود مئات الصواريخ إلى الفضاء، وقد أرسلت آلاف الأقمار الاصطناعية إلى المدار الخارجي للأرض، فقد فشل بعضها، ونجح بعضها وخرج عن نطاق العمل وبقي في المدار بعيداً عن الأرض.

فقد أصبح عالم الفضاء يواجه أخطاراً من إمكانية حدوث تصادم النفايات الفضائية مع الأقمار الاصطناعية النشطة نظراً لتزايد أعداد النفايات والخردة الفضائية الذي قد ينجم عنه حدوث كوارث تبدأ من فقدان الأنسان قدرتهم على التنبؤ بالطقس وصولاً إلى عالم الاتصالات وكوارث أخرى.

وقد أشار الدكتور كريك تايرنج من وكالة الفضاء البريطانية في قوله: ” لا يوجد تقدير قاطع لحجم الحطام الفضائي، لكن بعض التقديرات وأكثرها رصانة تشير إلى 9000 طن من النفايات الفضائية أي ما يعادل وزن 750 حافلة مدرسية، ولا يمكن الاستهانة بهذا الكم من النفايات الفضائية إذا أراد الإنسان مواصلة إطلاق الصواريخ والمركبات الفضائية والأقمار الاصطناعية لاستكشاف الكون وتسهيل حياته على الأرض أيضاً “.

وأضاف أيضاً: “هذا الحطام يتكون من أجزاء من الأقمار الاصطناعية القديمة، إضافة إلى أقمار اصطناعية كاملة وأجسام صاروخية، وبعضها يشكل مخاطر على المحطة الفضائية الدولية ويهدد الأشياء التي نأخذها كأمر مسلم به على الأرض، مثل التنبؤ بالطقس ونظام تحديد المواقع العالمية والاتصالات السلكية واللاسلكية”.

وعلاوةً على هذا أشارت الدراسات إلى وجود 2000 قمر اصطناعي نشط يدور حول الأرض في الوقت الحالي، على عكس 3000 قمر اصطناعي عاطل عن العمل ومتناثر في الفضاء، إلى جانب وجود أكثر من 34 ألف قطعة فضائية قد تسبب كارثة إذا اصطدمت بشيء.

وقد حذر علماء الفضاء من خطورة هذا المشكلة وأشاروا إلى عدم الاستهانة بها، حيث أن البشرية تفقد أكثر من أربعة أقمار اصطناعية سنوياً بسبب تصادم الحطام الفضائي.

وقد أشارت الوكالة الأمريكية ناسا أن النفايات قد تؤثر على البنية التحتية الفضائية بين الخمس أو عشرة أعوام والجدير بالذكر أن العالم الأمريكي دونالد جاي كيسلر كان أول من تحدث عن تأثير النفايات الفضائية في المستقبل، حيث أنه طرح متلازمة كيسلر عام 1978 التي تناولت تفاعل متسلسل قد يؤدي إلى اصطدام الأجسام ببعضها البعض الذي سينتج ما إذا كان هناك الكثير من النفايات الفضائية في المدار وقد يؤدي بدوره أن يصبح فيه مدار الأرض غير صالح للاستخدام.

وبالرغم من اختلاف وجهات نظر بعض العلماء تجاه ذلك الموقف، إلا أن متلازمة كيسلر تحمل إمكانية كبيرة في أن تتحقق خاصة عند إطلاق ما يعرف بالأبراج الضخمة والتي قد تؤدي إلى مزيد من حدوث التصادم والحطام الفضائي.

ولا زالت الاحتمالات تندرج نحو حدوث هذا الاصطدام منذ ذلك العام وحتى آخر تجربة كانت في آذار/ مارس عام 2019 والتي زادت من نسبة خطر اصطدام المخلفات بمحطة الفضاء الدولية 44% خلال الأيام التي تلت التجربة.