هل يوجد بنك إسلامي في السويد؛ البنك الإسلامي في السويد حلم يراود الكثير من أبناء الجالية العربية والإسلامية في السويد. فأبناء الجالية العربية والإسلامية عددهم كبير جداً في السويد. وما نقصده بمفهوم البنك الإسلامي هو البنك الذي يتعامل معك على أسس الشريعة الإسلامية السليمة. فيقوم بتوفير القروض لك بدون أي فوائد كما يعمل بنظام المرابحة. وليس أن يكون بنك قائم على نظام الإقراض فقط. فهل يوجد بالفعل بنك إسلامي في السويد أم لا؟ حسناً للتعرف على إجابة هذا السؤال دعونا نأخذكم في رحلة سريعة للتعرف على البنوك الإسلامية في السويد.

محاولات إنشاء البنك الإسلامي في السويد

البنك الإسلامي في السويد مطلب غال للمسلمين في السويد. وقد حاولت الجالية العربية مراراً وتكراراً الحصول على موافقات من البنوك العاملة. ذلك من أجل توفير مميزات مصرفية تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية.

ولكن للأسف لم تلق هذه المحاولات من أبناء المسلمين إقبالاً كبيراً من البنوك نظراً لأن الشريعة الإسلامية تحظر الحصول على الفوائد. وهو ما يعني خسارة العديد من الأموال بالنسبة لهذه البنوك.

تقديم طلب لإنشاء بنك إسلامي في السويد

في عام 2015 تقدم المستثمر المسلم “بشير أمان” بطلب إلى هيئة الرقابة المالية في السويد يطلب فيه إنشاء بنك على الأسس الإسلامية الصحيحة. وقد ذكر في طلبه أن البنك سوف يقوم بتقديم القروض بدون فائدة على الإطلاق. وأن النظام المتبع داخل البنك سوف يكون قائماً على نظام المرابحة في الإسلام. وهو عكس النظام المعمول به في البنوك السويدية. وكان تقديم “أمان” لهذا الطلب بمثابة مفاجأة كبيرة للحكومة السويدية وللمقيمين في السويد على حد سواء.

وعندما سُئل “أمان” عن امتلاكه للمبلغ الأدنى المطلوب لفتح بنك إسلامي في السويد وهو مبلغ خمسة ملايين يورو. أي ما يعادل مبلغ 47 مليون كرون سويدي في ذلك التوقيت. أجاب “أمان” أن هناك العديد من المستثمرين العرب ومجموعة من البنوك الموجودة في ماليزيا وقطر والسعودية والكويت الذين قدموا له وعوداً من أجل تمويل البنك في البداية بما يقارب من 250 مليون كرون سويدي.

وصرح “أمان” أن البنك الخاص به سوف يقدم العديد من الخدمات على النظام الإسلامي. فعلى سبيل المثال يمكن للمستثمر أن يقوم بالمشاركة بأرباح البنك بدلا من المشاركة بالفوائد. وعندما يريد مستخدم ما أن يقوم بشراء منزل فسوف يقوم البنك بشراء المنزل له على أن يقوم العميل بدفع المبلغ المالي (ثمن شراء المنزل) على مجموعة من الأقساط السنوية أو الشهرية. ذلك بعد أن تتم إضافة نسبة ربح بسيطة للبنك. وعلى الرغم من أن فكرة البنك الإسلامي هي من الأفكار الرائدة. إلا أنه لم يتمكن “بشير أمان” من الحصول على التراخيص اللازمة لإقامة البنك.

بنك JAC في السويد قروض بدون فوائد

على الرغم من عدم تمكن الكثيرين من إقامة البنك الإسلامي في السويد. إلا أن هناك العديد من البنوك التي حاولت تقديم بعض القروض بدون أن تكون هناك فائدة. ومن أبرز هذه البنوك “بنك JAC”.

وكانت بداية هذا البنك على يد شاب سويدي يدعى “بير ألمجرين”. هذا الشاب استطاع في البداية أن يقوم بتكوين جمعية تعاونية للادخار والإقراض الحسن بدون فوائد في عام 1965. واستطاع في عام 1997 أن يقوم بتحويل هذه الجمعية إلى بنك رسمي يخضع للبنك المركزي السويدي وهيئة الرقابة المالية. والسياسة التي يتبعها بنك جاك تختلف كثيراً عن سياسة باقي البنوك في السويد. فعندما تقوم بإيداع أموالك في هذا البنك لا تحصل على فوائد شهرية مثل باقي البنوك. وإنما عوضاً عن ذلك يسمح لك البنك بالاقتراض منه طالما أنك تسمح للآخرين أيضاً بالاقتراض من أموالك. وبالطبع دون أن تكون هناك نسبة فائدة على القروض.

ويضع البنك عدة شروط للاقتراض من خلاله. ولعل من أهم هذه الشروط أن يكون القرض يهدف بصورة أساسية إلى مشروعات ذات عائد اجتماعي. وعلى الرغم من أن البنك لا يقوم بأخذ فوائد على القروض ويهدف بصورة أساسية إلى القضاء على الفائدة، إلا أن هناك بعض الرسوم التي يتم دفعها على القروض. وكما يقول مؤسس البنك فإن الغرض الأساسي من فرض هذه الرسوم هو العمل على استمرار عمل البنك ودفع مرتبات الموظفين والعاملين في البنك.

وفي النهاية هل نشاهد يوماً البنك الإسلامي في السويد حسب قواعد الشريعة الإسلامية؟ هذا ما سوف تخبرنا به الأيام القادمة.