بغض النظر عن نوع النبات أو الشجر الذي تود زراعته لابد من الالتزام بعدّة قواعدٍ تبدأ من اختيار الموسم الصحيح
للزراعة وصولًا إلى طريقة العناية بالأشجار وحصاد الإنتاج. على سبيل المثال لدينا الحمضيات بمختلف أشكالها من أكثر أنواع الأشجار تطلبًا للخبرة والعناية الصحيحة. اليوسفي مثلًا من أنواع الحمضيات القشرية التي تتمتع بمذاق لذيذ ولون مميز. لنتعرف سويّة على تفاصيل أكثر عن مواسم وطريقة العناية باليوسفي.

موسم زراعة اليوسفي

من المعروف أن الحمضيات عمومًا تفضل الطقس الدافئ واليوسفي ليس استثناءً، وبالتالي أفضل وقت لزراعته هو
بداية الربيع بعد ضمان زوال فترة صقيع الشتاء التي تؤثر سلبًا على الأشجار. مع ذلك وفي حال كنت تعيش في منطقة باردةٍ نسبيًا يمكن مع القليل من العناية الإضافية زراعة اليوسفي.

طريقة زراعة اليوسفي

قبل كل شيء، من المهم اختيار موقعٍ مشمسٍ بمعزلٍ عن هبوب الرياح القوية، من ثم تأتي مرحلة الحفر. حجم الحفرة الأنسب هو بعرض يبلغ ضعف كتلة تجمع الجذر في الأصيص (في حال اخترت زراعة غرسةٍ جاهزة). أحد الأمور الهامة التي يجب مراعاتها، يجب أن تتوضع الجذور العليا (القريبة من بداية الجذع) تحت سطح التربة مباشرة. في المرحلة الأولى من الزراعة ليست هناك حاجة لإضافة محسنات للتربة، ستتكيف الجذور من تلقاء نفسها مع التربة الجديدة. لاحقًا يُفضّل إضافة سمادٍ عضوي بشكلٍ دوريٍّ كل شهرين حتى أكتوبر. من الجدير ذكره أن هناك طريقتين لزراعة اليوسفي وهما:

  • الطريقة المربعة: في هذه الطريقة تُزرع الأشجار في مساحة 4*4 م.
  • الطريقة المستطيلة: هنا تترك مساحة 3*4 م . وهي الطريقة المفضلة لأنها تتيح مساحات أكبر لدخول الآلات الزراعية كالجرارات ومضخات الأدوية الحشرية.

العناية باليوسفي

بعد الانتهاء من المراحل الأولى لزراعة اليوسفي تبدأ المرحلة الأهم وهي الاعتناء بهذه الشجرة. سقي شجرة اليوسفي أمر هام ويجب أن يتم بشكلٍ دوريٍّ ومنظم حسب الكميات الضرورية.  في السنوات الثلاث الأولى لنمو الشجرة قم بإزالة أي ثمار صغيرة لتوجيه طاقة شجرة اليوسفي نحو تعزيز نمو الجذور والأوراق وتقوية الفروع. تقوية الفروع بشكلٍ خاصٍ هامٌّ جدًّا لتجهيز الشجرة لتحمل وزن الثمار في فترة البلوغ فقد يصل إنتاج الشجرة الواحدة من اليوسفي في الموسم الواحد إلى 300-400 كغ وأحيانا أكثر. بالمقابل، لابد من إزالة الفروع الميتة أو الضعيفة (التي تبطئ النمو) للسماح بظهور فروع جديدة.

بالنسبة للسماد يجب أن تتم عملية التسميد وفق كمياتٍ وأوقاتٍ محددةٍ. تحتاج شجرة اليوسفي لثلاث مرات تسميدٍ في السنة، تتوزع هذه المرات في كانون الثاني (أو شباط) وأيار وحزيران. بالنسبة للكمية، ضع 2.5 كيلو غرام من كبريتات الأمونيوم أو حوالي 5 كغ من روث الأبقار، تُضاف هذه الكميات على أشجار عمرها 5 سنوات، ستحتاج إلى كميات أقل للأشجار الأصغر سنًا. لضمان حصول الجذور على السماد بكمياتٍ متساويةٍ يجب رش السماد بالتساوي على الأرض تحت خط التنقيط الممدود بالشجرة.

بعض المشاكل التي يمكن أن تواجهها أثناء الاعتناء باليوسفي

سنويًا، تُزهِر أشجار اليوسفي في الفترة الممتدة بين شهري آذار و نيسان. تقديريًا وبعد 3 سنواتٍ على الأقل، تبدأ الشجرة بإعطاء الثمار في شهر أيار. بالرغم من أن الشجرة قد تستغرق 6-8 أشهرٍ أخرى لتنتج الثمار، إلّا أن قليلًا من العناية المركزة واختيار أصناف جيّدة من اليوسفي قد تمكنك من الحصول على فترات نضجٍ مختلفةٍ وبالتالي زيادة كمية الانتاج السنوية لديك. لكن هنا يبرز سؤال: ماذا ستفعل إذا لم تؤتي الشجرة ثمارها؟ تحدث حالة في بعض الأحيان وهي أن الشجرة تنتج أزهارًا إلّا أنّها لا تتحول إلى ثمارٍ، السبب في هذه الحالة هو افتقار الزهر للتلقيح، لحل هذه المشكلة قم بهز الأغصان قليلّا أثناء تفتح الزهر لتسقط حبوب اللقاح على المدقة ويحدث التلقيح.

فيما عدا ذلك، لابُدّ من العودة لأساسيات الزراعة ومنها ضمان تعرض الشجرة بشكلٍ جيّدٍ لإضاءة الشمس لذا يجب تقليم الأغصان في أعلى الشجرة حتى يصل ضوء الشمس إلى كافة مناطق الشجرة بمافيها الجانبية والسفلية. كسببٍ آخر، يمكن أن تكون التربة طينية، في هذه الحالة ستتطلب كميةً أقل من الماء أثناء السقي. إضافة لما سبق يجب الحرص دوما على استخدام سمادٍ خاصٍّ بالحمضيات حصرًا فهناك بعض المزارعين الذين يستخدمون سماد الخضراوات أحيانًا لتزويد الحمضيات به وهذا خطأٌ كبيرٌ قد يؤذي الشجرة.

أخيرًا نتمنى عزيز القارئ أنك استفدت من المعلومات السابقة عن موسم زراعة اليوسفي وطريقة زراعة اليوسفي ونركز على أهمية الالتزام بكل ما ذُكِر للوصول إلى نتيجةٍ مرضيةٍ وموسمٍ معطاءٍ.