مواسم زراعة العرقسوس، يُعرف نبات العرقسوس بمذاقه اللذيذ مما يجعله محبوباً بين الكثيرين، وخاصة في المطابخ الآسيوية والعربية، لكن ما هو؟

نبات السوس أو العرقسوس: هو نبات عرفته الحضارات القديمة في مصر وسوريا والرومان والعرب، وورد وصفه في الكثير من المراجع القديمة على أنّه شاف للكثير من حالات القيء والتهيج المعدي. وكان له قيمة علاجية عالية لدى المصريين القدماء حيث كانوا يقولون عنه: “شفا وخمير يا عرقسوس”، وذلك لما له من تأثير علاجي على أمراض الجهاز الهضمي (مثل قرحة المعدة)، كما كان يعد المصريون القدماء عصيراً من جذوره ووجد في عام 1923 جذور عرقسوس في قبر الملك توت عنخ آمون. كما عُرف العرقسوس عند البابليين منذ أكثر من 4000 سنة كمقوي للجسم ومعزز للمناعة. وعرفه الأطباء العرب كطعام ودواء.

ومما سبق تظهر لنا أهمية هذا النبات، لذا سنخصص مقالنا هذا لاستعراض طريقة زراعة العرقسوس ومواسمه وطرق استعماله وخصائصه الطبية.

نبات العرقسوس واستعمالاته ومواسم زراعته

هو نبات شجري معمّر ينبت في الكثير من دول العالم مثل مصر وسوريا وأواسط آسيا وآسيا الصغرى وأوروبا. يُستخرج من النبات مادة العرقسوس، وهي مادة حلوة أكثر حلاوة من السكر العادي يمكن أكلها كحلويات أو مضغها. وبشكل عام، يوجد 12 نوع من جذور العرقسوس تختلف من حيث الطعم. كما يمكن مضغه مع بذور اليانسون لعلاج السعلة، أو يمكن تحضيره كشاي.
كما يستخدم العرقسوس في المكملات الغذائية والأعشاب المجففة وفي بعض مستحضرات العناية بالبشرة، ويستخدم في صناعة البيرة (فهو يضفي الرغوة عليها) ويدخل في صناعة السجائر وفي صناعة الجلود وتثبيت ألوانها.

مواسم زراعة العرقسوس

ينمو العرقسوس في أجزاء مختلفة من العالم وفي ظروف متنوعة، فهو يتحمل الأجواء الحارة والرطبة والباردة ويتحمل ظروف البخر المرتفع والظروف الجافة والقاحلة. وبشكل عام، يفضل زراعة العرقسوس في الأراضي الرملة جيدة الصرف، إذ إنه يحتمل الملوحة المرتفعة التي تزيد المواد السكرية والصابونية والفلا فنوية عندما يصل عمر النبات إلى حوالي سنتين أو أكثر

يُجدر بالذكر أن الزراعة الطويلة والمستمرة للعرقسوس الآسيوي يحسّن من الصفات الطبيعية والكيميائية للتربة، حيث تؤدي إلى تماسك حبيباتها وتقليل الفاقد من الماء الطبيعي ويحافظ على رطوبة الأرض لمدة طويلة وخاصة في الأراضي الرملية والخفيفة.
يمكن زراعة العرقسوس خضرياً وجنسياً إلا أن الزراعة الخضرية أكثر إنتاجاً وأسرع نمواً. ويفضل زرع العرقسوس في شهر فبراير/شباط وأول شهر مارس/آذار، أما في حال عدم توفر الشتلات الخضرية فيمكن الإكثار عن طريق نقع البذور ليومين في الماء ثم زرعها في الفترة بين شهري مارس/آذار ومايو/أيار في أرض المشتل مع مراعاة مسافة قدرها 60 سم بين الشتلة والأخرى، ويمكن نقلها إلى مكانها الدائم بعد عام.

فوائد العرقسوس

للعرقسوس كثير من الفوائد، نذكر من أهمها:

1-يُعد العرقسوس مهدئاً جيداً للمعدة نظراً لاحتوائه على الفلافونويدات المضادة للالتهابات، لذا فهو يهدئ مشاكل الجهاز الهضمي في حالات وجع المعدة وقرحة المعدة وعند الشعور بالغثيان.

2-يُعدّ العرقسوس منظفاً طبيعياً للجهاز التنفسي، فهو يحفز إنتاج البلغم في المجاري التنفسية ويمكن أن يخفف وجع الحلق وأعراض الربو.

3-يقلل العرقسوس من الإجهاد الذي قد يحدث بسبب ارتفاع مستويات الكورتيزول والأدرينالين في الدم.
4-يعمل العرقسوس كمضاد للالتهابات الجلدية، حيث تشير الدراسات إلى وجود خصائص مفيدة لهذا الأمر في مستخلص جذور وأوراق العرقسوس.

أضرار العرقسوس

للعرقسوس فوائد عديدة كما ذكرنا، إلا أن تناوله بكميات كبيرة قد تؤدي إلى بعض الأضرار، أو قد يتسبب بأضرار جانبية في بعض الحالات مثل الحمل. بعض الآثار الجانبية التي يتسبب العرقسوس فيها:

1-نقص البوتاسيوم: يؤدي تناول جرعات كبيرة من العرقسوس المستخرج من الجذر إلى نقص مستويات البوتاسيوم في الجسم مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض مثل ارتفاع ضغط الدم، وضعف العضلات، والوهن العام، واضطرابات ضربات القلب.

2-احتباس السوائل: يؤدي تناول كميات كبيرة من العرقسوس في فترة قصيرة إلى احتباس السوائل في الجسم مما يؤدي سلباُ على صحة الكليتين.

3-ارتفاع ضغط الدم: تتسبب المبالغة في تناول العرقسوس إلى ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب.

4-يضر بصحة الأطفال: يؤدي تناول الأطفال لكمية كبيرة من العرقسوس إلى ارتفاع ضغط الدم لديهم، لذا ينصح الأطفال بالابتعاد عن المبالغة في استهلاكه سواء من حيث الكمية أو الفترة.