تتعدّدت مميزات العمل عن بعد بسبب تعدد أسباب اللجوء إليها في عصرنا هذا. لكن هل تساءلت يومًا ما معنى العمل عن بعد؟ ولماذا يلجأ الموظف الى هذا النّوع من العمل؟ وما هو العمل عن بعد؟ العمل عن بعد هو القيام بعمٍل ما يكون فيه الموظّف غير مضطٍرّ لمغادرة المنزل، والانتقال إلى مقرّ العمل، ويعتبر الإنترنت أحد أكبر أسواق العمل عن بعد، لأنّه يمكن ربط وتواصل شخصين مهما ابتعدت جغرافتيهم.
للعمل عن بعٍد مميزات كثيرة منها ما يخصّ العاملين، منها ما يتعلّق بالشّركات، ومنها ما يتصل بالحكومات.

مميزات العمل عن بعد فيما يخصّ الشّركات

  • زيادة معدّلات إنتاج العاملين عن بعد، وذلك لما يتمتعون به من سريٍّة في اختيار الوقت المناسب لإنجاز الأعمال الموكلة إليهم.
  • يعدّ العاملون عن بعد أكثر نشاطًا من غيرهم، وذلك بسبب انخفاض الزمن المنقضي في الانتقال الى مقرّ العمل، والعودة الى المنزل.
  • يؤدي العمل عن بعد إلى خفض عدد العاملين في المكتب الواحد.
  • تقليل التكاليف غير المباشرة، وذلك بسبب تقليل رحلات العمّال من وإلى مقرّ عملهم.
  • يخلق العمل عن بعد فرصًا كثيرًة أمام الشّركة من أجل الاحتفاظ بالموظّفين المهرة المدربين ذوي الخبرة الذين يفكّرون بترك عملهم لعدم مناسبته لمكان إقامتهم.
  • هذا عدا إمكانيّة توفير الشّركات لخدمات العملاء في غير أوقات العمل الرسميّة.

مميزات العمل عن بعد للحكومات

  • يقدّم العمل عن بعد فرصًا كبيرًة لتوظيف ذوي الإعاقة، ممّن تمنعهم إعاقتهم من الخروج من المنزل.
  • يقدّم فرصًا كبيرًة بالاهتمام لتشغيل النساء.
    العمل عن بعد يضمن استمراريّة الأعمال في حالات الطوارئ الحوادث والأزمات.

مميزات العمل عن بعد للعاملين

  • يقلّل من التّكلفة وضغوط العمل، والتنقّل من وإلى العمل.
  • يحقّق إمكانيّة أكبر في التكيّف مع العمل في الظروف المناخيّة الصعبة. وفي حالة تعطّل للخدمات، ووسائل النقل.
  • يقوم بتحقيق مرونة في أداء العديد من الوظائف التي يستطيع العامل أداءها، وذلك بعد ترتيب ساعات العمل.

سلبيات العمل عن بعد

بعيدًا عن مميزات العمل عن بعد وإيجابياته، لا بد من وجود عدد من السلبيات أو العراقيل التي تقوض نتائج هذا العمل:

  • التكاسل: في أثناء العمل عن بعد لا يجد الموظّف وقتًا معيّنًا ولبسًا معيّنًا للقيام بعمله. ومن السهل تأجيل الشّخص القيام بالكثير من المهام الموكلة إليه.
  • المهام المنزليّة: في أثناء العمل عن بعد يجد الموظّف نفسه منخرطًا في الأعمال المنزليّة التي قد تؤخره عن القيام بأعماله.
  • الروح التنافسية: إنّ عدم وجود تفاعٍل بشريّ من العيوب الرئيسيّة في العمل. لأنّ العمل مع الآخرين يخلق روحًا تنافسيًّة تؤدّي إلى زيادة الإنتاجيّة. هذا بالإضافة إلى أنّ الخروج من المنزل يخفّف من التّوتر، والضغط الذي يتعرّض له في البيت.

العمل عن بعد في ظلّ أزمة كورونا

لا بدّ أنّ جائحة كورونا كانت قد عزّزت ولو كان الأمر مؤقّتًا اللجوء الى استخدام سياسة العمل عن بعد تماشيًا مع تدابير الحجر الصّحي الذي فرضته الحكومات حفاظًا على صحّة المواطنين. والعمل في ظلّ هذه الجائحة لا يخلو و إن كان يتمتع بالكثير من الإيجابيات، وعلى رأسها صحّة الموظّفين من السّلبيات والعراقيل.

فقد لا يمتلك الموظّف أدنى مقوّمات العمل عن بعد في المنزل من مكتب أو مساحة منزليّة ملائمة للقيام به. إضافًة إلى تواجد أفراد العائلة في المنزل، وعدم تمكّنهم من الخروج، وكلّ هذا يؤثّر سلبًا على التّركيز وتشتّت ذهن الموظّف. لذلك كان على الموظف أن يقيم توازنًا بين حياته وعمله في ظل هذه الأزمة ومن ذلك:

  • أن يقوم الموظف بإنشاء روتين وعليه ابتكار عادات تساعده على القيام بأعماله.
  • أن يتحلّى بقوّة الإرادة ليستطيع الفصل بين حياته وعمله.
  • التّواصل مع المدير ومناقشته في أمور العمل.
  • الاتّفاق بين الموظّف وأسرته على احترام وقت العمل، وعدم مقاطعته.
  • تحديد الأولويّات هو من أهمّ الأمور التي يجب على الموظّف أن يقوم فيها.

كيف يمكن البدء بالعمل في المنزل

  • في البداية لابدّ من تحديد المهارات التي يمتلكها الفرد، والخدمات، التي يستطيع أن يقدّمها تنمية المهارات من خلال دورات للبحث والقراءة.
  • البحث عن أعمال يتمكّن من القيام بها لتكون في سيرته الذّاتيّة.
  • تنظيم الوقت وتقسيم المهام.
  • جودة العمل والالتزام هو أمر مهمّ ليتمكّن الموظّف من متابعة أعماله.

وهنا يمكننا أن نطرح السّؤال التّالي هل العمل عن بعد مناسب لكلّ الفئات؟؟ إن لم يكن مناسبًا لكلّ الفئات ما هي الفئات التي تلائم هذا العمل؟ إنّ العمل عن بعد يلائم الأشخاص الذين يحبّون السّفر فلم يعودوا مضطرين لترك أعمالهم بسبب سفرهم. لأنهم وبواسطة سياسة العمل عن بعد يتمكّنون من أداء أعمالهم أينما كانوا.

مجالات العمل عن بعد

من مميزات العمل عن بعد أن مجالاته ونطاقه يتوسع أكثر فأكثر. حيث ستجد كثير من الاختصاصات والوظائف التي لن تتوقع بأنه يمكنك العمل عبر عن بعد. ومن هذه المجالات نذكر:

  • البرمجة: برمجة البرامج والمواقع والتطبيقات وهو من أفضل المجالات، لأن صناعة التّقنية يخيّم على مستقبلنا.
  • التّسويق الإلكتروني: يشمل التّسويق الإلكتروني إعلانات الدّفع مقابل الضغط ppc. وبرامج المشاركة التسويقيّة والتّسويق الدّاخلي.
  • التّصميم: يتضمّن تصميم اللوحات الهندسيّة والمعمارية، وتصميم الواجهات الأماميّة للمواقع الإلكترونية.
  • الكتابة:هو مجال خصب متشعّب منه الطبيّة العلميّة…
  • خدمة العملاء: إذ تحتاج الشّركات إلى فرص لدعم عملاء الرّد على تساؤلاتهم. وهو أمر مهمّ، فلست مضطرًا لتكون في دولة ما لتسأل عن شركة فيها.
  • التّدريس: يعد أمرًا في غاية الأهميّة، وثورة في عالم للتعليم بعد أن كان الصف هو المكان الوحيد لتلقي المعلومات.
  • الترجمة: تعدّ الترجمة من أهمّ الوظائف التي يمكن القيام بها عن بعد، لأنّها تحتاج إلى هدوء وتركيز.
  • إدخال البيانات: وهي وظيفة لا تحتاج إلى مهارات عالية سوى السّرعة في الكتابة.
  • إدارة مواقع التواصل الاجتماعي: إذ تحتاج الشّركات والشّخصيات إلى مدراء يديرون حسابات مواقع التواصل الخاصة بهم. وذلك من خلال وضع المنشورات، وخطٍط تسويقيٍّة للاستفادة من ملايين العملاء.

بهذا نكون قد سلطّنا الضّوء على مميزات العمل عن بعد، ومجالاته لعلّه يشجّع الكثيرين على القيام بهذا العمل، والاستفادة من وسائل التّواصل ،وخدمات الإنترنت بما يعود عليهم بالفائدة والمتعة.