مفهوم التنمية المستدامة وشروط تحقيقها أمثلة وكيفية تحقيقها من الأمور الهامة التي يجب عليك معرفتها. كانت ولا زالت التنمية المستدامة الركيزة الأساسية التي تستند عليها المجتمعات المتطورة. كما أن جميع الدول تسعى إلى تنمية وتطوير اقتصادها، من أجل تلبية احتياجات سكانها. ولكن من دون التسبب بأضرار بيئية. كما أن التنمية المستدامة عملية مجتمعية يجب أن يساهم فيها كل الأفراد والقطاعات من أجل الوصول إلى الهدف المنشود. لذلك في مقالنا هذا سنتحدث بشكل عام عن مفهوم التنمية المستدامة، والشروط والمبادئ اللازمة لتحقيقه، وكيفية تحقيق التنمية المستدامة. فإذا كنت مهتمًا بهذا الموضوع تابعنا.

مفهوم التنمية المستدامة

التنمية المستدامة عرفها تقرير “برونتلاند” عام 1987 على أنها هي التنمية التي تلبي احتياجات الجيل الحاضر، دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية اجتياجاتهم الخاصة. كما تم وضع تقرير برونتلاند من قبل لجنة غير حكومية أنشأتها الأمم المتحدة. وبعبارةٍ أخرى يمكن القول بأن هذا المفهوم معقد ومتعدد التخصصات. وهناك أربعة أبعاد متصلة للتنمية المستدامة وهي المجتمع والثقافة والبيئة والاقتصاد. وبالإضافة إلى ذلك يستند مفهوم التنمية المستدامة على عدة أسس هامة ألا وهي:

  • الحفاظ على الموارد الطبيعية الحالية والمستقبلية، كأساس لشراكة الأجيال القادمة في هذه الموارد.
  • كما لا ترتكز التنمية المستدامة على تكلفة وقيمة عائدات الاقتصاد، بقدر ارتكازها على نوعية وكيفية توزيع هذه العائدات. وذلك من أجل المساهمة في تحسين الظروف المعيشة للمواطنين.
  • بالإضافة إلى ذلك تعديل كافة أنماط الإستثمار والهياكل الإنتاجية. تجنبًا للإسراف، والاستهلاك الكامل للموارد والتلوث البيئي.

مبادئ تحقيق التنمية المستدامة

هناك عدة مبادئ تحكم الحياة والعلاقات في المجتمع، وتعد ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة ألا وهي:

  • الديمقراطية : حيث من الصعب تحقيق التنمية بغياب الديمقراطية الحقيقية. ومن خلال الديمقراطية يجب أن نفهم أن الاحترام ليس فقط للحقوق الفردية، ولكن للحقوق الجماعية في المشاركة الفعالة والكامل في التنمية المستدامة.
  • الحكم الذاتي : لكي تتحقق التنمية لا بد من احترام استقلالية الحكومات والشعوب في تحديد خياراتهم. ولكن ذلك لا يعني أن تعمل الحكومات بمعزل عن غيرها. بل يجب التعاون والمشاركة في التخطيط الإنمائي، من خلال المشاركة في العمليات والأنشطة لتحديد أهداف التنمية المستدامة.
  • الإنصاف : يرتكز مبدأ الإنصاف على الاعتراف بالطبيعة العالمية والمشتركة لبيئنا، وعلى الحاجة إلى مشاركة الموارد بطريقة مستدامة. كما يتحقق الإنصاف من خلال تلبية احتياجات الجميع وتحسين نوعية الحياة.
  • الترابط : لن تتحقق التنمية المستدامة إلا من خلال الترابط بين الأفراد والمجتمات. كما يعتمد الترابط على القدرة على المساعدة والتعاون على كافة المستويات.

شروط تحقيق التنمية المستدامة

إن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب الالتزام بالمبادئ العامة المذكورة سابقًا، وربطها مع مفهوم التنمية المستدامة والشروط الأساسية لتحقيقها ألا وهي:

  • التوازن بين الموارد واستثمارها، أي لا يجب أن تستخدم كافة الموارد بشكل غير توازني. بالتالب يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار حق الأجيال القادمة في هذه الموارد.
  • بالإضافة إلى ذلك لا ينبغي التهاون في الموارد الطبيعية.
  • كما يجب تحقيق الاستدامة في النظم الإنتاجية للوقاية من الانهيار.
  • العائد من التنمية المستدامة يجب أن يعود بالنفع على المجتمع بكافة جوانبه.
  • تعزيز استخدام وسائل تقنية أكثر توافقًا مع البيئة.
  • كما ينبغي التنويه إلى أن التنمية المستدامة يجب أن تكون طويلة الآمد، لأنها معنية بالأجيال القادمة. كما لن يتم جني آثارها إلا على المدى البعيد.

أمثلة على تحقيق التنمية المستدامة

هناك عدة أمثلة شائعة قد تكون لا تعلم أنها إحدى مظاهر تحقيق التنمية المستدامة ألا وهي :

  • الطاقة الشمسية : مثال بارز على التنمية المستدامة. كما أنها مصدر نظيف لتوليد الطاقة من دون أي ضرر بيئي. حيث يستفاد من حرارة الشمس لتوليد طاقة حرارية وكهربائية.
  • عنفات الرياح : مثال بازر آخر عن التنمية المستدامة، وهي واحدة من أكثر مصادر الطاقة شيوعًا. كما يستخدم بشكل أساسي في المناطق الساحلية، حيث تكون سرعة الرياح أعلى. وذلك من أجل تلبية متطلبات الطاقة.
  • الفضاء الأخضر : إن إضافة المساحات الخضراء إلى المناطق الفقيرة إليها، تساعد على زيادة جودة الهواء وتقلل من تلوثه. كما أن زراعة الأشجار تقلل من تآكل التربة.

كيفية تحقيق التنمية المستدامة

كما ذكرنا سابقًا بما أن عملية التنمية هي عملية مجتمعية يجب أن يساهم فيها كل الفئات والقطاعات. لذلك لا بد من أن تشارك كل فئات المجتمع وتقوم بدورها لتحقيق مفهوم التنمية المستدامة وأهدافها :

دور الفرد في تحقيق التنمية المستدامة

يجب على كل فرد أن يحمل مسؤولية الشعور بالغير، واحترام حق من سيأتي بعده. فالتنمية محورها الأساسي هو الإنسان، وتوفير الحياة المثلى له. بالتالي كل فرد أيًا كان موقعه أو عمله يجب أن يراعي احتياجات أبنائه، وجيرانه، والمحيط الذي يعيش فيه. فهذا ما سيضمن الحياة المناسبة للحاضر والمستقبل.

مفهوم التنمية المستدامة وشروط تحقيقها أمثلة وكيفية تحقيقها

مفهوم التنمية المستدامة وشروط تحقيقها أمثلة وكيفية تحقيقها

دور الأسرة في تحقيق التنمية المستدامة

الأسرة لها الدور الأكبر في التربية السليمة وخلق جيل واعي. فالأسرة هي القدوة التي يكتسب فيها الفرد سلوكه ومبادئ من الصفر. بالتالي يجب على كل أسرة أن تحرص على تعليم أبنائها مبادئ التنمية المستدامة، من أجل زيادة الوعي والإدراك.

دور المجتمع في تحقيق التنمية المستدامة

حيث يقع على عاتق المجتمع دورًا هامًا ألا وهو خلق بيئة استثمارية لنمو اقتصادي مستدام. من خلال مبادرات المجتمع في النشاطات الاقتصادية والاجتماعية التي تهدف إلى زيادة الدخل. فالمجتمع الذي تتحقق فيه العدالة والمساواة هو المجتمع الذي يتفهم حقوق الجميع. بالتالي هذا سيؤدي إلى أجيال واعية محافظة ومحترمة لحاضرها ولمستقبل غيرها.

دور الحكومة في تحقيق التنمية المستدامة

الحكومة هي صانعة القرارات وواضعة السياسات. كما ذكرنا سابقًا أنه من أهم شروط التنمية أن تكون هذه السياسات والخطط ضمن إطار مراعاة جوانب التنمية المستدامة. وبالإضافة إلى ذلك لا ينبغي فصل الجانب البيئي عن الجانب الاقتصادي والاجتماعي.

 

مفهوم التنمية المستدامة وشروط تحقيقها أمثلة وكيفية تحقيقها

مفهوم التنمية المستدامة وشروط تحقيقها أمثلة وكيفية تحقيقها

دور القانون في تحقيق التنمية المستدامة

المقصود هنا وجود جهاز رقابي لضبط العملية التنموية. فالاستثمارات والخطط يجب أن تتكامل مع رؤية قانونية تمكن رجل القانون من مراقبة سير العملية التنموية وضبطها. من أجل دفع الحياة نحو الأفضل.

وفي نهاية مقالنا مفهوم التنمية المستدامة وشروط تحقيقها أمثلة وكيفية تحقيقها، نأمل أن نكون قد وفرنا لكم المعلومات الكافية حول هذا الموضوع. ودعونا نتفق على أن المجتمع المتطور والقوي هو الذي يطبق أساليب عديدة لتحقيق التنمية المستدامة.