تملك العرب في تركيا، لقد ازداد إقبال العرب على الاستثمار في تركيا في العقد الأخير. كما تضاعفت عدد عقارات العرب فيها في الاونة الاخيرة وخاصة بعد النهضة الاقتصادية التي شهدتها البلاد. وبما تتمتع به من استقرار سياسي واقليمي وتطور متسارع في بنيتها التحتية مع ما تتوافر عليه من بيئة طبيعية ومناخ معتدل .

ولقد كان للعرب من جنسياتهم المتعددة نصيب كبير في العقارات في تركيا ومنازلها حيث يتم منح الجنسية التركية مقابل الاستثمار العقاري بقيمة 400 ألف دولار حيث كان له أثر كبير في زيادة الإقبال على العقارات في تركيا .

تملك العرب في تركيا – الاستثمارات العربية في تركيا

لقد بدأت سياسة تركيا في الانفتاح العقاري في عام 2002 وذلك أثناء قيام حزب العدالة والتنمية بتولي الحكم في تركيا.  حيث قامت بوضع القوانين التي تقوم بجذب الاستثمارات العقارية في تركيا. حيث كان شراء الأجانب للعقارات يقتصر على مناطق محدودة مع وجود شرط المعاملة بالمثل وذلك يكون بحسب مواطني كل دولة .

في عام 2004 تم السماح للأجانب للقيام بالتملك فوق أي بقعة على الأرض في تركيا وبقي شرط المعاملة بالمثل فعالا .

بعد ذلك قامت الحكومة التركية في عام 2012 باجراء بعض التغييرات على قانون الملكية الذي يتعلق بالأجانب حيث قامت الحكومة بإلغاء شرط المعاملة بالمثل وذلك من اجل زيادة استثمارات الاجانب وهذا التغيير يعتبر تغيير جذري في القانون التركي وبناء على هذا التغيير يسمح لمواطني 183 دولة بشراء عقارات في تركيا ومن ثم يسمح لمواطني الدول العربية بتملك العقارات بعد حظره عليهم بمبدأ المعاملة بالمثل وبعد هذا القرار اصبح هناك اقبال كبير من العرب على شقق للبيع في تركيا وشراء وتملك العقارات في تركيا .

زادت استثمارات مواطني الخليج العربي في عقارات تركيا بشكل عام و شقق للبيع في اسطنبول بشكل خاص قرابة خمسة أضعاف بعد عام 2012 حيث أصبحت المملكة العربية السعودية في المرتبة الاولى بين استثمارات الخليجيين العرب وذلك بنسبة 48% .

وفي عام 2013 تم اجراء احصاء شراء قرابة 2700 عقار. وذلك من قبل المواطنين العرب أي ما يعادل 10% من مجمل بيع العقارات في تركيا .

أما في عام 2014 قام المستثمرون الخليجيون بإنفاق حوالي 4.3 مليار دولار في العقارات التركية. أما في عام 2015 فقد زادت المبيعات العقارية وازدادت نسبة شراء العقارات من قبل العرب بنسبة قاربت الربع .

وفي أول تسع اشهر من عام 2016 اصبح العراق في المرتبة الاولى من بين أكبر عشرة مستثمرين أجانب في عقارات تركيا. وأصبحت السعودية في المرتبة الثالثة وكانت الكويت في المرتبة الرابعة وقطر في المرتبة السابعة والبحرين في العاشرة.

ولقد أظهرت الإحصاءات الرسمية تصدر العراقيين العقار حيث تم بيع حوالي 663 منزلا لمواطنين عراقي الجنسية. وذلك في شهر مارس آذار من عام 2023 واصحب اليمن في المرتبة الثانية عربيا وذلك من خلال شراءها 120 منزلا. وأصبحت مصر في المرتبة الثالثة بواقع شراء 99 منزلا ثم الفلسطينيون بواقع شراء 96 منزلا ثم الأردنيون بواقع شراء 91 منزلا .

ومازال قطاع العقار التركي يقوم بتحقيق العديد من الأرقام القياسية في القيام ببيع العقارات. وذلك من خلال منح الجنسية التركية لمن يقوم بشراء عقار بقيمة 400 الف دولار امريكي.  حيث حاز المستثمرون العرب على الجزء الأكبر من شراء العقارات من بين الاجانب في تركيا مع توقعات باستمرار بهذه الوتيرة من الإقبال والنمو .

أسباب إقبال العرب على التملك في تركيا؟

هناك العديد من الأسباب التي جعلت العرب مفضلين في التملك والاستثمار العقاري في تركيا. وكانت بمجملها عناصر مؤثرة في الاقتصاد التركي من ذلك :

  1. انخفاض اسعار العقارات التركية وذلك من خلال مقارنتها مع اوروبا وامريكا. وذلك رغم وجود ارتفاعات متتالية في الأسعار خلال الاعوام القليلة الفائتة. وخاصة المدن الكبيرة مثل اسطنبول وأنطاليا وبورصة و يالوفا.
  2. الهدف الاستثماري حيث ارتفعت اسعار العقارات وقامت بتحقيق ارباح عالية جدا في عام 2014 وبنسبة 19% تقريبا وايضا ارتفعت أسعار المنازل في اسطنبول الى 25% في عام 2015 كما ارتفعت مبيعات المنازل منذ الركود الكبير في عام 208 ولقد بلغت المبيعات في هذا الوقت حوالي 427 ألف منزل فقط حيث تجاوزت المليون منزل في عام 2016 وهذا الأمر دفع العديد من المستثمرين على التوجه الى الاستثمار العقاري في تركيا .
  3. جاء عدد من الاستثمارات الواعدة في تركيا مثل مطار اسطنبول الجديد وقناة اسطنبول الثانية والعديد من المشاريع.  التي من شأنها أن تنهض بالاقتصاد التركي دعما اضافيا للاستثمار عموما . ولقد لعب الموقع الجغرافي القريب من الوطن العربي والموقع السياحي المميز دورا مهما في إقبال العرب الى تركيا واستثماراتها العقارية فيها .
  4. وتركيا تتمتع ببيئة اجتماعية قريبا جدا من بيئة العرب حيث ان اغلب الشعب التركي متدين بالدين الإسلامي.  كما انه يوجد فيه عادات وتقاليد شرقية حتى ان الطعام التركي مألوف لدى العرب. ويوجد هناك قواسم ثقافية وقيم تجمع العرب والأتراك .
  5. ويوجد في تركيا جالية عربية كبيرة حيث قامت بعض المدارس بتدريس اللغة العربية لدى الاتراك.  مع وجود اهتمام واضح من الدولة بهذه اللغة ولقد زادت مدارس تعليم اللغة التركية للعرب. وايضا اصبح هناك انتشار المدارس العربية في أرجاء تركيا. وخاصة في المدن الرئيسة واصبح هناك انتشار واسع وكبير في المساجد والمناسبات الدينية المشتركة. ولقد أصبحت تركيا وجهة مميزة لدى العرب في خارج الوطن العربي كما تعتبر الجامعات التركية ذات جودة عالية وذات تكاليف منخفضة نسبيا .
  6. ولقد قامت الحكومة التركية بإصدار قوانين تمنح الجنسية التركية لدى المستثمرين الاجانب في مجال العقارات برأسمال لا يقل عن 400 الف دولار امريكي وهذا الأمر زاد من إقبال عدد كبير من المستثمرين العرب إلى تركيا .

مناطق تواجد العرب في تركيا

لقد زادت اعداد العقارات التي يملكها العرب في تركيا. وذلك في السنوات الاخيرة وخاصة الجنسيات الخليجية كما ازدادت مشتريات العراقيين مؤخرا بشكل لافت. حتى باتو على رأس قائمة الجنسيات المستثمرة في مجال العقارات في تركيا .

ولقد تم توزيع عقارات العرب في تركيا في العديد من المناطق.  وكانت مدينة اسطنبول من أكثر المدن نشاطا في مجال العقارات على مستوى كامل في تركيا. ووفقا لهيئة الاحصاء التركية تركستات فان مدينة اسطنبول تاتي في راس المدن التركية في جذب المستثمرين العرب .

ويفضل أثرياء العرب المناطق الانيقة التي تكون محيطة في منطقة البسفور. مثل كانديلي و منطقة بيبيك وهناك اخرون يحبون المنازل الواسعة، او الفلل التي تكون قريبة من بحيرة صبنجة القريبة من مدينة اسطنبول باتجاه الشرق منها .

وهناك بعض المناطق في اسطنبول حصلت على حضور عربي قوي. مثل منطقة باشاك شهير الحديثة و بهشة شهير اسنيورت ومنطقة الفاتح وغيرها من المناطق داخل اسطنبول .

وأصبحت مدينة طرابزون من أكثر المدن التركية استثمارا لدى العرب. وذلك بسبب وجود الطبيعة الخلابة الموجودة على سواحل البحر الأسود. كما شهدت مدينة بورصة التاريخية القريبة من مدينة اسطنبول إقبالا استثماريا عربيا لافتا .
ولقد زادت الاستثمارات العربية في تركيا حتى أصبح هناك طابع عربي يظهر في بعضها ولا تخطئه العين .

وفي النهاية تكون تركيا قد قامت بجذب المستثمرين العرب الى القطاع العقاري بكل نجاح. بينما ضمن المستثمرون العرب موطا قدم لهم على الأراضي التركية ضمن بيئة استثمارية مزدهرة .