تعد الببغاوات من الطيور الأليفة والجميلة، والتي يرغب معظمنا بتربيتها والاعتناء فيها. وكذلك التعرف على أنواعها وأشكالها وكيفية استيرادها وتصديرها، ومعرفة معلومات عن التجارة الدولية للببغاوات. ويجب أن نعلم أيضًا أن تجارة الببغاوات تجارة مربحة ومؤسسة ناجحة، لذلك قد أحيطت تجارة الببغاوات بهالة من الصعوبات والتعقيدات. وتبعًا لذلك فرضت مجموعة من البلدان حظرًا على تجارة بعض أنواع الببغاوات. مع العلم أيضًا أن سوق تجارة الببغاوات الدولية يعمل بشكل قانوني وغير قانوني. بالإضافة إلى أن تجارة الببغاوات غير القانونية كانت معروفة كقضية بيئية فقط حتى القرن العشرين. وتعد تجارة الببغاوات الدولية ثاني أكبر تجارة غير قانونية بعد تجارة المخدرات.

بالإضافة إلى أن كل دولة لديها قوانين ولوائح، تهدف إلى حماية وجعل تجارة الببغاوات الدولية قانونية. وأيضًا تعارض السوق غير المشروعة لهذه التجارة. وأيضًا تحارب لحماية طيور الببغاء من التهديد والانقراض. من خلال جعل الاتجار بطيور الببغاء جريمة قانونية يعاقب عليها إذا كانت مخالفة لنطاق الصيد المشروع والقانوني. ويجب أن نذكر على وجه الخصوص أن منظمة الأمم المتحدة عارضت الاتجار غير القانوني لطيور الببغاء. فما كان من الدول المصدرة والمستوردة لهذه الطيور إلا التدقيق على تجارة الببغاوات القانونية. ولقد وصلنا إلى مرحلة دقيقة من ناحية بقاء تجارة الببغاوات الدولية تجارة قانونية رغم كل الجهود المبذولة والصعوبات المفروضة. وكما يجب أن نسلط الضوء على حلول للتجارة غير المشروعة، الأمر الذي يثير التساؤلات حولها. فما هي أكبر الدول المصدرة وأهم الدول المستوردة لطيور الببغاء؟ وكيف نستطيع تطوير تجارة الببغاوات الدولية؟

معلومات عامة عن تجارة الببغاوات الدولية

يحمل موضوع تجارة الببغاوات الدولية طابعًا كبيرًا من الأهمية، وذلك لأن تجارة هذا النوع من الطيور المهددة بالانقراض، لا تتوقف فقط على أهميتها الاقتصادية بل ترجع أيضا إلى أهميتها البيئية. لذلك تضفي الدول أهمية كبيرة على تجارة طيور الببغاء وتشرع القوانين على حسن تربيتها والاعتناء فيها. بالإضافة أيضا إلى إعطاء الحلول لمشكلات هذه التجارة الدولية.

ونظرًا للطبيعة واسعة الانتشار وغير المنظمة لتجارة الببغاء، أبدت الدول تحسينات كبيرة على الاعتناء بطيور الببغاء. من خلال قوانين حماية الطيور البرية والمنظمات التي تحمي الطيور المهددة بالانقراض. فقد كان من بعض الدول تحسين طرق استيراد هذه الطيور وحظر الطرق الأخرى. بالإضافة إلى أن تجارة طيور الببغاء تجارة مربحة وتعود بالفائدة والثراء للأشخاص والدول التي تتاجر فيها. وحقيقة أن متوسط عمر الببغاء 80 عامًا، يتيح تجارة طويلة الأمد ومفيدة بالنسبة للأشخاص الذين يعتنون ويتاجرون فيها. وأيضًا يوجد مجموعة من العوامل التي تساهم في نجاح تجارة الببغاوات الدولية، مثل عمر الببغاء ومهاراته ونشاطه، بالإضافة إلى قدرته على تكرار الكلام وشكله الجذاب ومستوى تدريبه، ويجب ألا ننسى ذكر ندرته ومزاجه المحبوب. وتبعًا لذلك تشجعت الكثير من الدول إلى استيراد وتصدير طائر الببغاء والاتجار فيه.

 الدول المستوردة لطيور الببغاء

كانت الولايات المتحدة الأمريكية من أوائل المستوردين لطائر الببغاء، ثم أصبح الاتحاد الأوروبي هو المستورد الأكبر، بعد تطبيق قانون حماية الطيور البرية عام 1992. حيث قام الاتحاد الأوروبي باستيراد ما لا يقل عن 93% من الببغاوات من جميع أنحاء العالم. ولذلك فقد سارعت الدول التي لا تتكاثر فيها هذه الطيور إلى استيرادها. وذلك لتنشيط حركة التجارة فيها، لما لهذا الطائر من شعبية واسعة من المحبين، فقد كان الناس يستوردون طائر الببغاء إما للزينة أو للثروة لما له من مشاكل قليلة ومكافآت عالية. ومن أكثر الدول التي تستورد طيور الببغاء هي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى أمريكا الوسطى وسنغافورة.

وقد أدى استيراد هذه الطيور في هذه الدول إلى ظهور سلالات جديدة ومتنوعة، وانقراض أنواع أصيلة وقديمة.

تصدير طائر الببغاء دوليًا

إن معظم الدول قد حظرت تصدير طائر الببغاء من أراضيها، وذلك بسبب التهديد بالانقراض وفقدان أنواع هذا الطائر، وبالتالي تقليل قيمة الأرباح من التجارة. ولكن على الرغم من الحظر استمرت بعض الدول بتصدير طائر الببغاء بطريقة غير قانونية، مما أدى إلى تشكيل أرباح وثروة لا توصف. وكذلك من الأسباب التي تشجع الدول على تصدير هذه الطيور هو بحث الدول التي لا تتواجد فيها طيور الببغاء على حيوانات أليفة غريبة. لما لطيور الببغاء من جمال وخفة ظل وقدرة على جذب الناس. ومن أهم الدول التي تصدر طيور الببغاء هي  الأرجنتين و السنغال وكذلك إندونيسيا بالإضافة إلى تنزانيا.

وقد حاربت هذه الدول من خلال تطبيق القوانين والأحكام على استقامة تجارة الببغاوات دوليًا، وذلك لحفظ أنواع هذا الطائر من الانقراض.

القواعد القانونية لتجارة الببغاوات الدولية

ينص قانون حماية الطيور البرية الذي صدر عام 1992، على أنه لا يجب استيراد الطيور البرية التي يتم صيدها في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا إذا خضعت لموافقة الإدارة المعتمدة. كما أن الاتحاد الأوروبي قد فرض حظرًا مؤقتًا على استيراد الطيور البرية بعد انتشار إنفلونزا الطيور. ولكن تحول هذا الحظر إلى حظر تام عام 2007 بسبب موت الطيور نتيجة لإنفلونزا الطيور. وكذلك الأمر سمح باستقبال وبيع الطيور المنزلية فقط غير المصابة بفيروس أنفلونزا الطيور. بالإضافة إلى هذا هنالك أنواع من الببغاوات المحمية بموجب الملحق (1) من اتفاقية التجارة الدولية، والتي تحمي وتمنع الاتجار بالطيور المهددة بالانقراض مثل (الببغاء القرمزي، الببغاء العسكري، والببغاء الأخضر).

خطوات وحلول لتطوير تجارة الببغاوات الدولية

قدمت الدول والمنظمات المرتبطة بحماية الطيور مقترحات، بشأن الإجراءات التي يمكن من خلالها تطور تجارة الببغاء في العالم. وبالفعل يجب على الدول تشكيل فرق وعمال خاصة للكشف عن التجارة غير القانونية، ومحاكمة الأشخاص المخالفين. وذلك من خلال وضع قوانين واضحة ومحددة للتجارة المشروعة لهذه الطيور.

وأيضًا نشر برامج التوعية وحملات متنوعة، للتوضيح بأهمية طائر الببغاء وطرق التجارة المثالية والمربحة. كما أنه لا يجب امتلاك محميات خاصة تابعة لأشخاص محددين بهدف الاتجار فيها، بل بهدف حمايتها واستمرار نسلها.

وأيضًا يجب الاستعانة بخبراء في مجال دراسة طيور الببغاء لمعرفة الأنواع والسلالات الموجودة في كل دولة.

بالإضافة إلى تعاون الدول المصدرة والمستوردة فيما بينها، وذلك للحد من التهريب غير القانوني لطيور الببغاء عبر حدودها. مما يجب عليها تحديد الأعداد الأنواع الواجب تصديرها و استيرادها.

وأيضًا يجب على الدول بناء مواقع سياحية خاصة بالطيور النادرة. وذلك لجذب السياح والحفاظ على طيور الببغاء في موطنها، مما يخفف الصيد الجائر لهذه الطيور.

وفي الختام نتمنى أن نكون قد سلطنا الضوء على البعض من المعلومات عن تجارة الببغاوات الدولية وأهمية طائر الببغاء بكل ميزاته. والتي جعلت من تجارته عنصرًا هامًا من عناصر التجارة الدولية.