يعتبر مشروع تربية النحل في اليمن حرفة رئيسية ورافدًا مهمًا من روافد الاقتصاد اليمني. كما أنها من الحرف القديمة التي يعود تاريخها إلى العام 3000 ق.م. وتعد صناعة النحالة أحد أهم فروع الاقتصاد الزراعي. حيث تساهم صادرات اليمن من العسل في رفد الدخل القومي بالعملات النقدية.  

تربية النحل في اليمن 

واجه العاملون ضمن مشروع تربية النحل في اليمن العديد من المشاكل والمعوقات لاسيما في الأمور المتعلقة بتنظيم العمل وحماية النحالين وغياب القوانين الناظمة. بالإضافة الى الغياب الكبير للإشراف والمتابعة الرسمية من الحكومة اليمنية. في ظل إهمال واضح من وزارة الزراعة وعدم إيجادها لإدارة عامة تختص في شؤون مهنة النحالين وتربية النحل. مما جعل تربية النحل في اليمن عرضةً للعشوائية، وأوقع الجهود الفردية في متاهة عدم التنظيم، وعلى الرغم من تمتع القطر اليمني بطبيعة متنوعة غنية بمراعي النحل التي تنتج أنواعًا مختلفة من العسل مثل عسل السدر المشهور عالمياً، إلا أن المعوقات المذكورة سابقًا قد أثرت عليه تأثيرًا كبيرًا. 

مميزات سلالة النحل اليمني  

تصنّف سلالة النّحل اليمني على أنّها إحدى سلالات النّحل الإفريقي، وتعتبر من أصغر السلالات حجمًا. وتعيش في بيئة طبيعيّة نقيّة بين الجبال والوديان، والأهم من ذلك تعتبر السلالة الوحيدة التّابعة للنّحل العالمي. كما أنّها تتميز بالقوّة ومقاومة الأمراض. بالإضافة إلى قدرتها على التكيّف مع مختلف الظروف والعوامل المحيطة. 

كما يملك هذا النّوع من النحل سرعة في التخلّص من حضنة النّحل الميتة. ولديه القدرة على بناء خلاياها بنفسها دون الحاجة إلى تدخل النّحالين. وتتميز ملكة النحل اليمنية بقدرتها على وضع البيوض على مدار العام. إلّا أنّه من المعروف عن النّحل اليمني بأنّه كثير التطريد والهجرة، ومع ذلك فإنّ مشروع تربية النحل ناجح جدًا في اليمن، وخاصةً إذ ما قدمت الدولة له الدعم والاهتمام اللازم. 

أنواع العسل اليمني  

  • عسل السدر: يستخرج من أشجار (الِعلب)، ويعتبر أجود أنواع العسل في العالم وأعلاه سعراً. كما يقدر سعره في السوق العالمية حوالي 150 دولار أمريكي للكيلو الجرام الواحد. ويتراوح سعره محلياً بين 50 – 60 ألف ريـال يمني. 
  •  عسل سلام: يستخرج من أزهار أشجار السلم التي تتواجد غالبًا في منطقة تهامة على سواحل البحر الأحمر غرب اليمن، ومن جبال محافظة المحويت التي تتميز بغناها بالغطاء النباتي. 
  • العسل الجبلي الأبيض: يستخرج من زهور عدة شجيرات وحشائش جبلية، ويعرف بتجمده السريع حتى يصبح كالسكر. 
  •  عسل السُمر: نحصل على هذا العسل من أشجار الطلح، وهي أشجار شوكية تنتشر بكثافة في كل أنحاء اليمن كمحافظة حضرموت وبعض المناطق الجبلية. 
  • عسل الصال: يستخرج من أشجار الأثل، ويعرف بطعمه اللاذع الذي يترك حرقة في الحلق تدوم لساعات طويلة. 

إنتاجية مشروع تربية النحل في اليمن 

يقدر إنتاج اليمن من العسل بما يعادل خمسمائة طن ويعمل في هذا المجال ما يقارب المائة ألف نحّال. ومن خلال هذه المعطيات نلاحظ أهمية هذا المجال بالنسبة لليد العاملة اليمنيّة. فقد اعتمدت كثير من الأسر اليمنيّة على هذه الزّراعة كمصدر دخل أساسي لا غنى عنه. كما ويعرف عن العسل اليمني بأنّه من أجود أنواع العسل عالميًا، مما جعله مطلوبًا في كثير من المناطق حول العالم.  

الاجراءات الحكومية لتطوير مشروع تربية النحل في اليمن 

لقد أولى الصندوق الاجتماعي اليمني للتنمية أهمية كبيرة للنحالين والنحالات منذ نشأته عام 1977 م. ومازال رغم المعوقات التي يواجهها يقدم الدعم في ظل الأثر الإيجابي الذي يلاحظه نتيجة تدخلاته. حيث ساهم الصندوق حتى الآن بتدريب ما يقارب 7500 نحالًا ونحالةً من خلال عدة برامج تدريبية. 

كما استعان أيضاً بالاستراتيجية الوطنية لتطوير تربية النحل في الجمهورية اليمنية، وبالتحديد القسم المسؤول عن التدريب فيها. إذ بذلت وحدة التدريب جهدًا كبيرًا في جمع صور خاصة بتربية النحل ضمن دليل صُمم ليتناسب مع كبار السن والأميين والمتحررين من الأمية قدر المستطاع، من خلال الاستعانة بالصور المعبرة والكلمة السهل. 

فاحتوى هذا الدليل على ما يقارب 450 صورة وشكل إرشادي وزعت على 9 وحدات، حيث تضمّنت الثمان وحدات الأولى عدة مواضيع إرشادية، بينما تعرض الوحدة التاسعة مواضيعًا تعريفية توضح عمل الصندوق الاجتماعي للتنمية في هذا المجال. 

أسباب تضاؤل إنتاج العسل والأضرار التي لحقت بمشروع تربية النحل في اليمن 

على الرغم من ازدياد عدد طوائف النّحل ثلاث مرات خلال السنوات الأخيرة، ووصول طوائف النّحل إلى أكثر من مليون طائفة، إلّا أن الحرب واستمرار المعارك، بالإضافة إلى وجود الفيضانات والسيول، أدّت إلى تدمير وجرف الآلاف من خلايا النّحل اليمني، لذلك تكبّد النحّالة اليمنيّين خسائرًا كبيرةً. ومن ناحية أخرى يوجد الحصار الاقتصادي الذي شكل عائقًا كبيرًا في وجه تصدير العسل وغيره من المنتجات. 

في الختام نجد أنّه من الضروري الحفاظ على سلالة النحل اليمني نقيةً في مناطق معزولة، بالإضافة إلى ضرورة تقديم الدولة الدعم للنحالين، مما يساهم في تطوير مشروع تربية النحل في اليمن إلى حد يعود بالفائدة الكبيرة على المستوى الوطني ككل.