كثر في السنين الأخيرة اهتمام الفلاحين بتربية النحل في تونس لكونه من أكثر المشاريع الناجحة بسبب التربة والطبيعة الملائمة. باعتبار أن تربية النحل تحتاج إلى بيئة مناسبة ذات مناخ معتدل نسبيًا وبسبب توفر ذلك في تونس، نالت هذه الحرفة كثيرًا من الاهتمام الذي رافقه كثيرًا من النجاح. هيا بنا نتعرف على أهم الأمور المتعلقة بها من خلال ما جمعناه لكم من معلومات هامة سطرناها في مقالنا هذا.

طبيعة البلاد تساهم في نجاح تربية النحل التونسي

في العديد من البلاد يحتاج النحل إلى تغذية خارجية في فصل الشتاء للاستمرار بعملية إنتاج العسل. ولكن في بلاد مثل تونس لست بحاجة تغذية صناعية، فبسبب المناخ والطبيعة تبقى الأرض الزراعية غنية بالأزهار والنباتات التي تعتبر مصدرًا للرحيق وتغذية للنحل في فصل الصيف والشتاء. وهذا ما يجعل تكلفة مشروع تربية النحل في تونس أرخص من غيرها من البلدان. حيث أن النحالين في البلاد الغربية مثل أوروبا وروسيا يلجؤون إلى التغذية الشتوية، وذلك لأن الجليد يشكل عائقًا في استمرار النحل بإعطاء العسل والعائدات الأخرى.

بينما تحوي طبيعة تونس في فصل الشتاء الغنية بالزهور، على سبيل المثال الفول والكافور والمشمش غذاءً رئيسيًا للنحل في فصل الشتاء. فليس هناك أي ضرورة للتغذية الصناعية، وتعريض النحل إلى مخاطر تخمير السكر الذي يسبب أمراضًا مثل النوزيما وغيره. إذ يلجأ بعض الفلاحون إلى هذا النوع من التغذية كنوع من الاحتيال. باعتبار أن كيلو واحد من السكر يعطي كيلو عسل ويعود بناتج مالي ضخم على المستوى البعيد.

تكاليف مشروع تربية النحل في تونس

يعتبر العسل واحدًا من أكثر المنتجات طلباً، لأن بالإضافة إلى فوائده الغذائية لا يمكننا تجاهل فوائده الشفائية. فبسبب كثرة الطلب عليه اتجه العديد من الأشخاص إلى الاستثمار بمشاريع تربية النحل. حيث يباع في تونس بأسعار تزيد عن أسعار إنتاجه بكثير. مما يؤدي إلى الربح المادي الكبير في غصون سنة واحدة فقط من الاستثمار.

حيث يبلغ سعر الخلية الواحدة من النحل 120 دينار، بينما يباع كيلو العسل بعشرين دينار. ويعتبر هذا عائدًا كبيرًا بالنسبة لخلية واحدة فقط. ومن الجدير بالذكر يبلغ عدد بيوت النحل في تونس مليون خلية، يوجد منها بحدود 50 ألف خلية في منطقة القيروان. وتنتج الخلية الواحدة من النحل حوالي 15 كيلو غرام من العسل في السنة، ويوجد ما يزيد عن 13 ألف نحال في البلاد. وبالإضافة إلى ذلك هناك العديد من المنتجات الأخرى من النحل. حيث بإمكانك بيع الشمع وغذاء ملكات النحل الذي يستخدم حديثًا في الوقاية من العديد من أنواع السرطان.

أنواع النحل وطرق تربية النحل التونسي

هناك نوعين أساسيين من النحل المنتشر في تونس ألا وهما:

  • النحل العملاق: وهو من أقوى الأنواع وأخطرها. يتواجد بكثرة في الهند والعديد من دول آسيا مثل الفلبين. مع العلم يبلغ محصول الخلية الواحدة من هذا النوع حوالي 75 كغ من العسل.
  • النحل القزم:الذي يتميز بصغر حجمه، يعيش في تايلند واندونيسيا. ولا يزيد محصوله عن نصف كيلو غرام في السنة الواحدة.

أما فيما يخص الطرق المتبعة في تربية النحل التونسي، فنذكر ما يلي:

  • الطريقة التقليدية: التي تتميز برخص ثمنها، ولكن إنتاجها ضعيفًا، هذا فضلًا عن مواجهة الكثير من الصعاب في الحفاظ على صحة النحل، بسبب اعتمادها على التقنيات القديمة. وتنتشر هذه الطريقة بكثرة في الأرياف التونسية.
  • الطريقة الحديثة: تتجلى هذه الطريقة في تربية النحل ضمن بيوت خشبية مطلية سهلة الحمل والنقل. مما ساهم في تحليل أمراض النحل والتشخيص المبكر لها. الأمر الذي أدى إلى تقليل الخسائر المادية الناتجة عن موت خلايا النحل.

المشاكل التي تواجه النحالون التونسيون

يهمل الكثير من الأشخاص الفوائد الصحية للعسل، فالكثير لا يلجأ إلى العسل سوى عند الحاجة. مع العلم أن العسل يعتبر مكملًا غذائيًا مهمًا لجميع الأعمار، وعلى وجه الخصوص الأطفال.

بالإضافة إلى قلة الاهتمام بالمناحل التي سببت غزو الأمراض الخطيرة لكثير من أنواع الطوائف، على سبيل المثال انتشر مرض الفاروا بكثرة بين خلايا النحل في السنوات الأخيرة، مما سبب خسارة كبيرة للنحالين على المستوى المادي.

وكما يلجأ بعض النحالون في المنطقة إلى الاحتيال. وهذا الأمر الذي أدى إلى تشويه صورة العسل في المنطقة ولجوء الناس إلى البدائل التجارية. ولا يجب أن ننسى أن ارتفاع أسعار المعدات المستخدمة في مشاريع استثمار تربية النحل أدى إلى لجوء الأشخاص إلى الخلايا التقليدية، مما سبب سوء الإنتاج.

وأخيرًا وبناءً على ما سبق نجد أنه من الضروري حدوث تعاون متبادل بين الدولة والأفراد في سبيل دعم تربية النحل في تونس، ولا سميا مع وجود كل الدعم البيئي التي توفره طبيعة البلاد الخضراء. باعتبار أن لهذا القطاع الكثير من الفوائد عل المستوي الاقتصادي.