من أنشأ مشروع الري والصرف في الإحساء وما هو هذا المشروع؟ قد يوجد العديد من الناس الباحثين عن إجابة لهذا السؤال، وذلك بسبب أن مشروع الري في الإحساء يعتبر من أنجح المشاريع التي أنجزت في السعودية وأضخمها، وأيضًا من أكثر المشاريع التي تعود بالنفع على المملكة، حيث يعود الفضل الأكبر في إنجاز هذا المشروع إلى الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، الذي طور وحسن نظام الصرف والري التقليدي في واحة الإحساء وحولها إلى أنجح مشاريع الري والصرف في السعودية والعالم.

تأسيس مشروع الري والصرف في الإحساء

تعتبر واحة الإحساء من أكبر الواحات في العالم، إضافةً إلى أهميتها التاريخية والتراثية واحتوائها على عدد كبير من العيون التي تتدفق مياهها تلقائيًا دون ضخ، ونتيجة لذلك ومن أجل تحسين نظام الري القديم، أنشأ الملك فيصل هيئة الري والصرف في الإحساء في عام  في 1392ه/1972م، لتستحدث بعدها المؤسسة العامة للري في السعودية في عام 1439هـ وتحل محلها. وذلك بهدف تسيير أعمال تشغيل وإدارة الري والصرف في الإحساء بشكل أفضل، حيث تتمتع هذه المؤسسة باستقلال إداري ومالي  وبشخصية اعتبارية مستقلة، كما أنها تتولى جميع مسؤوليات وأنشطة وأمور الري في كل أنحاء المملكة العربية السعودية، وتساهم أيضًا في تحقيق التنمية الزراعية في المنطقة.

ركائز مشروع الري والصرف في الإحساء

هنالك العديد من العوامل التي ساعدت على نجاح مشروع الري والصرف في الإحساء، نتيجة لذلك حقق آثارًا إيجابية على موارد المياه، على سبيل المثال:

  • أول خطوة نفذت في هذا المشروع هي فصل أنظمة الصرف والري، وذلك تماشيًا مع البلدان المتقدمة التي تعتمد هذه الفكرة.
  • تم ربط شبكات وقنوات الري بالينابيع الطبيعية في المنطقة، حيث يبلغ عدد الينابيع في الإحساء 32 نبعًا.
  • صنعت شبكات الري والصرف من الخرسانة المسلحة، التي يصل طولها أحيانًا إلى 1500 كيلومتر مربع وبأحجام مختلفة.
  • وسعت المساحة الزراعية بالمنطقة،بالإضافة إلى شق طرق زراعية وحفر أراض جديدة بطول 2000 كم.
  • لتخزين المياه تم تركيب خزانات بسعات كبيرة، وبالتالي استخدامها عند الحاجة.
  • إنشاء قنوات مخصصة لتصريف الفائض الزراعي.
  • استخدام نظام Scada للتحكم في ضغط الماء في الأنابيب عن بعد.
  • استبدال الأنابيب المفتوحة بأنابيب مدفونة في الأرض ومغلقة.
  • استخدام نظام الري الميداني .

علاوة على ذلك، ولاستكمال نجاح واستمرار هذا المشروع تم الاستعانة  بمهندسين ومتخصصين بالزراعة، بالإضافة إلى إداريين أحسنوا تسييره، كما قدمت شركة فيليب هولزمان الألمانية المساعدة في مشروع الري والصرف في الإحساء.

النتائج التي حققها مشروع الري والصرف في الإحساء

كان لمشروع الري والصرف في الإحساء آثار إيجابية كبيرة على الموارد المائية والزراعية في السعودية. بالإضافة إلى أنه اعتبر أحد أهم المشاريع في تنمية الزراعة بالمنطقة، ومن أهم النتائج التي حققها على سبيل المثال:

  • الاستفادة من مياه الصرف عن طريق تجميعها ونقلها إلى خارج النطاق الزراعي عبر مصارف مفتوحة إلى بحيرات لتبخيرها أو معالجتها.
  • تحسين طرائق الري والصرف التي تساعد أكثر في المحافظة على واحة الإحساء.
  • زيادة الأراضي المزروعة، وبالتالي رفع الإنتاج الزراعي والتنويع فيه.
  • التخلص من آثار المستنقعات والبرك السلبية على البيئة.
  • حل مشاكل المواطنين المتعلقة بالمياه.
  • تم إيصال المياه العذبة إلى كل النقاط البعيدة والتي يمكن الوصول إليها.
  • حماية الأراضي الزراعية من فساد التربة والبور.
  • تلبية احتياجات المزارعين ومساعدتهم في التواصل مع المسؤولين.
  • تحقيق أقصى استفادة من الآبار.
  • تطوير وتحسين الثروة النباتية.

مصادر المياه المستخدمة في الإحساء

يستخدم مشروع الري والصرف وبشكل متكامل عدة مصادر لتوفير المياه، على سبيل المثال:

  • مياه الصرف الصحي: تستفيد المؤسسة من نواتج محطات الصرف، لتعالجها ثلاثيًا. حيث تجمع هذه النواتج من المحطات التابعة لوزارة الزراعة والمياه والبيئة في: القطيف، الرياض، العيون، الهفوف، العمران ومن شركة أرامكو في الإحساء. إذ تهدف من هذه الاستفادة إلى تحسين استخدام مياه الصرف في السعودية.
  • المياه الجوفية: تشكل 10% من إجمالي المياه المستخدمة في مشروع الإحساء. وأيضًا حوالي 50% من الكمية المستخدمة للري في مشروع القطيف، ويتم الاعتماد على المياه الجوفية بالكامل في مشروعي الافلاج والجوف.
  • مياه الصرف الزراعي التي يعاد استخدامها في مشروع الإحساء.

حيث أدت هذه المصادر إلى التوسع ورفع مستوى كفاءة استخدام مصادر غير تقليدية للمياه، كبديل عن المصادر التقليدية غير المستدامة.

المشاريع المرتبطة بمشروع الري والصرف في الإحساء

هنالك بعض المشاريع التي تعمل مع مشروع الري والصرف في الإحساء، ونتيجة لذلك يتم تحقيق أقصى استفادة وأفضل نتائج، ومن هذه المشاريع مثلًا:

  • نقل مياه الصرف من منطقتي الدمام والخبر إلى الإحساء، بطاقة تصل إلى 200 ألف متر مكعب في اليوم، أي 6 مليون متر مكعب شهريًا وقابلة للزيادة.
  • مشروع يعمل على تحويل قنوات الري من النظام التقليدي المفتوح، إلى نظام يعمل على نقل المياه وتوزيعها عبر شبكات من الأنابيب المغلقة، والمزودة بأنظمة تحكم تحت الضغط. نتيجة لذلك، توفير ضغط يناسب المزارعين، ومن ناحية أخرى يمكنهم من استخدام تقنية الري الحقلي الحديثة في مزارعهم.

وفي الختام  نكون قد عرضنا لك في مقالنا أهم الأفكار المتعلقة بإنشاء مشروع الري والصرف في الإحساء، ذلك المشروع الذي يحتل مكانة هامة بين مشاريع الري والصرف في العالم.