سنتحدث اليوم عن طائر النعام الذي يحظى بشعبية كبيرة وعن مشاكل تربية النعام في مصر، حيث بدأت هذه المشاريع في مصر مع بداية التسعينيات من القرن الماضي كونها تعتبر من أنسب الدول لإقامة هذا النوع من مشاريع تربية الطيور. كما أكد مربو طيور النعام في مصر على أهمية هذا المشروع، ووصفوه بالناجح المربح، باعتباره يجلب لمربيه عائدًا سخيًا. وأكدوا أن الإنتاجية الضخمة للحوم طائر النعام تفوق إنتاجية الأغنام والأبقار، وغيرها من المواشي.

كما حاز طائر النعام على تصنيفات مهمة بالنسبة لجلده وريشه، إذ يعتتبر جلد النعام من أجود أنواع الجلود في العالم، كما أن ريشه من أهم أنواع الريش المستخدمة حاليًا. لذلك يمكننا اعتبار مشروع تربية النعام من المشاريع الرائدة والمهمة. ولكن ظهرت بعض مشاكل التي شكلت عائقًا لهذا المشروع في مصر. والتي سنستعرضها لكم لنتوقف عند أسبابها، وبعض الحلول لتفاديها.

أهم مشاكل تربية النعام في مصر

على الرغم من الفوائد العديدة لتربية النعام في مصر، إلا أنه يوجد الكثير من الصعوبات والمشاكل التي تواجه مربي طائر النعام، ألا وهي:

  • قلة الأيدي الفنية العاملة، وقلة الأطباء، وخبراء التغذية، والخبرات المطلوبة لعملية تربية وإكثار النعام.
  • الحاجة لرأس المال العالي اللازم لعملية الاستثمار في تربية النعام، والذي يتطلب إنشاء مزرعة صغيرة أو متوسطة لعملية إكثار النعام.
  • الانخفاض الكبير في نسبة الخصوبة عند النعام، وتراجع نسبة الفقس، وزيادة معدل الوفيات عند كتاكيت النعام.
  • تراجع معدل النمو، وازدياد الأمراض في أعمار كتاكيت النعام الصغيرة مثل التفاف الأرجل.
  • الصعوبة الكبيرة في تسويق منتجات النعام في مصر.

 انخفاض نسبة الخصوبة وعلاقته بتربية النعام في مصر

أوضحت دراسة علمية مصرية حول انخفاض نسبة خصوبة النعام في مصر بأن عمر الطائر له دور كبير في خصوبة بيض النعام. حيث تزداد نسبة الخصوبة كلما كان عمر طائر النعام أصغر، وتقل كلما كان عمره أكبر. وبينت العالمة المصرية المسؤولة عن هذه الدراسة بأن إناث النعام تصل لسن البلوغ بعمر سنتين، بينما يصل الذكور لسن البلوغ بعمر 4 سنوات فما فوق. كذلك تتأثر نسبة الخصوبة بتغذية النعام، فكلما زادت التغذية زادت السمنة في الطائر، مما يسبب العديد من المشاكل. إذ تمنع السمنة عند إناث النعام دخول البيض إلى قناة المبيض، كما ترسب السمنة عند الذكور الدهون بشكل كبير، مما يؤدي لانخفاض قدرة ذكر النعام على التلقيح.

وأضافت رئيسة الفريق البحثي في مصر على ما سبق دور نسبة البروتين وعلاقته بالخصوبة عند النعام، فانخفاض نسبة البروتين خلال موسم التزاوج يسبب قلة الخصوبة. بينما انخفاض نسبة البروتين وزيادة الألياف في العلائق أثناء فترة عدم التزاوج، تؤدي لارتفاع نسبة الخصوبة.

انخفاض نسبة الفقس عند النعام وحلولها

  • الحفاظ على درجة حرارة المفرخ (36.4 م)، لأنها تعتبر من أهم العوامل التي تؤثر على نسبة الفقس والموت المبكر للنعام. حيث تمتنع أنثى النعام عن وضع البيض في موسم الأمطار والبرد الشديد، وارتفاع معدل دراجات الحرارة لأكثر من 46 درجة مئوية.
  • المحافظة على معدل التهوية الجيد، والنسبة المئوية للرطوبة حيث يجب ألا تزيد عن (20-25%).
  • الانتباه من التلوث أثناء فترة التحضين لكتاكيت النعام حديثة الفقس. حيث ثبت تأثير التلوث على الموت المبكر للجنين أو حدوث مشاكل مثل عدم امتصاص كيس المح بعد الفقس، مما يسبب في وفاتها. كما أن نسبة الفقس وحجم البيض تتناسبان عكسيًا. فكلما كان حجم البيض أكبر وكمية زلال البيض ودرجة لزوجته أكبر انخفضت نسبة الفقس.

أسباب ارتفاع نسبة الوفيات عند النعام في مصر

  • تلوث كيس المح يسبب نسبة وفيات كبيرة، إذ يجب عدم التغذية للتأكد من امتصاص محتويات كيس المح. بالإضافة إلى إعطاء جرعة من الأموكسيسيللين بعد البدء بالتغذية للوقاية من التلوث.
  • الإصابة بالكولستريديوم تسبب الوفاة للنعام، لذلك يجيب تحصين النعام بعمر أسبوعين.
  • إن وضع قش الأرز والتبن للأعمار الصغيرة للنعام، يتسبب في موتها نتيجًة لتعرضها لتلبك معوي.
  • عدم توفر التدفئة الجيدة أثناء الليل يسبب قلت مناعة، ومقاومة الطائر، وتعرضه لأمراض مختلفة، وبالتالي تسبب الوفاة.

أعزائي القراء لقد ذكرنا سابقًا المشكلات التي يعانيها مربي النعام في مصر وعن أسبابها. وذكرنا بعض الحلول المناسبة التي قد يواجهها المستثمرون في تربية النعام لتلافي هذه العقبات ولتحقيق المردود الأفضل، مما يجنب المستثمرون عوامل الخسارة، وتحقيق أفضل مردود ممكن من هذه المشاريع.