اهتمّ الإنسان بموضوع تربية الأسماك منذ القدم لسهولة صيد هذه المخلوقات، لكنّه عانى من مشاكل كثيرة في تربيته. ومن ناحية أخرى فإنّ التقدّم الحديث في التكنولوجيا، والتطور في الهندسة الوراثية قد شجعه على خلق طرق لتربية انواع عديدة من الأسماك. وبالرغم من هذا التقدّم إلا أنّ مشاكل تربية الأسماك بقيت قائمة إلى يومنا هذا بانتظار إيجاد حلول لها، للنهوض بالثروة السّمكية ودفعها للازدهار أكثر وأكثر.

سنقوم في مقالنا هذا بالإضاءة على أهمية تربية الأسماك، وميّزاتها، محاولين قدر الإمكان وصف جميع المشاكل التي تعاني منها هذه التّربية في سبيل إيجاد حلول لها.

أهمية تربية الأسماك

تعدّ الأسماك من الموارد البشريّة الهامّة بجميع الدول، وتشكّل مصدرًا رئيسيًا للسبل المعيشية والمدخول. كما أنّها تعتبر من الأطعمة الأساسيّة ومصدرًا مهمًّا للبروتين العالي القيمة الحيويّة للإنسان. ولها دور هام في حماية الجسم من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والالتهابات وغيرها من الأمراض، إضافةً إلى أنّ تكاليف الحصول على البروتين الحيواني من الأسماك أقل بكثير من تكاليف الحصول عليه من اللحوم الأخرى. علاوةً على ذلك فإنّه يعتبر القطّاع الأسرع نموّاً بالنسبة لقطاعات تربية الحيوان الأخرى.

اتجاهات تربية الأسماك

  • تربية الأسماك في المصائد الطبيعيّة: تهدف هذه التربية إلى تحسين وسط الأسماك البيئي. إضافةً إلى مضاعفة المخزون السّمكي وتحسين نوعيّته في المصائد الطبيعيّة الداخليّة والبحريّة.
  • تربية الأسماك في المزارع السّمكية: تختلف هذه الطريقة عن تربية الأسماك في المصائد الطبيعيّة. بعبارة أخرى تتم جميع عمليات التربية تحت إشراف الإنسان، وهي ذات كثافة سمكية عالية وتعطي إنتاجًا مرتفعًا.
  • تربية الأسماك في الأقفاص: هي من الطرائق الشّائعة اليوم في التربية السمكيّة المكثّفة. للتوضيح تربّى الأسماك في الأقفاص ضمن بيئاتها الطبيعية سواء أكانت بحيرات أو سدودًا مائية كبيرة أو بحارًا.

مميّزات تربية الأسماك

  • إمكانيّة مضاعفة الإنتاج السّمكي.
  • الحصول على إنتاج مبكر من الأسماك.
  • المحافظة على سلامة أسماك من الأمراض، عن طريق إجراءات وقائية.
  • سهولة تربية الأسماك في المناطق ذات درجات الحرارة غير المناسبة.
  • التحكم في مواصفات المياه المستخدمة في تربية الأسماك.
  • لا صوت ولا رائحة مزعجة، والأهم من ذلك أنّ أرباح هذا المشروع مضمونة.

مشاكل تربية الأسماك

يوجد العديد من المشاكل التي تقف عائقًا في وجه تطور هذا القطاع الاقتصادي الهام، ومن هذه المشاكل نذكر ما يلي:

نوعيّة المياه ونوعيّة الأسماك من مشاكل الاستزراع السمكي

من الجدير بالذّكر أنّ إنتاج الاستزراع السّمكي في المياه العذبة أضعاف الاستزراع السّمكي في المياه الملحيّة. عند هذه المشكلة، لا بدّ من توفير المياه العذبة. أو من ناحية أخرى نستطيع توفير أسماك تصلح للتربية في المياه الملحيّة. أي بعبارة أخرى نحتاج إلى أقلمة بعض أنواع السّمك ذات معدّل النّمو العادي والمقبولة في الأسواق إلى جانب تقبّلها للتّغذية بالأعلاف الصّناعيّة.

الموارد الأرضيّة من مشاكل الاستزراع السمكي

أدى التّنافس على استخدام الأراضي بين الاستزراع النّباتي والسّمكي، وتناقص المتوقّع في كميّات مياه الصّرف الزراعي إلى إعاقة عمليّة الاستزراع السّمكي. نتيجةً لذلك جعل الاتّجاه إلى عمليّة الاستزراع السّمكي في المناطق البحريّة للسّواحل أحد المحاور الأساسيّة للخطط الهادفة لزيادة إنتاج السّمك.

الموارد المائيّة من مشاكل الاستزراع السمكي

تهدف السياسة الزراعيّة إلى تجنّب المياه العذبة في عمليّة الاستزراع السّمكي بغرض الحفاظ عليها للتوسّع في استصلاح وزراعة الأراضي الجديدة. ويمكن التغلّب على هذه المشكلات باستخدام مياه الصّرف الزّراعي، والمياه البحريّة في الاستزراع السّمكي. حيث يمكننا اعتبار مياه الصّرف الزراعي هي المصدر الأساسي لتوفير الاحتياجات من المياه لأغلب المساحات المستغلّة في الاستزراع السّمكي.

الأعلاف والأسمدة من مشاكل الاستزراع السمكي

يقوم الاستزراع السّمكي على تربية الأسماك بأغذية إضافيّة. حيث أنّها تعتمد على الأغذية والأعلاف المصنّعة من المخلّفات الزراعيّة. وقد تواجه صناعة الاستزراع السّمكي مشكلة بنقص الأعلاف المصنّعة حيث لا يتوافر الكمّيات المطلوبة منها. لذلك لا بدّ من التخصّص في إنتاجيّة الأعلاف لتناسب أعمار وأحجام ونوعيّة الأسماك ونسب البروتين لكلّ عمر ونوع.

زريعة الأسماك من مشاكل الاستزراع السمكي

نظراً لأنّ زرّيعة الأسماك تعتبر من أهم العناصر الأساسيّة في الاستزراع السّمكي، فإنّ حجم المتاح منها قد يكون من أهم العوامل المحدّدة للتّوسّع في هذا القطاع.

إذ يواجه في بعض الأحيان مشكلة العجز في الإنتاج الحالي من زرّيعة الأسماك لذلك تنخفض إنتاجيّة الأسماك. ومن ناحية أخرى هناك مشكلة ارتفاع نسبة الفاقد من الزرّيعة فيما بين مراكز تجميعها وتفريخها ومواقع الاستزراع، حيث تتركّز مراكز التّجميع والتّفريخ في مواقع بعيدة عن مراكز الاستزراع السّمكي وهذا ما يسبب ارتفاعًا في نسبة فاقد الزريعة.

الإدارة من مشاكل الاستزراع السمكي

أي صناعة بحاجة لإدارة بكفاءة عالية، بالمثل فإنّ صناعة الاستزراع السّمكي تعتبر صناعة حديثة وبحاجة لإدارة بكفاءات ممتازة لكنّه يفتقر للإدارة الجيّدة. إضافةً إلى هذه المشكلات الأساسيّة لدينا عدد من المشاكل الفرعيّة التي نذكر منها:

  • قلّة الأدوات الخاصّة بالمزارع السّمكيّة.
  • عدم توفير الأوكسجين الذي يحتاجه المربّي بصفة مستمرّة.
  • عدم انتظام مواعيد جلب الزرّيعة.

وفي الختام، علينا الاعتراف بأهميّة الأسماك بالنّسبة إلى الأمن الغذائي والاقتصادي. لذلك لابد من مواجهة كافّة التّحديات البيئيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة التي تواجهها للحفاظ على هذه الثروة القيّمة والغنيّة.