مشاريع صغيرة من المنزل في فلسطينيلجأ العديد من الناس مؤخرًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها منطقتنا العربية إلى المشاريع الخاصة والصغيرة المحدودة الإنتاجية والمردود، لتأمين دخل معيشتهم اليومي أو الشهري حسب خصائص المشروع ومعدل أرباحه،
وعدد الأشخاص العاملين فيه ضمن الأسرة الواحدة.

وبالنظر إلى هذه المشاريع نرى أن معظمها أعمال يدوية، أو حرف يمكن العمل بها في المنزل. منها ما هو بحاجة إلى معدات خاصة، أو آلات كهربائية معينة كتطريز الأقمشة، وصناعة المنحوتات الخشبية. بالإضافة إلى قطع الفخار والزينة، والإكسسوارات وصناعة المأكولات الشعبية. وآخر قابل للتنفيذ دون الحاجة إلى معدات كثيرة كتربية الطيور والأسماك، وافتتاح البقاليّات الصغيرة، ومحال بيع الأدوات البلاستيكية والمنزلية وأدوات المطبخ وغيرها.
وبالحديث عن المشاريع المنزلية سنتحدث في مقالنا هذا عن أشهر مشاريع الأعمال المنزلية الصغيرة في فلسطين. وسعة نطاق هذا النوع من الأعمال، ومدى إقبال الشارع الفلسطيني على ممارسته وتأثيره على مستوى المعيشة العام للعوائل الفلسطينية.

الاقتصاد الفلسطيني

يعتمد الاقتصاد الفلسطيني بالدرجة الأولى على الزراعة حيث يعمل بها قرابة 13% من السكان. إلّا أن غالبية الفلسطينيين يعملون بالقطاع الزراعي بصورة غير رسمية. بالإضافة إلى أنّ حوالي 50% من الناتج الزراعي الفلسطيني هو من ثمار الزيتون. وتأتي في المراتب الأخرى الثروات الطبيعية كالأحجار، والصخور المستخدمة في مواد البناء والإكساء، والتي يعمل الفلسطينيون على استخراجها من المحاجر.

كما تلعب المساعدات الخارجية التي تقدمها الأمم المتحدة وبعض دول الوطن العربي والتي تقدر بحوالي 30% من الناتج الإجمالي المحلي دورًا كبيرًا في إنعاش الاقتصاد الفلسطيني. إلّا أن هذه المساعدات تتفاوت تبعًا لتوتر العلاقات الدولية، والحروب، والنزاعات المتولدة لا سيما في منطقة الشرق الأوسط. بالإضافة إلى سياسات الدول الكبرى التي تقتضي مقاطعة تلك المساعدات ما لم تصب أولًا في خدمة مصالحها.
بصفة عامة يلجأ الكثير من الفلسطينيين للحلول العملية البديلة داخل منازلهم التي تدعم اقتصاد البلاد، كإقامة مشاريع صغيرة بوسائل صناعية وآليات محدودة تختلف تبعًا للأجواء المحيطة والسائدة والميزانية المتاحة بين أيدي أصحابها للبدء بهذه المشاريع.

مشاريع صغيرة من المنزل في فلسطين

صناعة المأكولات الشعبية والحلويات من المنزل في فلسطين

لا يحتاج هذا النوع من مشاريع إلى الكثير من الدراسة والتخطيط. لكنه يتطلب المهارة في العمل والخبرة في إعداد الأطعمة، والمأكولات الشعبية مثل الفول، والفلافل، والمقبلات. بالإضافة إلى تجهيز مطبخ العمل بالمعدات اللازمة، وأجهزة، وأدوات، وأواني الطبخ، وغيرها من المستلزمات الأخرى. كما تحول بعض النسوة في فلسطين قسمًا من منازلهن لأفران صناعة المخبوزات والحلويات الشعبية التي تلقى ترحيبًا وقبولًا كبيرًا من المجتمع الفلسطيني.

مشروع الحياكة المنزلية وتفصيل الملابس في فلسطين

وهو مشروع نسوي بامتياز ومناسب لشريحة كبيرة من الفتيات الفلسطينيات الباحثات عن فرص للعمل. لكنه يحتاج إلى الخبرة والإتقان لضمان استمراره وإقبال الزبائن عليه. أما تجهيزات هذا المشروع فتتطلب إعداد غرفة مخصصة ومجهزة بماكينات ومستلزمات الخياطة اليدوية والكهربائية. وهو مشروع ناجح ومربح وذو شعبية واسعة في المجتمع.

مشروع تربية الطيور والدواجن والأسماك من المنزل في فلسطين

يخصص بعض المربين الفلسطينيين سطوح منازلهم أو مساحة صغيرة لا تتعدى 40 مترًا بجوار منازلهم لهذا النوع من الأعمال. وهذه المصالح تتطلب العناية المستمرة بهذه الحيوانات والحفاظ على صحتها بوجه الأمراض التي قد تصيبها. كما تستلزم أيضًا تأمين الأعلاف وأنواع الغذاء الملائمة للأسماك. بالإضافة إلى ضرورة تجنب المغذيات الضارة والغير طبيعية التي تسبب إصابة الأسماك خصوصًا بآفات وأمراض قد تؤدي إلى موتها.

مشاريع المكتبات والمطابع المنزلية في فلسطين

يتميز هذا النوع من المشاريع بأهميته لطلاب المدارس والجامعات لحاجتهم الدائمة للمستلزمات الدراسية والأدوات المكتبية. بالإضافة إلى طباعة المستندات والوثائق المدرسية والجامعية. وهو مشروع مميز بتجهيزاته الفريدة. حيث تخصص غرفة من المنزل وإعدادها كمكتبة. إلّا أنه يحتاج لميزانية داعمة لشراء آلات الطباعة والتصوير، ولوازم القرطاسية والأدوات المكتبية والهندسية. كما أنه يحتاج لأكثر من شخص أو شخصين على الأقل لإدارته وتأمين استمرار العمل به. 

مشاريع التعليم المنزلي في فلسطين

والتي يحول فيها صاحب المشروع مساحةً من منزله لاستقبال الطلاب من المرحلة الابتدائية أو المتوسطة وإعطاءهم دروسًا خاصةً بمقرراتهم المدرسية، إلى جانب إمكانية عمل دورات باللغات الأجنبية وجلسات امتحانية وساعات تدريس إضافية بعد انتهاء الدوام المدرسي، ويلجأ لهذا المشروع كثير من الطلبة الجامعيين وحملة الشهادات التعليمية المتوسطة والثانوية.
يحتاج هذا النوع من المشاريع إلى مكان واسع لاستقبال الطلاب وتجهيزه بكافة وسائل التعليم اللازمة وبالتالي يحتاج إلى تمويل كبير وترخيص للمكان. ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنه يحتاج إلى وقت لكي يلقى نجاحًا وسمعةً بين الناس لذلك ستحتاج فترة لتحصل على المردود.

في ختام مقالنا لليوم نجد أن صعوبة الحياة المعيشية في المناطق الفلسطينية تفرض على كثير من الفلسطينيين ضرورة البحث المستمر عن وسائل أخرى وحلول بديلة، لكسب لقمة العيش إلا أن معظم تلك الوسائل تحتاج إلى دفعات مالية وخبرات لتشغيلها ودفع عجلة نشاطها، وبالنظر إلى ميزانية هذه المشاريع نرى أنها تختلف بحسب حجمها واحتياجاتها من المواد والمستلزمات. لكنها برغم محدودية مساحتها وآلياتها المستخدمة، إلا أنها قد تصبح مصدرًا مستدامًا للرزق في حال نجاحها وتأسيسها في أحوال وظروف جيدة ومناسبة. كذلك تحد من الرسوم والضرائب المترتبة على المحال التجارية المستقلة وهذا ما يميزها عن غيرها من فرص ووسائل العمل الأخرى.