مشاريع صغيرة من المنزل في الجزائر. تحتل الجزائر المراتب الأولى ضمن قائمة الدول الأقل تكلفةً معيشيًا. وذلك بحسب ما أشارت إليه دراسة أكاديمية نشرتها مجلة بزنس إنسايدر الأمريكية إلى جوار دول عربية أخرى منها سوريا وتونس والمغرب ومصر. الأمر الذي يشير إلى صعوبة الحياة المعيشية في تلك الدول، ولجوء مواطنيها إلى البحث عن الخيارات البديلة أو الرديفة لأعمالهم الرئيسية الدائمة أو المؤقتة.
فيلجأ غالبيتهم لافتتاح مشاريعهم الخاصة من متاجر بيع السلع الغذائية (البقاليّات) أو محال بيع الألبسة والعطورات والأدوات المنزلية. ولكن تبقى هنالك شريحة من المواطنين غير القادرين على البدء بمشاريع كهذه والعمل بها.

ويعود ذلك لأسباب عديدة منها ضعف السيولة الخاصة بهم والتي لا تمكنهم حتى من الصمود لفترة وجيزة عند توقف أعمالهم، وانقطاع مصدر الرزق الوحيد لديهم الذي يمكنهم من مواصلة معيشتهم بأبسط الحاجيات الغذائية والصحيّة اليومية. إلى جانب قلّة الخبرات المهنية، والحرفية لديهم. مما يدفع البعض منهم إلى الحلول المنزلية بمشاريع بسيطة لا تتطلب تلك التكاليف المعقدة. لكنها تستلزم المهارة والبداية القوية لضمان نجاحها، والحصول على مردود يوفر تكاليفها ويؤمن دخلًا جيدًا للقائمين عليها.
لهذا سنتناول في مقالنا اليوم أهم المشاريع المنزلية المنتشرة في الجزائر ومدى إقبال المواطن الجزائري للجوء إليها في ظل الضغط الاقتصادي الذي تعيشه البلاد على مدى السنوات القليلة الماضية.

الواقع الاقتصادي والمعيشي في الجزائر

بلغت نسبة العطالة في الجزائر حدًا مرتفعًا تجاوز 98% ذلك وفقًا لإحصائيات حكومية عام 2013. أمّا الميزانية العامة للبلاد فيشكل قطاع النفط النسبة الأكبر منها بمعدل يقارب 60% منها 30% من الناتج الإجمالي المحلي. لتتوجه مساعي البلاد أكثر للتركيز على القطاع الزراعي من أجل تقليل الاعتماد على عائدات النفط ليزداد الاهتمام أكثر بزراعة الحبوب، والخضار والفاكهة. إلى جانب الثروات الطبيعية والمعدنية الأخرى كالحديد والفحم وغيرها.

يعود تصنيف الجزائر ضمن قائمة الدول ذات المستوى المعيشي الأقل إلى جوانب حياتية عديدة. حيث تعبر عن تماشي الحالة المعيشية للمواطنين مع تكاليف الخدمات العامة من وسائط نقل، وفواتير شهرية وأسعار المواد الغذائية والألبسة. بالإضافة إلى تكاليف الطبابة وتسعيرات السلع الصحيّة.
لكن وبشكل عام تبين أن راتب العامل من الدرجة المتوسطة لا يتناسب بمستوى مقبول مع تكاليف تلك الحاجات الأساسية والضرورية بغض النظر عن الحاجات الكمالية التي يمكن الاستغناء عنها في الأحوال المعيشية الدنيا والمتوسطة. الأمر الذي يدفع الفئات الشابة القادرة على العمل إلى البحث عن فرص عمل مناسبة بأقل التكاليف الممكنة والضرائب والرسوم المترتبة. وذلك بتحويل منازلهم إلى ورشات للعمل أو معامل صغيرة أو مطابخ أو مكتبات. حسب إمكانيات كل منهم وبالوسائل والآليات والخبرات المتاحة ومساحات العمل المتوفرة.

مشاريع صغيرة من المنزل في الجزائر

صناعة مواد وسوائل التنظيف في المنزل

يعتبر هذا المشروع من أبسط مشاريع الأعمال المنزلية في تكاليفه ومستلزماته. إذ يستطيع صاحبه بدء العمل بمساحة غرفة عادية ودفعة مالية معقولة تمكنه من شراء لوازم وأدوات سكب وخلط المواد وتبييتها. وتخزينها في براميل أو أوعية بأحجام مختلفة تبعًا للكميات المراد تصنيعها وإضافة المواد الحافظة والملونات وغيرها.
يتميز هذا المشروع بشعبية منتجاته لضرورة الحاجة إلى مواد التنظيف وسوائل الجلي في البيوت والمطاعم ومحلات بيع المأكولات الجاهزة.

مشروع زراعة مشاتل الزهور والزرعيات الصغيرة في المنزل

وهو مشروع صغير يناسب مختلف الأعمار المتوسطة من الشباب والفتيات. في الحقيقة يحتاج في المقام الأول إلى تجهيز مساحة ضمن المنزل (على السطح – حديقة المنزل – على الشرفة) بتهوية جيدة، وحرارة مناسبة لنمو الأزهار وإطالة عمر بقائها ومنع ذبولها بإضافة الأسمدة وكميات المياه المناسبة. لذلك يعد هذا النوع من المشاريع سهل التنفيذ. لكنه يحتاج إلى العناية الدائمة بالأزهار والمزروعات وحمايتها من الحشرات والآفات الضارة.

مشروع صناعة المخللات المنزلية وبيعها في الجزائر

لا يحتاج هذا المشروع إلى كثير من الخبرة للبدء به، فباتباع سلسلة من الإرشادات يستطيع أي شخص شراء الخضراوات (خيار – لفت – بصل) وتنظيفها ووضعها في أواني، ومرطبانات عقب إضافة المواد الحافظة ثم الإغلاق عليها لحين تخللها،ليبيعها بعد ذلك للمطاعم ومحلات المقبلات وحتى للعامة كونها من المأكولات الشعبية. بالإضافة إلى ترويجها لمحلات السلع الغذائية المهتمة بهذا النوع من الأطعمة.
تلعب نظافة الأطعمة وجودتها دورًا مهمًا في جذب المشترين ونجاح هذا النوع من المشاريع.

مشروع حضانة الأطفال من المنزل في الجزائر

من المشاريع المهمة والمربحة والتي تحتاج إلى عناية فائقة وخبرة جيدة في التعامل مع الأطفال، وتأمين حاجياتهم الصحية والغذائية من الصباح حتى المساء. وعلى وجه التحديد أكثر من يهتم بهذا النوع من المشاريع هن السيدات المتفرغات اللواتي لديهن مساحة كافية لاستقبال الأطفال في منازلهن عند انشغال آبائهم في العمل. بالإضافة إلى ذلك يجب ألّا ننس أنه من أهم عوامل نجاح هذا المشروع هو السمعة الحسنة للمربي ونظافة المنزل. بالإضافة إلى تأمينه بوجه الحالات الطارئة (حريق – تماس كهربائي)، في الوقت نفسه الحصول على ترخيص للمكان ليكون موضع ثقة للأهالي.

مشروع بيع العطورات ومستحضرات التجميل من المنزل

يجذب هذا النوع من المشاريع الفتيات والسيدات اللواتي لديهن اهتمام دائم الأناقة العامة. لكنه يحتاج إلى اهتمام وشغف بالموضة لضمان استمرار العمل. بالإضافة إلى تنوع المواد والمستحضرات المستعملة في التجميل وكثرتها والتعامل معها بمهارة. والطلاع على أحدث المنتجات المتوفرة في السوق والمرغوبة أكثر من غيرها من الأنواع القديمة. وذلك للنجاح في بيعها وترويجها لمحلات التجميل والزبائن الجدد والمتابعين.

مشروع إعداد الوجبات الجاهزة لعمال الوظائف

يعتمد هذا النوع من المشاريع على جذب الموظفين وأرباب العمل من خلال الاهتمام بأذواقهم في تناول وجبات الطعام خلال فترة الاستراحة أثناء العمل. كذلك الحرص على نظافة المواد الغذائية التي تُحضّر منها شطائر الطعام والوجبات المطبوخة. غير أن هذا المشروع يحتاج إلى الوقت والجهد اللازم لإعداده كما أن تكلفته لا تُعد باهظة الثمن مقارنة بغيره من المشاريع.

في الختام نرى أن حاجة الإنسان للسعي الدائم خلف لقمة العيش والتكيف مع المتغيرات يدفعه دومًا إلى البحث واكتشاف وسائل وأشكال عمل جديدة، وحلول بديلة تختلف من شخص لآخر. بالإضافة إلى ذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار اختلاف الميزانية المخصصة لها بحسب طبيعة المشروع، أو الوسائل المطلوبة للبدء به.
بصفة عامة رأينا أن بعض هذه المشاريع تحتاج إلى تراخيص خاصة بها. لكنها وبالرغم من كل هذا تعد مصدرًا للرزق عند نجاحها ومتابعتها وهذا ما جعل فكرة البدء بمشاريع صغيرة من المنزل في الجزائر وباقي الدول حول العالم تلقى نجاحًا وسمعة.