يعتبر مرض بوصفير من الأمراض الخطيرة التي تصيب الأبقار، حيث أنه ينتشر بين السلالات المستوردة إلى المناطق الموبوءة. مما يمنع برامج تحسين النسل، لذلك بذلت العديد من الدول جهودًا كبيرة للتطعيم ضد هذا المرض وتطبيق سياسات للحد من انتشاره. فما هو مرض بوصفير؟ ما هي أعراضه؟ لماذا يعتبر خطيرًا وكيف يمكن معالجته والوقاية منه؟ هذا ما سوف نخبرك فيه من خلال مقالنا التالي.

العامل المسبب لمرض بوصفير عند الأبقار

يتجلى العامل المسبب لمرض بوصفير بطفيلي يدعى ثايليريا انيولاتا يستوطن في كريات الدم الحمراء. شُخص مرض بوصفير لأول مرة عام 1904 بعد جائحة ضربت البحر الأبيض المتوسط والهند. مع العلم شهد المرض انتشارًا متزايدًا في العقود الأخيرة حيث وصل إلى جنوب أوروبا والصين والهند، يوجد عدد مختلف من السلالات الممرضة أشهرها انيولاتا وبرافا. وينتقل هذا المرض بإحدى الطرق التالية:

  • ينتقل بوصفير عن طريق عضات القراد الذي يسكن في جلد الأبقار.
  • على عكس العديد من الأمراض فان قرادة واحدة حاملة للطفيلي قادرة على نقل مرض بوصفير لأكثر من بقرة.
  • ينتقل المرض عن طريق المشيمة إذا كانت البقرة حامل.

خطورة مرض بوصفير 

على الرغم من أن الأبقار المحلية تملك مقاومة نسبية لمرض بوصفير ونسبة الموت الأكبر تكون للعجول غير مكتملة النمو، لكن مرض بوصفير خطير جدًا على الأبقار المستوردة بهدف تحسين النسل التي تملك مقاومة ضعيفة جدًا للمرض حيث أن نسبة نفوق الأبقار قد تصل إلى 90% في بعض الحالات.

أعراض مرض بوصفير البقري

يملك مرض بوصفير فترة حضانة متوسطة قبل ظهور الأعراض التي تستمر حوالي 28 يوم. وتختلف حسب شدة المرض، إذ يمكن تقسيم مرض بوصفير إلى أربع أشكال وهي:

  • الشكل فوق الحاد: الذي يتضمن الأعراض التالية:
    • الامتناع عن تناول الطعام.
    • قلة الحركة.
    • ضعف شديد يظهر على شكل صعوبة في الوقوف.
    • حرارة عالية.
    • يحدث موت البقرة خلال خمسة أيام من ظهور الأعراض.
  • الشكل الحاد: يتميز الشكل الحاد لمرض بوصفير بعدد كبير من الأعراض، وتظهر وفق الترتيب التالي:
    • ارتفاع درجة حرارة مستمر.
    • فقدان شهية.
    • توقف حركات الكرش.
    • تضخم العقد اللمفية.
    • إفرازات من الأغشية المخاطية.
    • ضيق تنفس.
    • بعد عدة أيام تصاب الأبقار بفقر دم وشحوب.
    • زيادة معدل ضربات القلب.
    • يرقان.
    • ظهور دم في البول ثم تحول البول للون البني.
    • الإمساك ثم يحدث إسهال شديد.
    • الهزال السريع.
    • ظهور نقط دامية دبوسية الشكل على الأغشية المخاطية.
    • قد تعاني بعض الأبقار من أعراض عصبية.
    • موت البقرة في حال ظل المرض بدون معالجة أو لم تستجب البقرة للعلاج.
  • الشكل تحت الحاد: وتظهر فيه الأعراض على الشكل الآتي:
    • حمى متقطعة.
    • أعراض فقر دم.
    • فقدان الشهية.
    • نسبة شفاء متوسطة، لكن في حال إهمال المرض وعدم معالجته قد يتحول إلى الشكل الحاد أو فوق الحاد.
  • الشكل المزمن: يبقى المرض غير ظاهر وغير عرضي في معظم الأحيان. لكن قد يتظاهر بفقدان خفيف للوزن، وقلة حركة. ويمكن أن يتحول إلى الشكل الحاد.

علاج مرض بوصفير عند الأبقار

للمرض أكثر من شكل داخل جسم البقرة الأمر الذي يجعل من الصعب معالجته بشكل فعال أو سرعة كافية، لأن غالبية الأدوية تؤثر على شكل واحد فقط.

أشكال الطفيلي المسبب لمرض بوصفير

  • الأبواغ (الشكل المعدي): هو الشكل الذي ينقله القراد للبقرة، ويكون عبارة عن بيضة ملقحة لا تتكاثر إلا داخل جسم الأبقار والجواميس.
  • المتقسمات (الشكل الممرض): الشكل الذي يسبب معظم أعراض مرض بوصفير. ويتواجد داخل كريات الدم الحمراء ويعمل على تخريبها.
  • الأعراس (الشكل التكاثري): هو شكل يمتصه القراد من دم الأبقار ليصبح حاملًا للمرض وينقله لأبقار أخرى.

الأدوية المستخدمة في علاج بوصفير عند الأبقار

  • مركبات الناتوكينونز التي تشمل بوبارفكون الذي يعطى كحقن بالعضل مقسّم إلى جرعتين الفرق بينهما 48 ساعة، ومركبات كينزولونز أشهرها هالوفيوجينون يعطى عن طريق الفم بشكل جرعتين الفاصل بينهما 48 ساعة كلاهما فعالان ضد الشكل الممرض. الأمر الذي يخفف أعراض مرض بوصفير لكن لا يستأصل العدوى.
  • الأوكسي تتراسكلين بالحقن أو الكلورتتراسكلين بالعضل فعال بالوقاية ضد مرض بوصفير أكثر من العلاج، حيث لا يعطي فائدة كبيرة عند ظهور أعراض الشكل الحاد من مرض بوصفير.
  • بوبارفالكون يعتبر العلاج الأفضل في الوقت الراهن، ويعطى بشكل جرعة. ولكن في الحالات الحادة يعطى بشكل جرعتين بفاصل 72 ساعة.
  •  الأدوية الفاتحة للشهية والفيتامين والمنشطات، مما يفيد في حالات فقر الدم الشديد.

المناعة والسيطرة على مرض بوصفير عند الأبقار

الإصابة بمرض بوصفير لا يعطي مناعة دائمة ضده بل لفترة مؤقتة قد تصل لمدة سنة، والمناعة لا تكون ضد السلالات المختلفة للمرض بل ضد السلالة التي أصيبت بها البقرة مسبقًا.

يوجد لقاحان مختلفان لمرض بوصفير الأول محضّر من القراد المصاب، حيث يؤخذ الطفيلي ويعزل في المخبر، كما يوفر المخبر وسطًا صناعيًا مناسبًا لتكاثر الطفيلي لمرات عديدة، مما يفقده قدرته على إحداث المرض، ثم يحقن اللقاح بالأبقار، ويسبّب اللقاح أعراضًا خفيفة من المرض. وتكتسب مناعة خلوية لمدة ثلاث سنوات على الأقل.

أما اللقاح الثاني الخاص بمرض بوصفير فيحضّر من الطور المعدي للمرض، ويسمى التمنيع الكيميائي الذي يتجلى بإحداث العدوى وإعطاء الأدوية الوقائية والعلاجية للتحكم بالأعراض. الأمر الذي يمنح البقرة مناعة طبيعية ضد المرض.

ولكن بشكل عام تشكل الوقاية الخيار الأمثل والأقل تكلفة في مواجهة مرض بوصفير. وتتجلى أهم الخطوات لتحقيق أفضل وقاية بما يلي:

  • تطبيق برامج مكافحة القراد بضوابط ونظم محددة لمنع انتشار المرض.
  • تطعيم الأبقار قبل دخول المرعى بثلاث أسابيع.
  • تنظيف الأبقار ورشهم مرتين أسبوعيًا.
  • تنظيف فرش الحظائر وإخلاء الحظيرة بالكامل قبل رشها بمبيدات القراد لأن قرادة واحدة قادرة على نقل مرض بوصفير.
  •  لا تحتاج الأبقار المحلية إلى تطعيم بشكل قوي مثل الأبقار المستوردة التي يجب تمنيعها بشكل جيد قبل اختلاطها مع باقي الأبقار.

وأخيرًا يعتبر مرض بوصفير من أكثر الأمراض انتشارًا وخطرًا على الأبقار، لذلك يجب أخذ خطط التمنيع والوقاية بشكل جدي بهدف الوقاية من هذا المرض والحد من انتشاره.