تصاب الأبقار كغيرها من سائر الكائنات الحية بالعديد من الأمراض، التي قد تحدث نتيجة الإصابة بالعوامل الممرضة المختلفة من بكتيريا وفيروسات، أو نتيجة وجود خلل في العادات الغذائية للبقرة، والتي تؤدي إلى السمنة أو عوز الفيتامينات والعناصر المختلفة. وسنتعرف في هذا المقال على مرض الكيتوزيس عند الأبقار الذي ينتج عن خلل في العادات الغذائية للأبقار.

ماهو مرض الكيتوزيس عند الأبقار؟

هو مرض استقلابي شائع عند الأبقار البالغة. ويحدث عادةً عند الأبقار الحلوب في وقت مبكر من الرضاعة، خلال 45 يوم من ولادة البقرة، بحيث يصيب أفضل الأبقار وأعلاها إدرارًا عندما تكون في قمة إنتاجها للحليب. يحدث المرض عندما تكون كمية غذاء البقرة أقل من الإنتاج الذي تعطيه، أي أنه ناتج عن خلل في ميزان الطاقة. وينتشر هذا المرض في جميع أنحاء العالم ولكنه أكثر شيوعًا في المزارع التي تربي أبقار الحليب.

مسببات مرض الكيتوزيس عند الأبقار

يحدث مرض الكيتوزيس عند تغذية الأبقار على أعلاف لا تحتوي على كمية كافية من الكربوهيدرات أثناء فترة الحمل ولا تمد الحيوان بالطاقة،  وخاصة تلك الحيوانات التي تنتج كميات كبيرة من الحليب بعد الولادة، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم عن المستوى الطبيعي، و ارتفاع مستوى الكيتونات التي لا يمكن للجسم أن يحرقها، عندئذ تظهر أعراض الكيتوزيس على البقرة، حيث يلاحظ مرض الكيتوزيس عند أبقار الحليب ذات الإنتاجية العالية، لأنها تحرق كميات كبيرة من دهن الجسم لتغطي احتياجات إنتاج الحليب و تكوين اللاكتوز ودهون الحليب، وتتجمع هذه الدهون المحروقة في دم البقرة على شكل كيتونات، والكيتونات هي حمض الإسيتواسيتك، والأسيتون، وحمض البيتاهيدروكسي بيوتريك، حيث تؤدي النسب العالية من هذه الأحماض في الدم إلى خلل كبير في ميزان الطاقة في الجسم، وكذلك تحدث خللاً في وظائف الكبد.

أعراض مرض الكيتوزيس عند الأبقار

يظهر مرض الكيتوزيس عند الأبقار بنوعين من الأعراض، عصبية وهضمية. تشمل الأعراض الهضمية سوء هضم بسيط، بحيث يصبح الحيوان ذو شهية اختيارية، ويبدأ بالتوقف عن الطعام بشكل تدريجي، كما تنخفض رغبة الحيوان في تناول الماء، ونلاحظ هبوطًا حادًا في إنتاج الحليب، وتصبح الأبقار شاحبة اللون ونحيلة، كما يفقد الجلد مرونته وبريقه. أما الأعراض العصبية فتظهر بالشكل التالي:

  • ارتعاشات بسيطة تتحول إلى شديدة وذلك لنقص الجليكوجين في العضلات.
  • الصياح بصوت عال والغضب الشديد.
  • جحوظ في العينين ودورانهما حول محورهما.
  • عض الأشخاص الراعين لها أو عض إناء الشرب.
  • العرج والسير بحركات دائرية مع تصالب القوائم.
  • في المرحلة المتقدمة يحدث ضعف في الرؤية أو عمى كامل.
  •  تنتهي الحالة بشلل القوائم الخلفية، فيرقد الحيوان على الأرض مثنيًا رقبته ورأسه نحو الخاصرة.

علاج مرض الكيتوزيس عند الأبقار

  • العلاج بالجلوكوز، إذ يجب حقن 500 سم3 من جلوكوز مرتين يوميًا في الوريد، ولا ينصح بإعطاء الجلوكوز أو العسل عن طريق الفم، لأنه من الممكن أن يؤدي إلى نفخة وتلبك معوي.
  • العلاج بالكورتيزون، يجب حقن ديكساميثازون في العضل، باعتباره يعطي نتائجًا سريعة، لأنه يرفع مستوى السكر في الدم، ولكن من عيوبه أنه يسبب خللًا في إفرازات الغدة الكظرية.
  • تقديم مصادر سريعة للطاقة مثل البروبلين جليكول (200-400 مم) لمدة 15 يومًا.
  • تقديم منشطات دورة إطلاق الطاقة (دورة كريبس)، وتعطى لتنشيط العمليات الحيوية بالجسم والكبد مثل النياسين، والثيامين، وسلفات الكوبالت
  • إعطاء منشطات الكبد ومزيلات الدهون مثل الميثونين والكولين، مع العلم يجب إعطائها بشكل آمن ومدروس.
  • إعطاء الأنسولين بجرعة مقدارها / 150 – 300 / وحدة دولية حقنًا تحت الجلد، ليزيد من عملية احتراق الغلوكوز، وتقليل الدهون في الدم.

الوقاية من مرض الكيتوزيس عند الأبقار

  • تجنب تسمين البقرة.
  • تجنب العلائق الفقيرة بالمغذيات.
  • تقديم العلائق الغنية بالمغذيات مثل الدريس والسيلاج.
  • زيادة عدد الوجبات اليومية للبقرة عالية الإدرار لإعطائها مقدارًا أعلى من الطاقة.
  • مراعاة نسبة البروتين في العليقة بحيث تكون نسبتها 20%.
  • تجنب زيادة الرطوبة في العليقة.
  • توفير التهوية والمساحة الكافية التي تسمح بحركة الحيوانات.
  • إضافة النياسين قبل شهر من الولادة وحتى ثلاثة أشهر بعد الولادة، لأنه المساعد الأساسي لعمليات تحويل الغذاء إلى طاقة بصورة ثلاثي أدنينين الفوسفات، والذي تحتاجه البقرة بكميات كبيرة في هذه الفترة لإنتاج الحليب.

وأخيرًا يعتبر مرض الكيتوزيس عند الأبقار خطيراً، إذا ما تم اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لعلاجه. لذلك على مربي الأبقار أن يعتني بالنظام الغذائي لقطيعه، وخاصة الأبقار في طوري الحمل وبعد الولادة، حيث تكون البقرة حساسة لأدنى نقص في العناصر الغذائية.