ورد في النظرية العامة لكينز، أن الحكومات في حال عجزت عن التفكير في أي تصرف أكثر عقلانية، لعلاج البطالة. فإنه من الأفضل أن يتم دفن المال في زجاجات داخل الأرض! وإعادة استخراجها. فهو أفضل من عمل لا شيء. وهكذا هي الفائدة في السندات فقد تمثلت برأي علماء الاقتصاد بأنها اللا شيء لدعم أي اقتصاد. سنتكلم اليوم في مقالنا عبر منصة تجارتنا، عن مخاطر سعر الفائدة، والتي تؤثر بشكل مباشر على السند ذو الأسعار الثابتة. وارتفاع أسعار الفائدة الذي يخفض من قيمة الورقة المالية، ذات الدخل الثابت، والعكس صحيح. كما سنذكر لكم أمثلة على مخاطر أسعار الفائدة في السندات. بالإضافة إلى ذلك هناك بعض الإجراءات، التي يعمل عليها المستثمرون لتفادي مخاطر سعر الفائدة، أو كما يقال عنها الفائدة السلبية، تابع معنا لمعرفة المزيد.

تعريف الفائدة السلبية في السندات

هناك أنواع مختلفة من مخاطر أسعار الفائدة، ولكن أكثرها ارتباطًا بمؤسسات التمويل الأصغر، هي المخاطرة التي تقع على الأرباح، نتيجة لعدم المواءمة في إعادة تسعير الأصول، والخصوم المعروفة باسم مخاطرة إعادة التسعير. إن العلاقة بين تكلفة الحصول على الأموال التي تحملها المؤسسة، والسعر الذي تطالب به العملاء مقابل أدوات قروضها وأرباحها، (أي صافي سعر الفائدة) هي علاقة شبه عكسية تفرض، بناءً على عدة عوامل مثل المدة والمبلغ وغيرها. ولا تتعلق هذه المخاطرة بالتغييرات في الأسعار المطلوبة من العملاء، بناءً على التاريخ الائتماني الحيد، أو بالتغييرات الناتجة عن المنافسة. بل إنها تنظر فقط إلى عدم المواءمة في تغيرات الأسعار فيما بين الأصول والخصوم، بناءً على التغيير. ثم يكون سعر الفائدة الناتج قد غطى النفقات المالية، ونفقات التشغيل. وترك هامش ربح كبير، وبالتالي إن غالبية أرباح مؤسسات التمويل، تكون من صافي دخل الفائدة.

مخاطر سعر الفائدة

إن التغيير في أسعار الفائدة هو الخطر الأكبر على قيمة السندات، أو على أي استثمار آخر ذو دخل ثابت. حيث يؤثر بشكل غير مباشر على العديد من الاستثمارات، لكنها تؤثر بشكل مباشر على قيمة السندات. إذ يعمل حاملو السندات أي المستثمرين على مراقية أسعار الفائدة بعناية. فأسعار الفائدة تزيد من انخفاض أسعار السنداتـ والعكس صحيح. وغالباً ما يكون للسندات طويلة الأجل مخاطر في الاستحقاق، لتعويض الجانب السلبي المحتمل لتغيرات أسعار الفائدة. علاوةً على ذلك إن انخفاض أسعار السندات، تزيد تكلفة الفرص البديلة.

اقرأ أيضاً شرح حيلة الضخ والتفريغ.

أمثلة على مخاطر أسعار الفائدة في السندات

تتمثل مخاطر أسعار الفائدة في السندات، في تغيير القيمة الأساسية للسندات، نتيجة تقلب أسعار الفائدة. سنتكلم في هذا القسم عن بعض الأمثلة، لزيادة الوعي حول مخاطر أسعار الفائدة في السندات:

المثال الأول لمخاطر أسعار الفائدة في السندات

إذا وضع المستثمر مبلغصا من المال بسعر فائدة ثابت، بالأسعار السائدة. والذي يقدم له سعر كوبون بنسبة 5%، حينها إذا ارتفعت الفائدة إلى 6%، فإن سعر السند سينخفض. وذلك لأن السند يقدم معدل 5%، بينما يعرض السوق معدل عائد بنسبة 6%. وبالتالي في حال أراد المستثمر أن يبيع السند في السوق، فإن المشتري سيقدم له مبلغًا أقل من السعر الذي تم شراء السند فيه. أي أن هذا السند أصبح منخفض العائد، مقارنةً بالسوق. وفي محاولة يائسة لإصلاح ذلك، سيحاول المستثمر كسب عائد مماثل للسوق، أي سيبحث عن أفضل سعر لسنده، ليقلل من خسارته، حيث تزداد تكلفة الفرصة البديلة للحصول على عائد أفضل في مكان آخر، مع زيادة سعر الفائدة. وبالتالي يؤدي إلى انخفض في سعر الربط.

المثال الثاني لمخاطر أسعار الفائدة في السندات

تعد الأصول والخصوم ذات الأسعار الثابتة، أنها قد أعيد تسعيرها عندما سُدد أصل المبلغ. حيث إن أصل المبلغ هذا يجب أن يتم استبداله، وغالباً بسعر جديد. كما ينطبق ذلك على السند ذو السعر الثابت، الذي يتم دفع أصل المبلغ كاملاً عند الاستحقاق. فتتم إعادة تسعير المبلغ الأصلي كاملًا عندما يحين موعد استحقاق تسديد السند. وأيضاً على السند ذو السعر الثابت، والذي يتم تسديده على شكل دفعات. فتتم إعادة تسعير الرصيد المتبقي من أصل المبلغ، وفقًا لجدول سداد السند. إن هذه الإجراءات الغير متوقعة، ترفع بشكل كبير من نسب الفائدة، فتصبح غير متناسبة مع المبلغ الذي تم الشراء به.

المثال الثالث لمخاطر أسعار الفائدة في السندات

إن السند ذو السعر المتغير الذي يتم دفع أصوله كاملًا عند الاستحقاق، سيتم إعادة تسعير أصل المبلغ، بناءً على تغيّر سعر الفائدة في كل تاريخ من تواريخ إعادة التسعير. وهذا ما يسمى إعادة تسعير كامل أصل المبلغ، في تاريخ إعادة التسعير التالي فقط.
أما السند ذو السعر المتغير والذي يتم دفع أصوله على شكل دفعات، فتتم إعادة تسعير الرصيد المتبقي من أصل المبلغ، في كل تاريخ من تواريخ إعادة التسعير. وهذا ما يسمى إعادة تسعير رصيد أصل المبلغ، في تاريخ إعادة التسعير التالي فقط. وبالتالي إن تلك التغييرات في التسعير، ستؤدي إلى عدم تناسب سعر الفائدة مع المبلغ.

المثال الرابع لمخاطر أسعار الفائدة في السندات

في هذا المثال سنتكلم عن عدة أنواع من مخاطر أسعار الفائدة في السندات، مع شرح مبسط لها وهي:

  • مخاطر السعر المتغير: والذي يشكل خسارات غير محسوبة عند البيع.
  • مخاطر إعادة الاستثمار: والذي يشير إلى مخاطر في تغيير سعر الفائدة، وبالتالي يؤدي إلى عدم توفر فرصة لإعادة الاستثمار في معدل الاستثمار الحالي. وهي تنقسم إلى قسمين أيضاً:
    • مخاطر مدة الاستثمار: والتي تشير إلى المخاطر الناجمة عن احتمال عدم الرغبة في الدفع المسبق. أو تمديد الاستثمار إلى ما بعد الفترة الزمنية المحددة في وقت سابق.
    • المخاطر الأساسية: والتي تتمثل في عدم مواجهة السلوك المعاكس تمامًا، لتغيرات أسعار الفائدة في الأوراق المالية.

سلبيات أسعار الفائدة في السندات

على ما يبدو أن سعر الفائدة كان قد تم تصميمه لإرباك الجميع، ما عد الخبراء. فبدلاً من دفع فائدة على احتياطات البنوك التجارية، التي يحتفظ بها كأموال زائدة. يفرض البنك المركزي ضرائب على هذه العوائد، حيث تتمثل بأنها آخر الجهود العقيمة، منذ اندلاع الأزمة المالية عام 2008، في سبيل إحياء الاقتصادات، بالاستعانة بتدابير وإجراءات نقدية. وعندما فشل خفض أسعار الفائدة إلى مستويات غير مسبوقة، لجأت البنوك المركزية إلى ما يسمى التيسير الكمي، أي ضخ السيولة إلى شرايين الاقتصادات، من خلال شراء سندات حكومية، وغيرها من السندات الطويلة الأجل. ولكن بدل أن يتم استثمار الأموال النقدية العائدة، تم الاحتفاظ بها من قبل البائعين والمستثمرين، مما يرفع من احتمالية الخسارات المحتملة من تحركات أسعار الفائدة غير المتوقعة، وزيادة التكلفة في التحوط، والإدارة وغيرها.

اقرأ أيضاً تحليل الأسواق المحلية.

إجراءات المستثمرين لتفادي مخاطر أسعار الفائدة في السندات

يعمل المستثمرون على الاستثمار في الأعمال التي تعكس ارتفاع سعر الفائدة. كما يمكن للأوراق المالية التي صَدرت قبل تغيير سعر الفائدة، أن تكون منافسًا للأوراق ذات الإصدار الجديد، من خلال خفض أسعارها. كما يقلل المستثمرون من مخاطر أسعار الفائدة عن طريق شراء سندات تنضج في تواريخ مختلفة. على سبيل المثال: يشتري المستثمر سندات مدتها 5 سنوات، بقيمة 500$، مع كوبون بنسبة 3%. ثم ترتفع أسعار الفائدة إلى 4%، حينها سيواجه المستثمر مشكلة في بيع السند عند دخوله السوق بسب انخفاض سعر سنده. مقابل عروض السندات ذات الأسعار الأكثر جاذبية. وبالتالي إن انخفاض الطلب، سيؤدي إلى انخفاض أسعار السندات في السوق الثانوية إلى ما دون السعر الأساسي أحيانًا، والعكس صحيح. إذ أن السند ذو قيمة الـ 5% من الفائدة، في حال انخفضت نسبة الفائدة سيؤدي إلى ارتفاع أسعاره في الأسواق، وزيادة الطلب عليه. إن هذا التذبذب السريع في الأسعار والفوائد المترتبة عليها، هو ما يقال عنه حساسية سعر السندات.
كما يمكن للمستثمرين شراء مقايضات أسعار الفائدة، أو استدعاء، أو بيع خيارات للأوراق المالية، أو الاستثمار في الأوراق المالية ذات الارتباط السلبي، للتحوط من المخاطر.

حساسية سعر السندات

تختلف أسعار السندات ذات التواريخ المختلفة في الاستحقاق بدرجات متفاوتة، عندما ترتفع أسعار الفائدة في السوق. على سبيل المثال: في حال وجود سندين كل منهما بتاريخ استحقاق مختلف، مثلصا السند الأول مدة استحقاقه سنتين، والسند الثاني مدة استحقاقه 5 سنوات، عندها يمكن لصاحب السند ذو السنتين أي يعيد الاستثمار في ورقة مالية ذات سعر أعلى، في حال ارتفعت الأسعار. ولكن بعد البقاء ضمن حدود السندات التي تملك مدة استحقاق أقل. ولكن السند ذو الاستحقاق الطويل سبيقى متعلقاً بانخفاض السعر، حتى نهاية مدة استحقاقه. مع العلم أن حساسية السعر تحدث بمعدل تناقصي، حيث يعتبر السند طويل الأجل أكثر حساسية من السند القصير الأجل. أي كلما زادت مدة استحقاق السند، كلما انخفضت حساسيته لتغيرات أسعار الفائدة.

انظر أيضاً سندات الشركات التعريف الانواع القائمة.

طريقة حساب السعر الجديد بعد تغيير أسعار الفائدة في السندات

لنفرض مثالنا هنا على سند بقيمة 100$، ومعدل قسيمة بنسبة 6%، في حين يبلغ العائد 8%. كيف تستطيع معرفة مدة الدفع؟
يتم دفع قيمة السند على 6 أشهر، وبالتالي فإن التدفق سيكون بعد كل 6 أشهر بقيمة 6%. وبالتالي فان مدة السند هي 3.599 سنة، في حين أن أجل استحقاقه 4 سنوات. وسعر السند الذي يعتبر القيمة الإجمالية لجميع التدفقات النقدية، والتي تبلغ 93.27$. حيث يتناسب التغيير في السعر، مع التغيير في سعر الفائدة والذي يتم حسابه كما يلي:

التغير في السعر = النسبة المئوية للتغيير في سعر الفائدة *المدة * السعر الحالي.

لذلك إذا كانت النسبة المئوية لزيادة في معدل الفائدة هي 0.1%، فسيكون التغير على سندنا الذي ذكرناه سابقًا هو:

-0.1% * 3599 * 93.27 = 0.34$، وبالتالي سيكون السعر الجديد للسند هو 93.27$ – 0.34$ = 92.93$.

في الختام وبعد حديثنا عن مخاطر سعر الفائدة وأمثلة على مخاطر أسعار الفائدة في السندات، نذكر بضرورة اتخاذ إجراءات التحوط من الخسارة، واستخدام السندات ذات الاستحقاق القصير الأجل، لتتمكن من إعادة الاستثمار بالأسعار الجديدة. وكي لا تبقى رهن السعر المرتفع الحالي، في حال استخدمت السندات ذات الآجال الطويلة، كما أن مخاطر أسعار الفائدة لها دور كبير في تحريك أسعار الأسهم، وصرف العملات الأجنبية.