النعام هو أكبر طائر على الأرض، ولكنه لا يطير بسبب ضخامة جسمه ووزنه الكبير. ومعروف بسرعة جريه الكبيرة وقوته وقدرته على تحمل الحرارة العالية. عُرف منذ القدم في الوطن العربي بشكل عام، وعند الفراعنة المصريين بشكل خاص، حيث استخدموا ريشه للزينة، وصنعوا من قشور بيضه كؤوسًا فاخرة. وزاد الاهتمام بتربية النعام في وقتنا الحالي، لما لها من مميزات اقتصادية كبيرة من ناحية اللحوم، والبيض، والريش، والجلود. إذ تملك مزايا إنتاجية عالية تفوق الدواجن من ناحية اللحم الذي يعتبر أفضل أنواع اللحوم، والبيض ذو الحجم الكبير، والغنى بالمقومات الغذائية. ورغم تلك الميزات إلا أن الأمر لا يخلو من بعض الصعوبات التي تواجه مربي النعام. لذلك سننسج لكم في هذا المقال مخاطر تربية النعام من حيث الأمراض التي تصيبها، والمعوقات الأخرى التي تسبب قلة انتشار مزارع تربية النعام.

أهم مخاطر تربية النعام

  • عدم وجود الأيدي العاملة الخبيرة في التعامل معه، بالإضافة إلى ذلك قلة خبراء التغذية، والأطباء البيطريين المختصين في تربية النعام وإكثاره.
  • ارتفاع التكاليف المطلوبة من أجل البداية بمزرعة صغيرة مكونة من 6 إناث و3 ذكور، بالإضافة إلى ذلك تأتي مصاريف إضافية من تجهيز المكان، وتسويره، وتحضير الطعام المناسب له، وتأمين مصدر ماء نظيف جاري، وتفريخ وتربية الصغار حتى تصل لسن الذبح.
  • أهم مخاطر تربية النعام هو قلة الخصوبة، وقلة معدل فقس البيض، وزيادة معدل وفيات الفراخ الصغيرة. بالإضافة إلى ذلك قلة معدل النمو، وضعف أرجل النعام وهي في عمر صغير.
  • صعوبة تسويق المنتجات.

انخفاض جودة البيض من مخاطر تربية النعام

يُعتبر انخفاض جوده البيض المخصب من أهم مخاطر تربية النعام. ويسبب ذلك خصوبة الذكور وتلوث البيض في المفرخ. ولحل هذه المشكلة من الضروري التأكد من أن الذكور في مرحلة النضوج الجنسي، ويحصل ذلك في عمر 3 أو 4 سنوات للذكر. ونلاحظ عليه احمرار المنقار، والأرجل، والحركات المميزة عند الرغبة الجنسية. بالإضافة إلى ذلك يجب التمييز بين الإلقاح الكاذب والإلقاح الحقيقي الكامل، حيث يعقب الإلقاح الحقيقي إصدار الذكر صوتًا قويًا ورقصًا مميزًا بالأجنحة. ومن علامات نضج الذكر في فترة التزاوج هي حجم العضو الذكري، وتمام تكوينه والذي نلاحظه عند التبول.

ومن الضروري معرفة أن الرغبة الجنسية تختلف من ذكر لآخر، كما أنه قد يفضل أنثى على أخرى. لذلك ننصح بإنشاء سجل للتلقيح الذي عادةً ما يحدث عند الفجر أو الغروب. ونكتب في هذا السجل رقم الذكر والأنثى وموعد التلقيح ووزن الأنثى، ومن ثم نسجل موعد وضع البيض ووزن البيضة. بالإضافة إلى ذلك تُرقم البيضة، وتطهر جيدًا وتحفظ في مكان بارد حتى تنقل إلى المفرخة.

انخفاض معدل الفقس من مخاطر تربية النعام

أهم العوامل المسببة في انخفاض معدل الفقس والموت المبكر أو المتأخر هي درجة حرارة المفرخ 37 درجة تقريبًا، والنسبة المئوية للرطوبة 20-25 %. بالإضافة إلى ذلك التقليب اليومي للبيوض بمعدل 6 مرات يوميًا، والتلوث والتهوية الجيدة.

كما يسبب التلوث البكتيري أيضًا الموت المبكر أو المتأخر، كما أنه يسبب عدم امتصاص كيس المح بعد الفقس. ونتيجة لذلك يجب تطهير البيض بعد الجماع فورًا وقبل إدخاله إلى المفرخة، بالإضافة إلى ذلك تطهير المفرخة بعد كل دورة تفريخ.

 وفيات الفراخ الصغيرة من مخاطر تربية النعام

من أهم مخاطر تربية النعام، والعوامل المؤثرة بمعدل الوفاة هي:

  • تلوث كيس المح: يجب عدم البدء بالتغذية حتى امتصاص كامل كيس المح. بالإضافة إلى ذلك إعطاء جرعة من الاموكسيسللين بعد البدء بالتغذية للقضاء على التلوث البكتيري.
  • تسبب درجات الحرارة المنخفضة موت الصغار. لذلك يجب الحفاظ على درجات حرارة عالية، بحيث ألا تقل عن 25 درجة ليلًا.
  • التواء الأرجل والتي تحدث خلال فترة الحضن بسبب درجات الحرارة والرطوبة غير المناسبين. بالإضافة إلى ذلك عدم التغذية الجيدة من بروتين وفيتامينات.

الأمراض من مخاطر تربية النعام

  • أمراض الجهاز التنفسي:
    •  انفلونزا الطيور: من أكثر المخاطر الشائعة في تربية النعام، وتتمثل أعراضها بما يلي: بول مخضر، وإفرازات عينية، وعدم الرغبة في الأكل، لذلك يجب تجنب ملامسة الطيور المريضة، والتنظيف والتهوية المستمرين للحد من هذا المرض.
    • الميكوبلازما: مرض جرثومي يصيب الحويصلات الهوائية، والغشاء المخاطي للأنف والرئتين. ومن أهم أعراضه: إفرازات الأنف، ورم الجيوب الأنفية، وتنفس صعب وسعال، بالإضافة إلى ذلك قلة في الأكل وإنتاج البيض.
  • أمراض الجهاز الهضمي:
    • التهاب المعدة الفطري: ويحدث بسبب تناول طعام سيء مليء بالفطريات، مما يسبب هزيمة جدار المعدة. وسوف تحتاج لاستدعاء طبيب لعلاج هذا المرض.
    • الديدان: التي تسبب ضعف الشهية، وبطء زيادة وزن النعام.
  • الأمراض الهيكلية: وهي أمراض العظام والعضلات، وكمثال على ذلك نذكر: مرض نيوكاسل. ومن أعراضه ضعف عام، واضطراب الحركة. ومن الجدير بالذكر حتى الآن لا يوجد له علاج، مما يسبب في وفاة النعام.
  • التهاب الدماغ: سببه فيروس غير معروف حتى الآن. ومن أعراضه: تنفس غير مستقر، وحركة غير مستقرة، وارتفاع درجة الحرارة، بالإضافة إلى ذلك ارتجاف الأطراف.

وفي الختام يمكننا القول إن مخاطر تربية النعام لا يمكن الاستهانة بها، بسبب وجود عدد من الأمراض التي لا علاج لها. لذلك يجب اتباع جميع الارشادات الصحية قبل وأثناء تنفيذ المشروع، وذلك لضمان نجاح واستمرار وإنتاجية هذا المشروع.