ما هي المهارات المطلوبة في المستقبل موضوع مهم جدًا. لأن الإنسان مجبول بالفطرة على البحث عن النجاح والابتعاد قدر الإمكان عن الفشل والإحباط  الذي يشعر به داخليًا  عند العجز عن القيام بهدفٍ سعى إليه جاهدًا.  لذلك ينبغي علينا الحد من هذه المشاعر السلبية، والبحث بجدية عن المهارات المطلوبة في المستقبل. من أجل أن نشحن الهمم بطاقات إيجابية فعالة ومن أجل أن نجدد المثابرة، ونمضيّ قدمًا نحو العمل الناجح.

المهارات المطلوبة في المستقبل

يفرض تطور الواقع المستمر الذي نعيش فيه أن نستمر في الحصول على مهارات جديدة باستمرار وأن نطور مهاراتنا بشكل دائم. من أجل أن نكون أكثر نجاحًا وتميزًا في المستقبل القادم. ومن أجل أن نتمكن من تحقيق أهدافنا وغاياتنا. ومن أهم هذه المهارات المستقبلية التي يجب أن نتحلى بها:

المهارات التحليلية

علينا أولًا وقبل أي شيء أن نتعلّم مهارات مهنية. لأن حاجة المستقبل لمثل هذه المهارات أمر مؤكد، ولا يمكن تحقيق أي تطور أو نجاح دون امتلاك مثل هذا النوع من المهارات.

لذلك يتحتّم علينا رسم العديد من المسارات والطرق للوصول إلى الأهداف، ووضع الاستراتيجيّات الأساسية التي تساهم في الحصول على الغايات وتحقيق النجاح والتقدم في المستقبل.

ويتم هذا من خلال الدراسة الجيّدة لأنفسنا والبحث فيها عن الجوانب المتمثّلة بالعمل الدؤوب، والقدرات الإيجابية، والمهارات المتميزة.

بالإضافة إلى معرفة كل نقاط القوّة الداخلية في المجالات المستقبلية، والابتعاد قدر الإمكان عن كل نقاط الضعف.

كما ينبغي على الإنسان أن يدرس الوسط المحيط به بشكل عميق وجيد جيّدًا. كي يستطيع الوصول إلى المعرفة الحقيقيّة الكامنة لجمع متطلّباته الشخصية.

وبعد تحديد الأهداف ووضع الاستراتيجيات، يجب على الإنسان أن يقوم بترتيب أهدافه في مختلف الأصعدة سواءً العملية أو الشخصية وعلى المدى البعيد والمدى القريب.

وفي النهاية وبعد الانتهاء من كل هذه المراحل يكون الإنسان قد رسم خطة المستقبل الخاصة به، وعرف سُبل تحقيقها.

المهارات الاجتماعية المطلوبة في المستقبل

أشارت الدراسات الحديثة التي تختص في علم النفس الإرشادي إلى أن المهارات الاجتماعية أحد أهم المهارات المطلوبة في المستقبل والتي يجب أن يتصف بها الإنسان من أجل الوصول إلى قمّة النجاح في المستقبل، ومن هذه المهارات الاجتماعية الضرورية نذكر:

  • القدرة على الاستماع إلى الأشخاص الأخرين.
  • التعاون مع الأفراد المحيطين.
  • مرونة إجراء التعاملات المهنية في أوساط العمل.
  • تقديم الإرشاد وحسن المعاملة للزملاء، ولكل من يحتاجها.
  • الحرص على فعل الواجبات الاجتماعية التي تزيد من روح التآلف، والمحبة بين الأفراد.
  • الحرص على الاتصاف بالإيجابية والابتعاد عن المشاعر السلبية بشكل دائم.

المهارات البحثية

حيث تعتمد هذه المهارات في الدرجة الأولى على البحث عن المشاكل والمعوقات، والقيام بدراستها وتحليلها. من أجل إيجاد الحل المناسب للتغلّب عليها، ويعتبر البحث العلميّ الدقيق أحد أهم المهارات البحثية، والذي يتجسد فيه بشكل واضح تمامًا كيف يتم جمع المعلومات وتحليلها.

المهارات التقنية

في الواقع إن المهارات التقنية هي المهارات التي تتمثل في القدرة على تشغيل الآلات والأجهزة بشكل أساسي. بالإضافة للمهارات البرمجيّة و الحاسوبية وما إلى ذلك. ومن الجدير ذكره هنا أن المستقبل المهني هو بالتأكيد للبرمجة وكل مايتعلق بها.

المهارات التنظيمية

تعتمد المهارات التنظيمية بالدرجة الأولى على القدرة في جمع المعلومات الصحيحة واستبعاد المعلومات الخاطئة، ثم العمل بسرعة، وإتقان على بناء الخطط الاستراتيجية باستخدام هذه المعلومات الصحيحة، وتوظيفها في إدارة المشاريع، واستخدام البرامج والإجراءات التنظيمية الأخرى، وذلك من خلال تعيين الأولويّات، وتنسيق الوقت، وتنظيم وإدارة الموارد المتوافرة.

المهارات الشخصية المطلوبة في المستقبل

المهارات الشخصية هي المهارات التي ترتبط ارتباطًا كليًا بطبيعة الشخص وصفاته النفسية، كالصّدق، والدقة، والالتزام بالمواعيد، والحفاظ على الوقت، والإخلاص والتّفاني في العمل، والنّزاهة.

بالإضافة للقدرة على اتخاذ القرارات السريعة الصائبة، ودراسة أسباب النجاح في العمل من خلال التعرف على قصص النجاح السابقة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن استرجاع المهارات المهنية للأيدي العاملة السابقة يساهم في أن يكون الإنسان أكثر نجاحًا في المستقبل، فمتابعة سير النّجاح ضرورةٌ من ضرورات الحياة الشخصيّة والاجتماعية العامة. وهو أيضًا ضرورة من ضرورات الحياة المهنيّة.

كما ويجب على الإنسان أن يحب عمله وعليه ألا يملّ من التعلّم  ولا يتوقف عنه أبدًا وأن يستمر في متابعة كل ما هو جديد في مجاله من دورات تدريبية أو مناهج تعليمية أو أبحاث. لأن المتابعة هي من من أهمّ الأسباب التي تطور مهارات الإنسان في المستقبل، وتجعله قادرًا على المضيّ قدمًا في الوصول إلى قمة هرم النجاح العملي.

مما سبق، نجد أنّ الآن واللحظة الحالية هي اللحظة المناسبة للبدء في اكتساب وتعلم مهارات جديدة مستقبلية مفيدة، ولا يمكن تأخير الأمر أكثر من هذا ولو للحظات.