ما هي الخريطة الذهنية للحفظ؟ وكيف تساعد الخريطة الذهنية في تسريع الحفظ وعلاج النسيان؟ تتبادر هذه الأسئلة إلى الذهن لدى كثير من الأشخاص الذين يعانون من كثرة النسيان. كما ويبحثون عن ما يساعدهم في الحفظ وتذكر المعلومات التي يحتاجون إليها.

تبرز الخريطة الذهنية كأحد أهم الوسائل المساعدة في الحفظ وأكثرها قبولًا لدى الكثيرين. حيث أثبتت الخريطة الذهنية في منتصف ستينيات القرن العشرين أنها أكثر من مجرد وسيلة ممتازة لتدوين الملاحظات. إضافةً إلى ذلك فهي أسلوب ملهم وفعّال للغاية من أجل تغذية الفكر والعقل البشري. فقد تطورت الخريطة الذهنية بصورة سريعة وأصبح بالإمكان رسمها بطرق عديدة للاستفادة منها.

لقد أصبحت الخريطة الذهنية في القرن الحادي والعشرين أحد الأشكال المبتكرة لتدوين الملاحظات الخطية كحضور المحاضرات. كذلك الاستماع للمكالمات الهاتفية خلال اجتماعات العمل وإجراء الأبحاث. ومن خلال أهميتها سنتعرف على الخريطة الذهنية في الحفظ وكيفية الاستفادة منها في التذكر ودورها في علاج النسيان. وكيف تساعدنا في البقاء على المسار الصحيح.

مفهوم الخريطة الذهنية 

تعتبر الخريطة الذهنية أو ما تسمى بخريطة العقل من أفضل وسائل التعلم والحفظ والتذكر. حيث يعود الفضل في هذه الخريطة إلى البريطاني توني بوزان الذي وضع حجر الأساس لهذه الخرائط. التي تعتبر أداة الحفظ والتذكر والتعلم المثلى في العالم. وذلك أن التعلم في حقيقته يجمع ما بين الذي نعرفه مع ما نرغب بمعرفته.
كما تربط هذه المعلومات الجديدة مع مخزون الإنسان من المعرفة. بالإضافة إلى ذلك تجمع الخرائط الذهنية ما بين الأشياء التي يعرفها الإنسان والأشياء الي يتعلمها. أيضًأ إلى ما قد يحتاج إليه لاستكمال تصوره عن الموضوع. ولاحقًا تعالج الذاكرة هذه الصلات الجدية وارتباطاتها الشبكية من أجل استرجاعها عند الحاجة إليها.

ترجع قوة الخريطة الذهنية إلى أن لها نفس نهج التفكير للإنسان. حيث تتوافق مع تكوين وأسلوب البشر. كما وتعمد الخريطة الذهنية إلى رسم شكل يماثل كيفية قراءة الذهن للمعلومة. حيث يكون المركز هو الفكرة الأساسية ويتفرع من هذه الفكرة فروع على حسب الاختصاص أو التصنيف.

كيف نستخدم الخريطة الذهنية لتسريع الحفظ والتخلص من النسيان

يجب مراعاة ثلاث نقاط أساسية في استخدام الخريطة الذهنية لتسريع الحفظ والتخلص النسيان من خلال:

  1. القراءة أولًا وذلك بقراءة الكتاب أو الدرس بشكلٍّ دقيق بدايةً بالعنوان والمقدمة والفهرس. ولاحقًا عمل خريطة ذهنية لكل ما قرأته. بالإضافة إلى ذلك التركيز على الأفكار الرئيسية للكتاب كالفصول والوحدات الرئيسية. علاوة على ذلك عمل خريطة ذهنية لكل فصل وتحديد الهدف في المقدمة والنهاية. كذلك تحديد التفاصيل بالإبحار تحت كل عنوان رئيسي لتحديد الإجابات عن تساؤلاتك. بعدها المراجعة لكل ما فعلته ليستقر ذهنك بشكلٍّ تام.
  2. يأتي التركيز ثانيًا عن طريق وضع خط تحت المفردات غير المفهومة. مع متابعة القراءة حتى تتضح الصورة بشكلٍّ أفضل والاستعانة بالقراءة بتعمق. إضافةً إلى ذلك التخلص من الخوف الذي يصيبك وتنظيم مكان الدراسة والعمل وتخيل لحظة الامتحان والنجاح التي تنتظرك.
  3. وأخيرًا تأتي أهم خطوة وهي مراجعة كل الأشياء المحفوظة. وبالتالي ستبقى في الذاكرة لعدة أسابيع متتالية. حيث أكدت الأبحاث العلمية أن عدم المراجعة سيسبب فقدان نسبة كبيرة من المعلومات.

استخدامات الخريطة الذهنية للحفظ

تعد الخريطة الذهنية أداةً تساعد على التفكير والتعلم والحفظ والتذكر. ويمكن لأي أنسان استخدام الخريطة الذهنية كالطالب، والمدير، والموظف وربّات المنازل والمبرمج والعالم. حيث تمثل الخريطة الذهنية وسيلةً مميزةً لكتابة وعرض الأفكار باستخدام المخططات والصور والألوان بدلًا من الاقتصار على الكلمات فقط. وبالتالي تساعد على الحفظ وتذكر المعلومات فهي طريقة ناجحة للغاية في توضيح الأفكار والمساعدة في تذكرها.
بالإضافة إلى ذلك تستخدم الخريطة الذهنية الذاكرة البصرية لاسترجاع المعلومات. كما أنها الطريقة الفعلية التي يستخدمها العقل البشري في التفكير فيربط الكلمات ومعانيها بصور. أيضًا يربط المعاني المختلفة ببعضها البعض بالفروع باستخدام فصي الدماغ الأيمن والأيسر ما يرفع من كفاءة التعليم. كما تستخدم الخريطة الذهنية في:

  • العصف الذهني.
  • كتابة الملاحظات والمحاضرات والدروس.
  • إعداد التقارير والأبحاث والتخطيط.
  • التفكير الإبداعي وحل المشكلات.
  • شرح الدروس المدرسية.
  • التعليم والتعلم، وتقوية الذاكرة.
  • يستخدمها الطلبة عند الامتحانات.
  • التعلم من الكتب وحفظ المعلومات وتذكرها من خلال استرجاعها عند الحاجة إليها.

مزايا الخريطة الذهنية للحفظ

تعد الخريطة الذهنية وسيلةً بالغة الأهمية لدعم وتنمية المهارات والتفكير في مجالات التعليم والتدريب والتخطيط والتذكر والحفظ. كما تتمتع الخريطة الذهنية بمجموعة من المزايا هي:

  • اختصار المعلومات في ورقة واحدة بدلًا من أوراق كثيرة.
  • سهولة استخدام الخريطة الذهنية من خلال ممارستها يوميًا.
  • التسلية باعتمادها على الأشكال والرسومات والألوان ما يجعل العمل ممتعًا.
  • الاستمرارية بتذكر المعلومات في الخريطة الذهنية لمدة أطول.
  • تنظيم الأفكار بصورة فعالة. حيث تستخدم الخريطة الذهنية في البحوث بكفاءة عالية.
  • السرعة باعتماد الخريطة الذهنية على الأشكال والألوان. وبالتالي فاسترجاعها من العقل يتميز بالسرعة. حيث أن طبيعة العقل البشري في استرجاع المعلومات يركز على الصور والألوان قبل الكلمات المطبوعة أو المكتوبة. وبالتالي يكون الربط سريعًا بين الكلمة والصورة.
  • تحث الخريطة الذهنية على التركيز في كل شيء أثناء قراءة الحوارات داخل الصف وخارجه.
  • أكبر ميزة للخريطة الذهنية مساعدتها على خلق فهم أعمق لموضوع البحث. وبالتالي يحصل مستخدمها على لمحة مثالية من جميع الأفكار والمفاهيم والأفكار ذات الصلة بالموضوع.

فوائد الخريطة الذهنية للحفظ

تتميز الخريطة الذهنية بقدرتها على منح الأشخاص فاعليةً وكفاءةً أعلى في الحفظ والتذكر ومقاومة النسيان. كما أن لها عددًا من الفوائد في المجال التعليمي بتأثيرها الإيجابي نستوضحها كما يلي:

  • تسهم في زيادة القدرة على حفظ المعلومات بدرجة كاملة تصل إلى نسبة 100%.
  • تساعد على ترتيب الأفكار. كما أنها تزيد من سرعة عملية التعلم.
  • تسهم في القدرة على استرجاع المعلومات المحفوظة بدقة وسرعة عالية.
  • تسهم في عملية تنظيم المعلومات.
  • استيعاب الموضوعات كاملةً بكافة جوانبها والربط بين أفكارها الرئيسية والثانوية.
  • القدرة على حل المشكلات التي يمكن أن تواجه الطالب أثناء المذاكرة مثل التشتت والنسيان.
  • تعتبر الخريطة الذهنية من أفضل طرق الحفظ والمذاكرة المبتكرة لحل المشكلات التي تواجه مستخدميها من الطلاب. ولا سيما أثناء المراجعة خاصة فترة الاختبارات.
  • تقلل الخريطة الذهنية من الكلمات المستخدمة خلال عرض أي مادة أو موضوع. نظرًا لاستخدامها الصور بكثرة والتي تعد أفضل من الكلمات. وبالتالي تساعد على التركيز وتسهل عملية الفهم وتكوين وتثبيت شبكات المفاهيم من قبل المتعلمين.

طريقة رسم الخريطة الذهنية للحفظ يدويا

حتى تتمكن من الحفظ بسهولة ومقاومة النسيان وتذكر المعلومات عليك بتعلم طريقة رسم الخريطة الذهنية وذلك باتباع ما يلي:

  1. التلخيص وهي الخطوة الأولى لكي تحفظ مادةً بشكلٍّ لا يمكن نسيانه. وذلك بتلخيصها بشكلٍّ بسيط وقصير جدًا. بحيث يحمل التلخيص الأفكار المهمة فقط. وأيضًا يتصف بكونه منظمًا وتستعمل فيه الألوان وهو ما يعطيه منظرًا جميلًا يساعد في المراجعة لاحقًا. ويمكنك أن تبدأ في وضع الخريطة الذهنية بعد كتابة التلخيص وفهم الأفكار الرئيسية والنقاط المهمة.
  2. اجلب ورقةً بيضاء واحدةً مخصصةً لدرس واحد واكتب عنوان الدرس بشكل مختصر في الوسط في فقاعة ملونة. ووضع تفرعات تخرج منه عن طريق أسهم تمثل العناوين الفرعية. بالإضافة إلى ذلك وضع تفرعات أخرى تشرح بشكلٍّ مختصر ما تحتويه العناوين الفرعية.
  3. حتى لا تنسَ الأفكار يجب ربطها بأشياء نعلمها. لذا ضع رسمًا يدل على الفكرة بجانبها.
  4. حاول التنظيم والرسم بشكل جيد واستعمل الألوان في الرسومات. وبالتالي سيكون لديك خريطة ذهنية خاصة بكل درس تسهل الحفظ عليك.

أفضل المواقع الإلكترونية لرسم الخريطة الذهنية وتسهيل الحفظ

توجد على الإنترنت مجموعة من المواقع تساعد في رسم الخريطة الذهنية للحفظ. حيث ترسم هذه المواقع الخريطة الذهنية كما تريد وتطبعها على ورق لتحفظ منها بسهولة. كما وبالإمكان إضافة لمستك الخاصة بإضافة صور ورسومات توضيحية تسهل عملية الحفظ. وعلاوةً على قدرتك على رسم الخريطة الذهنية يدويًا تستطيع استعمال هذه المواقع الإلكترونية في رسمها بسهولة لأي موضوع وأهمها:

  • تطبيق Mindmeister: ويستخدم في عمل خرائط ذهنية غير محدودة وكتابة الملاحظات ومشاركتها وتحويلها لملفات وورد أو باوربوينت او ملفات PDF.
  • تطبيق Ibrainstormer: وهو خاص بأجهزة IOS. حيث يستطيع المستخدم رسم خرائط ذهنية بسهولة. كما يضيف صورًا ويختار الألوان المتنوعة.
  • تطبيق Edraw Mind Map: ويمكن تحميله على الكومبيوتر الشخصي وتحويل الخريطة لملف وورد وPDF.
  • موقع Edistorm: ويسمح بتنظيم الأفكار أثناء عملية العصف الذهني وتحويلها لملاحظات مفيدة.
  • موقع Wridea: ويمكن تدوين الأفكار والمشاريع وتنظيمها ومشاركتها من خلال هذا الموقع.

وهناك مواقع أخرى مثل:

  • Canva.
  • Cacoo.
  • WiseMapping.
  • Bubbl.us.
  • XMind.

نستخلص من هذا المقال ما هي الخريطة الذهنية للحفظ. بالإضافة إلى ذلك كيفية الحصول على خريطة ذهنية يدويًا أو عن طريق بعض المواقع والتطبيقات التي تسهل عملية الحفظ والتذكر. وأيضًا ضرورة استخدام هذه الخريطة في مجالات عديدة من أمور الحياة الخاصة والعامة.