بحث عن الصناعة في العالم

ظهرت الصناعة في حياة البشر كنتيجة طبيعية للتطورات التي عاصرتها الحضارات والشعوب، إذ استطاعت المجتمعات التحول من مجتمعات روعوية وزراعية إلى مجتمعات صناعية متطورة.
لكن ما هي الصناعة؟
يمكن تعريف الصناعة على أنها سلسلة العمليات التي تحول المواد الخام الموجودة في الطبيعة إلى شكل آخر وتغيير مضمونها لزيادة قيمتها لكي تصبح منتجات نهائية تشبع حاجة معينة لدى المستهلكين.
وبشكل عام، يعد القطاع الصناعي أحد أهم ركائز التنمية الاقتصادية.

أنواع الصناعة

تقسم الصناعة إلى أنواع عدة، وهي:

الصناعة البدائية:

 هي الصناعة التي تعتمد على قوة اليد، سواء للإنسان أو للحيوان. وغالباً ما يطبق هذا النوع من الصناعة في البيوت، لذا يعرف أيضاً بـ “الصناعة المنزلية” مثل الغزل وصناعة الطعام.
وتصنف الصناعة البدائية أو المنزلية ضمن الصناعات العالمية ولكن أهميتها وانتشارها تراجعا مع تطور الحضارات ومع التطور التقني والعلمي.

الصناعة البسيطة:

هي الصناعة التي لا تحول او تغير صورة المادة الخام، وأهم ما يميز الصناعة البسيطة أنها تعتمد على المواد الخام المحلية، ولا تحتاج إلى رأس مال ضخم أو إلى مهارات متقدمة.
ويمكننا القول إنها أيضاً تهدف إلى خدمة الصناعة الحديثة مثل حفظ الخضراوات والفواكه من أجل تصديرها، أو تقليل حجمها لتهيئتها للنقل.

صناعة المجتمع:

ينتمي هذا النوع إلى الصناعة البسيطة ويعرف أيضاً باسم “صناعة الخدمات” بسبب حاجة المجتمع إليها لتشبع استهلاكه. وتعتمد أهمية صناعة المجتمع على الحضارة إذ مع تطور مستوى الحضارة، تزداد حاجات المجتمع للصناعات مثل: القطارات والتجارة والكهرباء والمخابز والهواتف.

الصناعة المركبة:

هي الصناعة المختصة بالمدن وتتميز بحاجتها إلى آلات مركبة ومعقدة، وتعتمد هذه الصناعة عل أكثر من مادة أولية وأكثر من مادة خام في عملية الإنتاج. وعلى عكس الصناعة البسيطة: لا تهدف الصناعة المركبة إلى النقل أو الحفظ بل هي تظهر في استخدامات خاصةإذ لا تكون وسيطاً لصناعة أخرى بل تذهب منتجاتها إلى المستهلك النهائي مباشرة. وغالباً ما يتم تسويق منتجات الصناعة المركبة للاستخدام الخارجي. مثال: صناعة السيارات والساعات والحواسيب الشخصية.

مقومات الصناعة

ترتبط الصناعة بوجود مقومات معينة، أبرزها:

العوامل الطبيعية

وتقسم العوامل الطبيعية بدورها إلى عدة أقسام:

الموقع الجغرافي:

مثلاً، تُبنى المصانع في بعض الأحيان بعيداً عن المناطق السكنية لتجنب أذية الساكنين بالقرب منه، ولكن يجب أن يراعى قرب المصنع من المواد الخام.

الظروف المناخية:

 يجب أن تكون الظروف المناخي مناسبة للصناعات. مثلاً، تتركز صناعة النسيج والغزل في الدلتا بسبب الرطوبة الملائمة للصناعة. ومن المهم أيضاً مراعاة اتجاه الرياح كي لا تتجح الأدخنة الصادرة عن المصنع نحو المناطق السكنية.

المواد الخام:

 المواد الأولية التي تدخل في الصناعات. ولها أنواع عدة مثل المواد الخام الزراعية كالذرة والقطن والكتان، ومواد خام حيوانية كالألبان والأجبان واللحوم، ومواد خام معدنية مثل الحديد والفوسفات، ومواد خام صخرية.

مصادر الطاقة:

 وهي القوة المطلوبة لتشغيل آلات المصانع، مثل الكهرباء أو طاقة الرياح أو مشتقات البترول أو الطاقة النووية السليمة.

العوامل البشرية

تقسم العوامل البشرية أيضاً إلى عدة أقسام، أبرزها:

رأس المال:

 يعد رأس المال أحد أهم عوامل قيام الصناعة، ويؤثر بشكل كبير على نوعها وكميتها وجودتها.

النقل والمواصلات:

 تؤثر وسائل النقل والمواصلات على الصناعة بشكل كبير، حيث تساهم في نق العمال ونقل المواد الخام ونقل المنتجات وإن توافرت بكثرة أو بسهولة، يستطيع القائمون على الصناعة توفير المنتجات بأسعار رخيصة.

السوق:

 وهو الموقع الذي يتم فيه بيع المنتج الصناعي. وللسوق نوعين: سوق محلية وهي غالباً داخل الدولة الواحدة، وسوق خارجية وهي طلبات الدول الأخرى للمنتجات الصناعية الخاصة بدولة معينة.

الأيدي العاملة: يكمن نجاح الصناعة في توافر الأيدي العاملة وفي المهارات التي يمتلكها العاملون.

 الصناعة حول العالم

الصناعة في المجتمعات الحديثة

لا تعد الصناعة هدفاً بحد ذاتها، إذ إنها تلبية لحاجات المواطنين وتساهم في دعم الاستقلال السياسي والاقتصادي. وفي الدول المتقدمة، تقوم الصناعة على الإنتاج الكبير بكلفة قليلة وكميات كبيرة وباستخدام التكنولوجيا الحديثة التي ساهمت في تطوير الإنتاج وأساليبه، وفي إدراته وتسويقه وفي خلق الصناعات المستقبلية المتطورة. ودائماً ما تستند الصناعات في الدول المتقدمة على البحث العلمي والاكتشافات الحديثة مما يؤدي إلى خلق مجتمعات صناعية جديدة وهيكليات وعلاقات جديدة.

الصناعة في العالم الثالث

يمكن أن نقول أن العالم الثالث غير متقدم فيما يخص الصناعة وهو ذو تبيعة للدول الرأسمالية المتقدمة. إذ إن دول العالم الثالث تستورد الآلات وقطع التبديل والمواد والكثير من المنتجات الأخرى مما يؤدي إلى انخفاض دخل الفرد وإلى انتشارات الصناعات الخفيفة الضعيفة من حيث النوع والكم والمهارة.