عند الحديث عن اقتصاد الأردن والشركات الفاعلة والمؤثرة فيه، لا بد من السؤال ما هي أكبر الشركات العائلية في الأردن. وذلك للدور المهم الذي تلعبه الشركات العائلية في اقتصاد البلد. وينبع ذلك من قدرة هذه الشركات على اتخاذ القرارات التجارية بشكل سريع وسهل كونها تمثل سلطة مستقلة. بالإضافة إلى ذلك تتحلى هذه الشركات بالقيم والثقافة المشتركة والثروة العائلية.

وتعتبر الشركات العائلية داعم قوي لاقتصاد الأردن انطلاقًا من هدف كل شركة برفع أرباحها الشخصية. كما أن المنافسة المتزايدة بين الشركات تدفع كل منها إلى تطوير معداتها وكوادرها وتحسين خدماتها ومنتجاتها. ويبقى التخطيط المستمر هو من الاهتمامات الأساسية للشركات العائلية، وذلك في إعداد الجيل التالي وتدريبه لمتابعة مسيرة العائلة في تطوير الشركة.

ولعبت الكثير من العائلات الأردنية دورًا مهمًا في التنمية الاقتصادية وأصبحت تعتبر عصبًا للاقتصاد كونها أكثر نشاطًا من القطاع العام وكونت حليفًا استراتيجيًا معه. وأصبحت من اهم الشركات العائلية في الشرق الأوسط.

لمحة عن اقتصاد الأردن

الأردن بلد صغير المساحة محدود الموارد، يواجه اقتصاده خمسة معوقات تتمثّل بـالطاقة، والمياه، والرقعة الزراعية، واللجوء، وعدم ثبات الأسواق. ويحتل الاقتصاد الأردني المركز 89 عالمي.

تعتمد الأردن على الموارد التالية كمصادر للدخل، على سبيل المثال: الفوسفات، البوتاسيوم، الأسمدة ومشتقاتها، بالإضافة إلى ذلك السياحة، والتحويلات المالية من الخارج، والمساعدات الخارجية. أما نقاط ضعف الاقتصاد الأردني، فتتمثل في نقص الفحم والنفط والطاقة الكهرومائية، وغياب المساحات الخضراء من الغابات والثروة الشجرية.

لا يمكن لأحد إنكار الدور الحيوي، الذي لعبته العائلات الأردنية في تنمية الاقتصاد الوطني منذ بداية تأسيس الإمارة. ومن أكبر الشركات العائلية في الأردن، على سبيل المثال: بدير، والطباع، ومنكو، والمعشر، وأبوحسان، ونقل، والمصري، بالإضافة إلى ذلك شومان، والصباغ، والصايغ، وخوري، ومراد، وجردانة، وفاخوري وغيرهم من عشرات العائلات، كان لها بصمات رائدة في العملية الاقتصادية.

تعريف الشركات العائلية

هي الشركات التي يكون فيها أغلب الأصوات في مجلس الإدارة من أبناء العائلة الواحدة المسيطرة، وهم يمثلون المؤسسون الذين سينقلون الإدارة لأجيالهم القادمة. وليس بالضرورة أن تكون الشركة العائلية مملوكة لعائلة واحدة فقط. بل يمكن أن يتواجد أكثر من عائلة تملك السيطرة في الشركة ولكن يجمعهم رابط عائلي مشترك.

وتختلف الشركات العائلية عن الشركات الأخرى كونها تمثل رغبة عائلة في دخول سوق العمل بإرادة واحدة متكاتفة لتحقق أرباحًا ونجاحات للعائلة. ولكن تواجه هذه الشركات عقبات قد تعيق استمرارها لأكثر من جيل واحد. ولذلك تحتاج لخطة عمل مدروسة فيها نظام حوكمة متين يمكنها من التمييز بين الاهتمامات العائلية والمصالح التجارية. وتصنف الشركات العائلية وفقاً للآتي:

  • نوع وحجم أنشطة الأعمال، ومدى تضررها من الأزمة الراهنة.
  • عدد الموظفين.
  • مدى تنوع الأعمال من حيث القطاعات والامتداد الجغرافي.
  • أداء القطاعات التي تعمل فيها الشركة.
  • تاريخ التأسيس وعمر الشركة وإرثها.
  • عدد البلدان التي توجد فيها فروع للشركة.

شركة نقل إخوان العائلية في الأردن

تأسست الشركة عام 1952 على يد إيليا نقل وأطلق عليها اسم نقل إخوان. وكانت تعمل في مجال تجارة واستيراد المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية. وهي توظف اليوم أكثر من 5000 شخص.

وللشركة فرعين رئيسيين:

  • Promise Holding وتشمل نشاطاتها: السيارات، والبنوك، والتأمين، وقطاع العقارات.
  • امجموعة فاين الصحية القابض: وتعمل في مجال المنتجات الورقية الصحية وتوزعها في 75 دولة، منتشرة في أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باستخدام 100% من اللب الخام. وأنشئت الشركة في العام الماضي صندوق إغاثة بقيمة مليوني دولار لمساعدة المجتمعات على مكافحة الجائحة.

مجموعة الصايغ العائلية في الأردن

أسس مجموعة الصايغ فائق إبراهيم الصايغ تحت اسم التقدم في عام 1932، وتضم الآن 35 شركة في الوطن العربي، وأوروبا الشرقية والغربية، بالإضافة إلى آسيا. والموقع الرسمي للمجموعة من هنا.

وكانت تعمل بمجال تجميع هياكل الحافلات، ثم تطورت لتصبح مجموعة الصايغ التي تضم 35 شركة، وتركز أعمالها على إنتاج وتوزيع وتصدير الدهانات، وتملك 18 مصنعًا للدهانات، إضافة إلى 3 مصانع للصمغ حول العالم. بالإضافة إلى حصصها في بنك الأردن، وشركة صناعة التعليب، وقناة رؤيا الفضائية.

مجموعة المناصير العائلية في الأردن

مؤسس مجموعة المناصير هو المهندس زياد المناصير، رئيس مجلس الإدارة، عام 1999. وبدأت المجموعة كشركة تعمل في مجال توزيع الكيماويات والأسمدة، ثم نمت حتى أصبحت تضم 20 شركة تابعة باستثمارات تبلغ 2 مليار دولار مع أكثر من 10 آلاف موظف. تغطي عدة أنشطة منها: الأغذية، وتوزيع الزيوت، ومواد التشحيم، بالإضافة إلى الصناعات الكيماوية، والأسمدة، والتجارة الدولية، وخدمات المستودعات، وإعادة تدوير الخردة، والإسمنت، والخرسانة الجاهزة ،وحديد التسليح. وتبرعت المجموعة في آذار 2023 بمبلغ 141 ألف دولار لوزارة الصحة لدعم جهود مكافحة الجائحة. ولزيارة موقع الشركة من هنا.

مجموعة منير سخيتان العائلية في الأردن

تأسست مجموعة منير سختيان عام 1933 كصيدلية قبل أن تتوسع مجموعته لاحقًا في أعمال متنوعة، منها الزراعة والكيماويات والأمن والاتصالات والعلوم البيئية والمائية، والخدمات القانونية والطبية والصيدلية، بالإضافة إلى العلاج البيطري ومستحضرات التجميل والعناية بالشعر. ومن الشركات المستقلة التابعة بملكيتها للمجموعة هي شركة بيت جالا لصناعة الأدوية، تأسست في فلسطين عام 1969. ومقرها الرئيسي عمان. ويمكن الدخول إلى الموقع الرسمي للشركة من هنا.

بذلك نكون عرفنا ما هي أكبر الشركات العائلية في الأردن ومدى تأثيرها في الاقتصاد الوطني. وهي حالة ليست مقتصرة على الأردن لوحده، بل في العالم أجمع، فأكبر 250 شركة في العالم هي شركات عائلية، وأكثر من 80 بالمئة من الشركات في العالم بأسره هي شركات لعائلات اقتصادية لها دورها الفعال في الإنتاج المحلي للبلدان.