لقاح كورونا المرتقب، تكاليفه و أرباحه

ظهر مرض كورونا نهاية عام 2019 في مدينة ووهان الصينية و سرعان ما انتشر بشكل جائحة طالت كل العالم، و مع عدم وجود دواء شافي لجأت شركات الأدوية إلى البحث عن لقاح من شأنه الوقاية من هذا الفيروس الممرض، وبما أن المكاسب المتوقعة تقدر بمليارات الدولارات لذلك اندفعت شركات الأدوية و المختبرات العلمية في سباق لتطوير اللقاح.

كانت التحذيرات في بداية انتشار الجائحة تشير إلى أن تطوير لقاح يحتاج إلى سنوات، و لكن فاجئت عدة شركات للأدوية الجميع بإعلانها عن اكتشاف  اللقاح  بعد عشرة أشهر من بداية المرض فقط!

كان التحدي الأكبر الذي يواجه هذه الشركات هو حجم التمويل الضخم و تعدد الشركات المنضمة إلى سباق التصنيع، حيث أن الشركة الأسبق بالتصنيع سيكون لها الحصة الأكبر من الأرباح

تمويل اللقاح :

إن تطور هذه الجائحة و سرعة انتشار ها جعل الحاجة ملحة للقاح المرتقب، لذلك تشاركت الحكومات مع عدة جهات مانحة في البلدان المصنعة في تمويل مشاريع اختبار اللقاح و تطويره و إنتاجه، وانضمت جمعيات خيرية في عمليات التمويل مثال مؤسسة بيل غيتس، كما شاركت جامعات و مراكز أبحاث.

ولوحظ المشاركة القليلة للشركات الكبيرة في تمويل اللقاح وذلك لطول المدة حيث تستغرق عملية الاكتشاف وقتا قد يمتد لسنوات، كما أن الكثير من الدول ذات التعداد السكاني الكبير لا تستطيع تحمل نفقات العلاج الباهظة، و بدراسة و تحليل اقتصادي فإن العقار ذو الجرعة الواحدة اقل ربحا من العقاقير التي تستخدم بجرعات يومية أو شهرية، ناهيك عن الخسائر المحتملة في حال فشل اللقاح.

ما سعر اللقاح المرتقب؟

تخضع الشركات المطورة للقاح لضغط كبير فهي تلقت تمويلا كبيرا ولا تريد أن تظهر عالميا كمستفيدة من الأزمة،

وقد قررت شركتا جونسون اند جونسون و شركة أسترازينيكا البريطانية بيع اللقاح بسعر التكلفة خلال فترة الوباء.

حددت الأسعار التقريبية للقاحات على النحو التالي:

لقاح أسترازينيكا كان الأرخص بسعر 4دولار للقاح الواحد

يليه لقاح سبوتنيك vبسعر10دولار

لقاح جونسون اند جونسون بسعر 10دولار

اللقاح نوفا فاكس بسعر 16 دولار

لقاح فايزربيوتيك بسعر 20دولار

اللقاح سينوفاك بسعر30 دولار

والأغلى لقاح مديرنا بسعر37 دولار للجرعة الواحدة

هذه الأدوية تعتبر مرتفعة الكلفة نسبيا نظرا لتكلفة الإنتاج و  لأن جزءا من السعر سيغطي تكلفة نقله في درجات حرارة منخفضة جدا ولأن المنافسة قليلة حيث إن ظهور المزيد من اللقاحات في العام المقبل ربما يؤدي إلى خفض الأسعار

ما المشاكل التي واجهت الشركات؟

تمر الشركات المصنعة خاصة الصغيرة منها بأزمة كبيرة فهي تحركت بسرعة و بظروف استثنائية صعبة و قامت بمخاطرة كبيرة بتكلفة بحث وتطويرضخمة و هي بحاجة للربح المادي للاستمرار،

وعلى صعيد آخر يرى البعض أن الحجم الهائل للأزمة الإنسانية ووجود تمويل حكومي و مؤسسات يجعل تحقيق الشركات المصنعة المكاسب أمرا مخزيا آخلاقيا،

كانت هناك دعوات تطالب الشركات بتبادل تقنيات إنتاج اللقاح أي أن تلغي الملكية الخاصة لبراءة التصنيع بحيث

تستطيع شركات في دول أخرى تصنيع جرعات لتغطية طلب أسواقها، وقد تمكنت بعض البلدان التي لديها قدرة

تصنيعية من عقد اتفاقيات شراء كميات كبيرة كجزء من صفقات التصنيع مثل البرازيل و المكسيك

ما الأرباح المتوقعة؟

قامت حكومات الدول بشراء مليارات الجرعات وفقا للأسعار المحددة لتلبية احتياجات مواطنيها و تحقيق أمنها الصحي

وحسب موقع Airfinity المعني بالأبحاث العلمية تم بالفعل طلب أعداد من اللقاح حيث طلب 3،29مليار جرعة

من لقاح أكسفورد أسترازينيكا البريطاني و تراوحت قيم الطلبيات بين 1،3مليار للقاح نوفا فاكس و مايقاربها للقاح

جونسون أند جونسون و بإعداد قريبة للقاح سانوفي و لقاح بيونتيك فايزر

من الجدير بالذكر أن ظهور هذا الوباء دفع الحكومات إلى التفكير في الاستثمار في استراتيجيات مواجهة الأوبئة

لمواجهة أي جائحة قائمة، كما أنه سلط الضوء على التقنيات الجديدة كتقنية الحمض النووي الريب زي و التي هي

تكنولوجيا حديثة يتوقع ان تعطي نتائج  في لقاحات ضد أنواع عديدة من السرطان.