قد يتساءل البعض ما هو الكساد الاقتصادي الفرق بين الكساد والركود والانكماش؟ وكيف تم التعرف عليهم؟ لذلك نقدم لكم اليوم في مقالنا أهم المصطلحات الاقتصادية الشائعة، والتي أحدثت تغييرات ضخمة حتى يومنا هذا، وأدت إلى اكتشاف طرق عديدة لإنقاذ الاقتصادات من حالات العجز الاقتصادي. ومن حيث أنه من الضروري الإلمام بمعرفة ما هي أسباب تلك المشاكل؟ والتي بعضها يعد كارثة بكل معنى الكلمة. سنتكلم فيما يلي عبر منصة تجارتنا عن تعريف الكساد الاقتصادي، والحالات المختلفة له. وما هو الركود والانكماش ومدى تأثيرهما على المجتمع والمواطن، ولكن هل تتوقع أن يكون لتلك المشاكل بعض الإيجابيات!؟ تابع معنا لمعرفة المزيد.

ما هو الكساد الاقتصادي

هو حالة من حالات النشاطات الاقتصادية الطويلة الأمد، ويصنف ضمن الحالات الاقتصادية الكارثية، والأكثر قساوة من الركود والانكماش إذ يمتلك صفات عديدة تعبّر عن مدى خطورة الكساد، وأهمها:

  • طول مدته.
  • والارتفاع الغير طبيعي في نسب البطالة التي نتنج عنه.
  • انخفاض الموجودات المصرفية.
  • انخفاض نسبة الإنتاج بسبب ضعف القدرة الشرائية.
  • حدوث حالات إفلاس، وتخلف عن سداد الديون السيادية.
  • هبوط في التجارة، بالإضافة إلى تقلب قيمة العملة نسبيًا بسبب انخفاض قيمة العملات.

حدد المكتب القومي للأبحاث الاقتصادية في الولايات المتحدة، التقلص والتوسع في دورة الأعمال. لكنه لم يحدد الكساد بشكل عام، حيث تُعرف فترات الكساد بنقص كبير ومتواصل في القدرة على شراء السلع، بالمقارنة مع الكميات التي يمكن إنتاجها في ظل وجود الموارد، والطرق، والتكنولوجيا الحديثة. ويمكن الاستناد إلى ثلاث قواعد أساسية في هذا التعريف، وهم:

  • انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بما يتجاوز نسبة 10%.
  • ركود طويل لمدة سنتين أو أكثر.
  • انخفاض مستوى الدولة الاقتصادي والتسويقي.

حالات العجز الاقتصادي

سيفيدك أيضًا قراءة: خصائص علم الاقتصاد.

حالات الكساد الاقتصادي

هناك أنواع من الكساد الاقتصادي التي حدثت في سنوات سابقة، وأصبحت في يومنا هذا معروفة كما أنه من الممكن تلافيها والخروج منها بفضل التجارب الماضية. ويمكن التنبؤ بكل ما ينتج عنه، وتصنف بحسب صفاتها ومدى تأثيرها على الدولة بشكل عام، إليكم حالات العجز الاقتصادي، وهي:

  • الكساد العظيم.
  • الكساد الطويل.
  • الذعر المالي.
  • الكساد العظيم في أوروبا.
  • الكَساد العالمي.

الكساد الاقتصادي العظيم

إنها من أشهر الحالات وأخطرها، والتي تُعرف بالكساد الكبير أو العظيم، والذي امتد تأثيره على عدة اقتصادات وطنية في جميع أنحاء العالم منذ عام 1930. وبدأ مع انهيار بورصة وول ستريت سنة 1930 وسرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم بين جميع اقتصادات العالم، وتسببت بهبوط مقاييس الدخل القومي في الولايات المتحدة بنسبة 33%، وارتفاع معدل البطالة بنسبة 25% في قطاعات مختلفة مثل الزراعة، والتجارة، والصناعة بنسب كبيرة وهدّامة للاقتصاد القومي على كافة المستويات.
لقد كان تأثيره أشبه بالسفينة في وسط العاصفة، وهي تتحطم على الأمواج العاتية. ولكن وعلى الرغم من هذه الكارثة فقد لجأ الاقتصاد العالمي إلى استيعاب الزيادة في الذهب العالمي، بالتزامن مع استيعاب الزيادة في سكان العالم، والتجارة المتزايدة دون الحاجة لإعادة تقييم العملات المتعلقة بالذهب دوريًا.

الكساد الاقتصادي الطويل

كان الكساد الطويل يعرف بالكساد العظيم، قبيل اكتشاف كارثة الكساد العظيم الحقيقية في بريطانيا والولايات المتحدة. وهو أطول من الكساد الاقتصادي العظيم، ولكن تأثيره كان أقل بكثير. فقد بدأت الدول الاقتصادية الكبرى في اعتماد نظام الغطاء الذهبي، وهو نظام مالي يستعمل فيه الذهب كقاعدة لتحديد قيمة العملة الورقية، وعلى أساس هذا المعدن تُقاس قيمة عملة بلد ما. وتتم بحيث يعمل النظام الحكومي على تحويل أي نوع من العملة لديه، إلى ذهب بعد ما تتم الموافقة على اعتماد أسعار ثابتة لبيع وشراء الذهب.

الذعر المالي الاقتصادي

هي عبارة عن أزمة مالية أمريكية حدثت بسبب مضاربات ورهانات في سوق العقارات، مما أدى إلى انفجار تلك الحالة من الذعر المالي. الذي تسبب هو أيضًا بتوقف كل البنوك، والمؤسسات المالية عن الدفع بالمعادن النفيسة كالذهب والفضة. ومن المخيف في حالات الذعر المالي أن سيتبعها حتمًا حالة من الكساد الطويل، التي قد تمتد لخمس سنوات، مع حدوث حالات فشل مصرفي، وارتفاع في نسبة البطالة بطريقة جنونية.

الكساد الاقتصادي العظيم في أوروبا

في حالة من حالات الكساد العظيم في أوروبا والذي سجل كارثة غرق اليونان في حالة من الركود في عام 2009، وهي الأزمة المالية المعروفة والتي تسببت بحالة من انخفاض الناتج المحلي بنسبة 20%. مع ارتفاع كبير في معدل البطالة وصلت إلى 25%، مما زاد من المشكلة، ورفع مقدار الأزمة في ظل الضعف الاقتصادي. الذي بدأ في تطبيق إجراءات التقشف الصارمة، مما أدى إلى موت الحركة الاقتصادية والانتعاش في مناطق اليورو بأكملها. مما أدى إلى تزايد الاضطرابات الاقتصادية في اليونان وعلى مستوى منطقة اليورو، فقد كانت اليونان على وشك إعلان انسحابها من منطقة اليورو.

الكساد الاقتصادي العالمي

تم في عام 1973 حظر تصدير النفط من قبل أعضاء الأقطار العربية المصدّرة للبترول. بهدف دفع الدول الغربية لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة منذ 1967. ورافق الحظر حالات من ارتفاع تكاليف الحفاظ على رفاهية الدولة في معظم البلدان. وبالتالي حدوث حالة كساد أدت إلى هبوط حاد في الاقتصاد، وارتفاع في أسعار النفط عام 1990، وحدوث أزمة الطاقة بسبب الارتفاع المستمر لأسعار البترول، والتدهور التدريجي في الاقتصاد العالمي. وقد تسببت في فشل الكثير من المؤسسات المالية البارزة، وفقدان ملايين فرص العمل التي تسببت في حالات الإنقاذ التي قامت بها العديد من الحكومات، لإنقاذ تلك المصارف من العجز الوطني والحد من تزايد نسبة ذلك العجز.

اقرأ أيضًا: تعريف علم الاقتصاد وفروعه الرئيسية والثانوية.

الفرق بين الكساد والركود والانكماش

إن المصطلحات الاقتصادية كثيرة، ومن الكلمات الشائع استخدامها لوصف الحالة الاقتصادية الحالية. ولكن هناك الكثير من الناس لا تمتلك الخبرة للتفريق بين تلك المصطلحات، كالفرق بين الكساد والركود والانكماش، ولتتمكن من فهم الفرق بين تلك المصطلحات، يجب أن تدرك ما هو معنى تلك المصطلحات.
بعد أن تحدثنا عن الكساد وحالاته، سيأتي دور الحديث عن الركود والانكماش وهما كما يلي:

الركود الاقتصادي recession

هو حالة من الانحدار والتدهور السلبي في النشاطات الاقتصادية لمنطقة معينة، ويحدث بسبب انحدار وهبوط في النمو الاقتصادي. نتيجة أن نسبة الإنتاج تفوق بكثير نسبة الاستهلاك، وهو الأمر الذي يؤدي إلى كساد الإنتاج، وانخفاض الأسعار. وبالتالي سيصعب على الدولة المنتجة بيع ذلك المخزون، ولذلك سينخفض معدل الإنتاج، وتنقص اليد العاملة والذي بدوره سيرفع من معدلات البطالة.
تتمثل خطور الركود في أنه عدوى تصيب باقي القطاعات، في حال أصاب أحد القطاعات. مما يُسهم في إدخال الدولة في حالة من الركود الاقتصادي المستمر. وعلى الرغم من أنها تُعتبر حالة اقتصادية طبيعية تحدث بسبب عدم دراسة التوازن والملاءمة بين الإنتاج والاستهلاك. ولكن في بعض الدول الاشتراكية لا يوجد ركود اقتصادي، بسبب عدم وجود اقتصاد مفتوح، وبسبب أن جميع العمليات الإنتاجية مراقبة ومدروسة من قبل الحكومة. إلا أنها بالتأكيد ستقع في مشكلة نقص المواد الضرورية للاستهلاك. لأن الناتج من المستحيل أن يتلاءم بشكل كامل مع الاستهلاك.
أما في حال زادت حالات العجز الاقتصادي بالركود وطالت مدته، فإن ذلك سيؤدي إلى ركود اقتصادي عظيم.

ما هو الكساد الاقتصادي

الانكماش الاقتصادي deflation

هو باختصار انخفاض في الأسعار وزيادة في القوة الشرائية، ولكن هذا ليس كما تخيلت! بأنه أمر جيد، إنه ليس بالأمر الجيد إطلاقًا. وذلك لأن حالة الانكماش هي مؤشر واضح على أن الاقتصاد المحلي مصاب بحالة ركود وتراجع في النشاط الاقتصادي.

يمكن شرح الحالة وتمثيلها على بعض المستهلكين الذين يتوقعون أن الأسعار سوف تنخفض، مما يؤدي إلى تأجيل أو إلغاء أعمالهم المالية، من شراء وبيع بشكل مؤقت على أمل استقطاب سعر أعلى من السعر الحالي عندما ترتفع الأسعار. وهذا ما يؤدي إلى انخفاض كبير في معدلات الطلب على المواد والقطع، وبالتالي إلحاق الضرر بالمنتجين، وتراجع كبير في الإنتاج. ويحدث ذلك بسبب زيادة العرض للمواد بالأسعار المتوقعة بالارتفاع، مما يسهم في تراجع المستهلك عن الشراء بتلك الأسعار، على أمل انخفضاها أيضًا. مما يخلق نوعًا من الحرب الباردة بين التاجر والمستهلك. الأمر الذي يؤدي بعد فترة من الزمن إلى خفض الطلب، وتواجد حالات العجز الاقتصادي، نتيجة السياسات النقدية الخاطئة، وفقدان ثقة الناس بالوضع الاقتصادي. وهذا ما يودي بالدولة إلى حالة تسمى، الشلل في النشاط الاقتصادي في السوق.

حالات العجز الاقتصادي

تأثير الكساد والركود والانكماش على المجتمع

إن حالات العجز الاقتصادي تجعل المواطن هو المتضرر الأكبر في تلك الكوارث، وذلك لعدة أسباب نذكر لكم منها:

  • يعمل التجار على تقليل المصروفات والنفقات إلى أبعد الحدود. وبالتالي تقلص الحركة، مما يدفع بهم إلى رفع أسعار البيع للمواطنين لتعديل بعضًا من خسائرهم.
  • ستعمل المصانع على تقليص أعداد اليد العاملة لتوفير نفقاتهم، مما يؤدي إلى زيادة في معدلات البطالة.
  • انخفاض نسبة منح الدولة للقروض المالية، وتوقف دراسات خفض الأسعار لتحسين مستوى المعيشة. ويصبح الهم الأكبر هو إخراج البلاد من الكارثة الاقتصادية التي تمر بها.

ومن حيث أن مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ، وعلى الرغم من أن تلك الحالات الاقتصادية هي حالات سلبية بكافة المقاييس. إلا أنها تحتوي على بعض الإيجابيات التي تعود على بعض الطبقات المجتمعية بالفائدة، ومن تلك الفوائد هي:

  • خفض الأسعار.
  • العمل على إحداث توازن اقتصادي بين طبقات المجتمع، ليتم توظيف العاطلين عن العمل على حساب رؤوس الأموال بهدف خفض معدل البطالة.
  • تنشيط الحركة السوقية نتيجة خفض الأسعار، والتشجيع على الشراء بطرق مختلفة تناسب المواطنين.
  • تغيير بعض العادات السيئة للمواطنين الذين اعتادوا الرفاهية، ورفع مستوى الناس الذي اعتادوا التقشف والحياة البسيطة إلى حياة أفضل.

تابع موقع انطلق مع غوغل للتعرف على أهم الأدوات الرقمية لدعم المهارات. وتنمية للنشاطات التجارية.

لم نكن لنختتم مقالنا الذي شرحنا لكم فيه ما هو الكساد الاقتصادي الفرق بين الكساد والركود والانكماش لولا أننا قد استوفينا كل ما تحتاج لمعرفته حول تلك الحالات الاقتصادية بشكل سلس. ونتمنى أن يكون مقالنا وافيًا ومفيدًا. ونحن بدورنا نشجع على وضع خطط مالية تساعدك على الإنفاق المنتظم، وتوفير المال والوقت. فهما أكثر ما قد يسعى إليه الإنسان لتحقيق أهدافه في الحياة، والحفاظ عليهما بداية طريق النجاح، وخلق القدرة على عدم التأثر الفردي بالحالات الاقتصادية المختلفة، فالحلول دائمًا متواجدة، عندما يتواجد الوقت والمال.