يُعتبر التسويق بمختلف أنواعه من أهم الأمور التي تشغل بال الصُنّاع ورجال الأعمال. ومع الابتكار والإنتاج الهائل المترافق مع التطور التكنولوجي الذي يشهده عصرنا باتت الحاجة ملحة لظهور أنواع جديدة من التسويق. مثل التسويق الفيروسي، فمهما كانت الفكرة أو المنتج قوي، لا تؤثر هذه القوة على السوق أو حتى على المستهلك إن لم يكن التسويق لها ناجح. فالغرض والهدف الأساسي لأي مؤسسة أو أي شركة هو صناعة عميل دائم لها ونشر منتجاتها. والوسيلة الأهم والأكثر تأثيرًا بعد جودة المنتج هي عملية التسويق الناجح لهذا المنتج.

كما أن عالمنا بات غارقًا بإبداعاتٍ ومنتجاتٍ جديدةٍ، ومن الواجب طرحها في الأسواق والتسويق لها لتصل إلى المستهلكين. ومن الضروري ذكر سيطرة أنواع للتسويق الإلكتروني والتقليدي متماشية مع التطور الهائل الذي نشهده في أيامنا الحالية. ومن أهم أنواع التسويق الحديثة هو التسويق الفيروسي. فإن كان يشغل بالك ما هو التسويق الفيروسي تابع معنا المقال التالي الذي سنقدم لك فيه كل ما تود معرفته عن هذا النوع من التسويق.

ما هو التسويق الفيروسي Viral Marketing

“إنّ الأفكار تنتشر مثل الفيروس” هذه هي المقولة التي كانت سببًا بظهور أحد أهم أساليب التسويق الحديثة أو التسويق الإلكتروني. فيُعتبر التسويق الفيروسي تقنية أو أسلوب تسويقي حديث، والهدف الأساسي منه نشر معلومات مهمة وتسويق عن منتج. والأداة الأساسية لهذا النوع من التسويق هو التواصل الشفهي والاعتماد الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي. فيتم الإعلان عن منتجٍ ما عن طريق إحدى منصات التواصل الاجتماعي “السوشيال ميديا”. كما يتم إلهام المستخدمين وتحفيزهم لمشاركة إعلان ذلك المنتج “الرسالة التسويقية” مع الأصدقاء والأقارب. وهذا الأمر بدوره يؤدي إلى رفع مستوى المشاركين والمستهلكين لهذا المنتج.

ولابد أنك تتساءل عن علاقة الفيروس بهذا النوع من التسويق ولمَ أطلق عليه المبتكرون هذا الاسم. والإجابة هي أن مفهوم “الفيروس” يشير إلى الانتشار السريع للشيء وضمن نطاقٍ واسع. وعلى الرغم من اعتماده الكبير على منصات التواصل الاجتماعي إلا أنه ظهر قبلها بكثير، ولكن ساهم التطور التقني في الفترة الأخيرة إلى اعتماد وسائل التواصل بشكلٍ كبير. ولذلك فقد خصصت أشهر المنصات مثل الإعلان عبر فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام، ويوتيوب أنظمة مثالية خاصة لهذا الأمر.

المحتوى الفيروسي وكيفية صناعته Viral Content

عند تصفحك لأحد صفحات المواقع الاجتماعية مثل فيسبوك أو تويتر قد ترى منشورًا، هذا المنشور هو المحتوى الفيروسي. فهو أي محتوى عن طريق الإنترنت يكسب مستوى عالي من المشاركة عبر مواقع السوشيال ميديا وجميع محركات البحث وبسرعة كبيرة. كما أنّه على هذا المحتوى أن يحتوي مستوى عالي من المصداقية. ولهذا المحتوى أشكالًا عدة فقد يكون على هيئة صورة، أو مقطع فيديو، أو تغريدة، أو مقال، أو مقطع صوتي. وقد يكون قصة Story وهي الميزة الجديدة التي تمت إضافتها إلى أغلب مواقع التواصل الاجتماعي.

وإن كنت ترغب بصناعة محتوى فيروسي تسويقي، فهناك بضعة نقاطٍ أساسية من الضروري أن تبدي اهتمامًا لها وهي كالتالي:

  1. عليك دراسة المعدلات الطبيعية لانتشار المحتوى ضمن الجمهور الذي تستهدفه برسالتك التسويقية. وعليك القيام بذلك بغض النظر عن الموقع الذي سوف تنتشر به رسالتك سواء كان فيسبوك، أو تويتر، أو حتى البريد الإلكتروني.
  2. قم بوضع أهدافك ولكن بشكلٍ تدريجي. فبالتأكيد تريد أن يكون محتواك هو الأكبر والأشهر، ولكن عليك البدء من الحد الأدنى. وبعد تحقيقك للحد الأدنى ارسم مدىً أكبر لهدفك، وبهذا الشكل سوف تكون على المسار السليم والصحيح.
  3. التركيز على لفت الانتباه خلال تقديمك لمحتواك. فالكثير منا قد يشارك محتوىً ما دون قراءته. ولتفادي هذا الأمر في محتواك ركّز على شيء يفت انتباه المستخدم. مثل صورة فريدة أو عنوان ملفت للانتباه.
  4. يستمد التسويق الفيروسي قوته من محتواه، ولكي يكون هذا المحتوى قويًا عليه أن يكون متنوعًا. لأن المستخدم يبحث دائمًا عن محتوى جديد ومختلف عن سابقه.
  5. وأهم النقاط التي عليك التركيز عليها هي دراسة الجمهور الذي سوف توجه له محتواك التسويقي. كما أنّ معرفة الجمهور المقصود ستسهل عليك طبيعة المحتوى الذي ستقدمه. بالإضافة إلى أن هذه النقطة ستسهل عليك المحتوى المناسب لرأي وذوق الجمهور.

الفرق بين التسويق الفيروسي والتسويق الإلكتروني

قد يخلط الكثير بين التسويق الرقمي أو التسويق الإلكتروني والتسويق الفيروسي، إلا أنه الفرق بينهما واضح. فالأخير هو نوع من أنواع التسويق عبر وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي والهدف منه هو جذب أكبر قاعدة ممكنة من العملاء. وهذا الأمر من خلال محتويات قابلة للمشاركة. بينما التسويق الإلكتروني هو التسويق الذي يركز على بيع منتجات وبضائع عبر قنواتٍ خاصة ضمن مواقع التواصل الاجتماعي.

أي يمكننا القول إن التسويق الفيروسي هو أحد أنواع أو شكل من أشكال التسويق التي يتبعها المسوق الإلكتروني الناجح. ويندرج ضمنه كفرع من فروعه الأساسية.

عيوب التسويق الفيروسي ومميزاته

وعلى الرغم من انتشاره الواسع والاعتماد الكبير عليه إلا أنه لا يخلو من بعض العيوب التي من الجدير ذكرها. ولعلّ أكثر الأمور السيئة بالتسويق الفيروسي هي العشوائية في الاستخدام من قبل المسوقين. فقد يفهم العملاء الرسالة التسويقية على نحوٍ خاطئ، الأمر الذي يؤدي إلى اعتبار تلك الرسالة خاطئة أو حتى مسيئة. مما يؤدي إلى هدم جميع المجهود التسويقي ووصول انطباع خاطئ عن المنتج للعملاء. أما مميزات التسويق الفيروسي فنستطيع ذكرها على النحو التالي:

  • أقل تكلفة من التسويق التقليدي فيما يخص الأدوات.
  • ينمو وينتشر بشكلٍ أسرع بسبب اعتماده على منصات التواصل الاجتماعي.
  • لا تحتاج إلى مسوقين مُدربين أو محترفين.
  • لن تحتاج إلى خطة تسويقية أو استراتيجية مُحكمة كما هو الحال في التسويق التقليدي.
  • عدم حاجتك إلى مكتب أو مقر معين أو حتى حملات إعلانية لكي تروج عن منتجك.

وهذه المميزات هي التي تجعل التسويق الفيروسي من الأنواع الكثيرة التي يفضلها كل من المسوقين والعملاء. كما أنّ هذا يعود للانتشار الرهيب لاستخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والاعتماد عليهما في شتى مجالات الحياة. ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الترويج يحتاج إلى الكثير من الجهد لكي يصبح معروفًا. كما أنه يحتاج مجهودًا لإقناع المستخدم بقبول الرسالة التسويقية التي يحملها المسوق.