فوائد السندات على مصدر السند والمستثمر؛ كثيرًا ما تحتاج الشركات إلى تمويل أنشطتهم، و التمويل قد يكون ذاتيا أو خارجيا، و السندات هي أحد أنواع التمويل الخارجي كما أنها أحد أشكال الأوراق المالية، و يلعب سوق السندات دورا جوهريا في النشاط الاقتصادي، في السندات تتيح للجهات المختلفة التمويل المناسب، فهي تمد الشركات  و الحكومة القرض الذي قد يحتاجونه من أجل تمويل أنشطتهم، و يُعد التعامل بالسندات أمر من الأمور المعاصرة و التي انتشر استخدامها بواسطة المؤسسات المالية و عدد من الشركات. و في هذه المقالة سوف نتناول تعريف الأسواق المالية و الذي من خلاله سنتعرف عن أنواع التمويل الممكنة، تاريخ السندات، ماهية السندات و تعريفها، و أنواع السندات.

فوائد السندات على مصدر السند والمستثمر

فوائد السندات على مصدر السند والمستثمر؛ إن السندات بمثابة تمويل لصاحبها، فهناك العديد من الشركات قد تحتاج إلى تمويل و يعجز رأس مالها الحالي عن توفيره، فتلجأ تلك الشركات إلى الاقتراض بالطرق المشروعة، و السندات تستطيع أن تمد المستثمر بالتمويل الذي يحتاجه، و يستفيد المستثمر أيضا في حصوله القيمة الاسمية للسند (و التي تعني قيمة السند نفسه عند شرائه) مضافا إليه فائدة ما (و التي تمثل العائد الذي يحصل عليه المستثمر السند نتيجة قيامه بتمويل طرف آخر، كما أنها بمثابة تكلفة الاقتراض).

ما أنواع التمويل

تلجأ الشركات للتمويل من أجل تحفيز أنشطتهم، و هناك مصدران للتمويل:

  • تمويل ذاتي: وهو التمويل الذي يعتمد على إمكانيات الفرد أو صاحب المشروع أو الحكومة نفسها من خلال مواردها الذاتية ( أي وجود رأس مال كافي).
  • تمويل خارجي: و هو التمويل الذي يعتمد على جهات أخرى لعدم توافر الموارد الذاتية التي تسمح لها بتمويل مشروعه (أي عدم وجود رأس مال كافي)، و السندات نوع من التمويل الخارجي.

الخلفية التاريخية للسندات

أصبح للسندات مكانة ومركزا رئيسيا في الأسواق المالية، خاصة تلك الدول صاحبة الاقتصاديات المتقدمة منذ عام 1973، و تطورت آليات السندات منذ الثمانينيات من القرن السابق.

ما هي السندات

كما ذكرنا سلفا أن السندات إحدى أنواع الأوراق المالية، و يمكن تعريف السندات على أنها أوراق دين تُصدر من جهة معينة و توجه للمستثمرين، وذلك بغرض تمويل أنشطتهم و إمدادهم برأس المال الذي يحتاجونه، وفي المقابل يلتزم المستثمر الذي حصل على السند بدفع فائدة دورية في تاريخ محدد لمصدِر ذلك السند، فهي بمثابة دين في ذمة صاحبها، أي أن مُتلقي السند مدين لمصدِر السند.

اعتبارات قبل شراء السندات

هناك عدد من الأمور التي يجب أن يحرص المستثمرين على أخذها في اعتبارهم، تتمثل في:

جهة الإصدار

 و التي تُعد عاملا مهما بالنسبة لقيمة السند، جهة الاصدار هي المؤثرة على قيمة السند، فهناك عدد من السندات عالية الجودة و قليلة المخاطر و تلك التي تقوم الحكومة بإصدارها، و ذلك لأنه لا يمكن للحكومة أن تعجز عن سداد قيمة تلك السندات، وسندات أخرى ذات مخاطر إئتمانية عالية، و أيضا جودة عالية، و تلك التي تصدرها الشركات، في الشركات تُعد ضعيفة الائتمان مقارنة بالحكومة، فهي أكثر جهات الإصدار عرضة لعدم القدرة على سداد قيم السندات، لذا فيجب أن يقوم المستثمر بمراعاة مدى توافر الضمانات و التصنيف الائتماني للجهة الإصدار.

سعر الفائدة

وهي معدل الربح على السندات بالنسبة للمُقرض، أو تكلفة السندات بالنسبة للمقترض، و الفائدة هنا تعني دفعات الأرباح التي سيقوم المقترض بدفعها للمستثمر مقابل تمويل نشاطه، وهناك علاقة طردية بين سعر الفائدة و ربح المستثمر، فكلما إرتفع سعر الفائدة ارتفع معه ربح أ, عائد المستثمر.

تاريخ الاستحقاق

و الذي يعني الموعد الذي سيتم فيه سداد قيمة السند الاسمية (أي ثمنه الأصلي)، و هي من العوامل الهامة التي يجعلها المستثمر نصب عينيه قبل بدء الاستثمار في السندات، و يمكن تقسيم السندات من حيث تاريخ الاستحقاق إلى:

  • سندات قصيرة الأجل: و هي التي يتم استحقاقها خلال سنة واحدة
  • سندات متوسطة الأجل: و هي التي يتم استحقاقها خلال فتر تتراوح بين سنة وخمس سنوات.
  • سندات طويلة الأجل: و هي التي يتم استحقاقها خلال فترة تتجاوز الخمس سنوات.

و عادة تكون السندات طويلة الأجل ذات سعر فائدة أكبر من السندات الأخرى متوسطة و قصيرة الأجل، و لكنها في نفس الوقت تكون أكثر حساسية لظروف السوق. وذلك نظرا لأن التغير في معدلات الفائدة بالنسبة للسندات طويلة الأجل أكبر من التغير في معدلات الفائدة بالنسبة للسندات قصيرة و متوسطة الأجل.

ما هي أنواع السندات

تتعدد أنواع السندات، ويمكن تصنيفها إلى:

السندات من حيث فترة الاستحقاق

و تنقسم إلى 3 أنواع:

  • سندات قصيرة الأجل(مدة استحقاقها سنة)
  • سندات متوسطة الأجل(مدة استحقاقها تتراوح بين سنة وخمس سنوات)
  • سندات طويلة الأجل (مدوة استحقاقها تتجاوز الخمسة أعوام).

السندات من حيث قابليتها للاسترداد قبل ميعاد الاستحقاق

و تنقسم إلى نوعين:

  • سندات قابلة للاسترداد قبل موعد الاستحقاق. وتلك التي ينص عقدها على حق الشركة المصدرة في دفع قيمة السند الاسمية قبل موعد استحقاقه.
  • سندات غير قابلة للاسترداد قبل موعد الاستحقاق. وتلك التي لا ينص عقدها على حق الشركة المصدرة في دفع قيمة السند الاسمية قبل موعد استحقاقه.

السندات من حيث قابليتها للتحول إلى أسهم

و يمكن تقسيمها إلى:

  • سند قابل للتحول إلى أسهم، وذلك يكون ذو عائد منخفض نظرا لإمكانية تحويل لسهم. والحصول على أرباح مستمرة قابلة للزيادة وليست مجرد فائدة ثابتة لمدة محددة
  • سند غير قابل للتحول إلى سهم، وذلك يكون ذا عائد مرتفع عن عائد السند القابل للتحول لأسهم. و يرجع السبب في ذلك هي عدم امكانيته للتحول. وبالتالي الحرمان من حق امتلاك نصيب في الشركة والتحول من دائن إلى مالك.

السندات من حيث العائد

تتعدد السندات من حيث العائد، و يمكن تقسيمها إلى:

  • سندات ثابتة العائد، و التي يتم من خلاله حساب الكوبون و يكون غير قابل للتغيير.
  • سندات متغيرة العائد، و التي يتغير فيها العائد كل فترة ما.
  • سندات صفرية الكوبون، و تلك التي لا تُدر دخلا حيث يتم طرحها بسعر منخفض عن قيمتها الاسمية و عند تاريخ استحقاقها يتم دفع قيمة السند الاسمية.

السندات من حيث الضمان

 و تنقسم إلى نوعين:

  • سندات يضمان عيني، وهذا النوع تكون فيه السندات مرهونة بأصول عينية، ويكون لحاملها الحق والأولوية في استرداد قيمة السند عند بيع تلك الأصول في حالة تصفية الشركة قبل الدائنين الآخرين.
  • سندات غير محددة الضمان، و هي التي تكون فيها أصول الشركة ضامنة لسدادها دون وجود رهانات كضمان للسندات.

و بالتالي فإن السندات ذات أهمية كبيرة في عالم الاستثمار و التمويل. وبالتالي أهمية كبرى في الاقتصاد بشكل عام، فهي أحد الأنواع الأكثر ملائمة للحكومة و الشركات، كما أنها ذات تكلفة منخفضة بالنسبة للشركات.