نطلق مصطلح ” الأبقار الجافة” على الأبقار الحوامل في الثّلث الأخير من الحمل. حيث نوقف عمليّة حلب الأبقار خلال هذه المرحلة. وتُولّى الأبقار في هذه الفترة اهتمامًا أكبر في غذائها وصحّتها، مما ينعكس على صحّة الجنين أيضًا. لذلك كيف نجفّف الأبقار؟ وما هو نظامها الغذائي الصّحيح عند تجفيفها؟

مراحل تجفيف الأبقار

تبلغ مدّة الحمل عند الأبقار 9 أشهر، ينمو فيها الجنين ببطء في الأشهر الأولى ثمّ يتسارع نموّه في أشهر الحمل الأخيرة، وكما ذكرنا آنفًا يكون تجفيف الأبقار في الثّلث الأخير من الحمل، وتتراوح تلك المدّة بين (45-65) يومًا قبل الولادة. ونقسّم مرحلة تجفيف الأبقار إلى فترتين:

  • المرحلة الأولى: تمتد من شهرين وحتّى ثلاث أسابيع قبل الولادة. حيث يتسارع نمو الجنين في هذه المدّة وتزداد احتياجاته من الغذاء والطّاقة، ويعد تجفيف البقرة الحامل في هذه المدة مهمًا لصحّة البقرة الأم أيضًا، مما يعطيها الفرصة لتحافظ على حيويّتها وتجديد أنسجة الضرع تمهيدًا لموسم الحليب المقبل.
  • المرحلة لثانية: قبل الولادة بثلاث أسابيع وحتى تمام الولادة. تعتمد كميّة الحليب في موسم الحلب على الاهتمام والرّعاية الغذائيّة الّتي نقدّمها للبقرة في هذه الفترة. لذا من الضروري تقديم ما أمكن من الرّعاية، ونهدف من الرّعاية الغذائيّة إلى ما يلي:
    • تنشيط الجهاز المناعيّ وزيادة القدرة على مقاومة الأخماج والأمراض.
    • الحفاظ على ميزان الطاقة موجبًا، وعلى نسبة الكالسيوم في الدّم.
    • وأيضًا تهيئة جهاز الهضم للتأقلم مع العلائق عالية الطّاقة، التي ستعتمد عليها في غذائها في مرحلة ما بعد الولادة.

ماذا نُطعم الأبقار الجافة؟

  • خلال الفترة الأولى: يجب إيقاف الحلب نهائيًا، ثم البدء بإعطاء اللّبن بشكل غير كامل، والتوقف عن تدليك الضرع. كما يجب تقليل كمية السّيلاج بنسبة 20%، وإزالة الأعلاف النضرة تدريجيًا (العشب، والمحاصيل الجذرية، والقمم). مع العلم يهدف النّظام لغذائي في هذه الفترة إلى إيقاف إنتاج الحليب، وتزويد جسم البقرة بكمية كافية من الفيتامينات والشّوارد (المعادن)، مع الانتباه إلى الوارد من السّعرات، تجنّبًا لحدوث السّمنة. ويكون معدّل الاستهلاك اليوميّ للعليقة الأساس/ 100 كغ وزن حي كالتاّلي:
    • حوالي 1.5 كغ من المادة الجافة، لكل 1 كغ / 0.4كغ من الألياف ألياف خام.
    • العلف المركّز، والمؤلف من: 1 / 3 شعير مجروش+ 1 / 3 نخالة قمح+ 1 / 3 الشوفان، بمتوسط  300 – 400 غ / 100 كغ وزن حي.
  • خلال الفترة لثانية: في هذه المرحلة يُستبدل جزء من القشّ بالعلف ومخاليط الحبوب، على سبيل المثال، إن الحاجة اليوميّة لبقرة تزن 550 كغ كالتالي: (12كغ من القش، و11كغ من السيلاج،4وكغ من خليط البقوليات) مع مراعاة الأمور التالية:
    • يجب أن نعطي العليقة للأبقار الحوامل 2-3 مرات في اليوم.
    • خلال فصلي الرّبيع والصّيف تستطيع الأبقار الاعتماد على العلف الأخضر، حيث يوفّر أغلب احتياجاتها بالإضافة إلى لقليل من العلف المركز.
    •  خلال الشتاء فنعطيها الأعلاف المالئة من الدريس الجيد والجذور.

ما هي الأغذية المحظورة عن الأبقار الجافة؟

يوجد العديد من الأغذية التي يجب الامتناع عن إعطائها للأبقار في فترة التجفيف، والتي نذكر منها ما يلي:

  • الوجبات المكوّنة من القطن.
  • الأغذية المتعفّنة أو المتحلّلة.
  • الأغذية الحاوية على الكثير من الملح.
  • السيلاج السيء وبشكل خاص المكوّن من درنات الشّوندر ومخلّفاته.
  • الأغذية الغنيّة بكمّيات كبيرة من الكالسيوم والفوسفور (الفصّة والبرسيم).

نصائح عامّة تتعلّق بالأبقار في مرحلتي الحمل والتّجفيف

بالإضافة إلى أهميّة المعادن والسّعرات في تغذية البقرة الجافة، يجب الانتباه إلى الوارد من البروتين أيضًا، حيث يؤدي النّقص في كمية البروتين الوارد إلى نقص الوزن، والزّيادة تؤثر سلبًا على الوظيفة التّناسليّة والحالة الفيزيولوجيّة للبقرة.

أيضًا يجب الانتباه إلى أهميّة الفيتامينات والكاروتين في النّظام الغذائيّ المتّبع، حيث يؤدي نقص الكاروتين إلى ولادة عجول ضعيفة، ونقص الفيتامين D يؤدّي إلى اضطرابات في استقلاب الكالسيوم والفوسفور عند الأبقار والأجنّة. لذلك يجب حقن الأبقار الجافة بالفيتامينات (A ،E ،D) لتجنّب ولادة عجول عمياء. والأهم من ذلك من الضروري وضع المشارب بكمّيات وفيرة من الماء، بدرجة حرارة تتراوح بين (8-10 درجة مئوية)، والحفاظ على حركة الأبقار يوميّا دون إجهاد.

في الختام، نستنتج مما سبق أهمية الاعتناء بالنّظام الغذائيّ للأبقار، في مرحلة التجفيف خصوصًا والحمل عمومًا، وانعكاس النّظام الغذائي الصحيح على سلامة البقرة الأم وجنينها، وعلى الإدرار في دورة الحليب التّالي.