كيف تصبح كاتب محتوى محترف ومميز ؟ سؤالٌ يشغل اليوم شريحةً واسعة من الشباب، بهدف اكتساب مهارات تؤهلهم دخول معترك الكتابة الإلكترونية باعتبارها فرصة عمل رائجة. وذلك بعد أن غدا العالم الإلكتروني بوابة الدخول الأولى إلى مختلف العوالم في أبعد نقطة من الأرض .
وبالتالي أصبحت الشركات التي تقدم خدمات البحث على الإنترنت وفي مقدمتها Google و Bing و Yahoo وغيرها من محركات البحث الملاذ والمرجع الأسرع، ثم الأوحد بلا منازع في تقديم المحتوى المعلوماتي، أيًا كان نوعه على الشبكة العنكبوتية العالمية  .
ونتج عن ذلك الطلب النَّهِم للمعلومة، التي تُغذّي خدمات البحث المُستَثمَرة، لتغطي مختلف المجالات العامة والتخصصية، وذلك تلبيةً لملايين طلبات البحث على مدار الساعة بل الثواني، وكل ذلك عبر بوابات الإنترنت العالمية .

مقومات كتابة محتوى محترف ومميز

هذا الواقع جعل الحاجة ملحة إلى كُتَّاب محتوى يمتلكون المهارة والاحتراف. واستقطابهم كخط دفاع أول في مواجهة كمِّ التنافس الكبير في تقديم المعلومة الطازجة.
ولكن على الطبق الأميز، والتميز هنا موضوع مقالنا الذي خصصناه لتوضيح كيفية الوصول إلى أسلوبٍ وصياغةٍ احترافية، بالتوازي مع دقة المعلومة التي يطوّع كاتب المحتوى عرضها بما يمتلكه من خبرة.
فإذا كنت تبحث عن فرصة عمل في مجال كتابة المحتوى الإلكتروني ( content writer) وتنقصك الخبرة الكافية، عليك متابعة هذه المعلومات الحصرية بمنصة تجارتنا.

وقد استخلصتها من خلال خبرتي السابقة في مجال الإعلام والصحافة، وممارستي لكتابة المحتوى الإلكتروني في تجارتنا لاحقًا.و من خلالها ستتعرف على مقومات وشروط كتابة المحتوى بصيغة احترافية، والخطوات والنصائح التي يجب اتباعها لكي تصبح كاتب محتوى محترف ومميز.

تعريف المحتوى الإلكتروني

من الضروري لكل كاتب محتوى محترف ومميز أن يكون على دراية كاملة بمفهوم كتابة المحتوى، باعتباره اللبنة الأولى للتسويق عبر الإنترنت .حيث تعتبر كتابة المحتوى جوهر نجاح صناعة المحتوى في مختلف أنواع التسويق الرقمي، أو التسويق عبر الشبكة سواء المسموعة أو المرئية أو المكتوبة.

و بمعنى آخر يمكننا القول إنها أسلوب مبتكر من أساليب الكتابة التي تحقق هدف التسويق عبر الإنترنت, وذلك من خلال إلقاء الضوء ترويجًا أو تعريفًا بخدمةٍ أو منتجٍ يتم طرحه والتركيز عليه عبر موقعٍ إلكتروني معين، أو قناة تسويقية مثل مواقع السوشيال ميديا وغيرها.

بالمحصلة الكل يدور في فلك الاستثمار الإلكتروني الذي غدا عصب التسويق العالمي.
و بالتالي أنت بحاجةٍ إلى فهم مبادىء وأساليب الكتابة عمومًا، ومن ثم كتابة المحتوى الإلكتروني بشكل خاص.

الموهبة أولى مقومات كتابة محتوى محترف

في البداية لا بد لنا من الإشارة إلى أن احتراف الكتابة، وتحقيق بصمة خاصة بك،  يتطلب وجود تلك الومضة التي تميز سطورك عن ملايين السطور ألا وهي الموهبة. وهي تولد مع الإنسان بالفطرة، و تنمو بالمطالعة واكتساب المعرفة، وتُدعَّم بالثقافة العامة، ثم تتبلور بالكتابة الإبداعية. من هنا يمكنك الانطلاق نحو عالم صناعة المحتوى .

فإذا كنت تمتلك هذه الموهبة ستَخْلُقُ لديك علاقة الحب مع ما تكتب، وتضعك على الطريق الصحيح نحو التميز والإبداع.
ذلك أن الشخص الذي يولد بموهبة كما يقول الأديب الألماني (يوهان فولفغانغ فون غوته) سيجد سعادة عظيمة في استخدامها.
لكن إن لم تكن ممن يمتلكون موهبة الكتابة لا تفقد الأمل وتابع معنا.

ذلك أنه يمكنك تجاوز ومضة الموهبة نسبيًا في مجال الكتابة الإلكترونية حصرًا. ولكن بشرط التمكُّن من أسس وشروط كتابة المحتوى الأخرى، باعتبارها صناعة بحد ذاتها. وهي تعتمد بالمقام الأول على المعلومة الحديثة بالتوازي مع الصياغة السليمة. إذا التزمت بما سنعرضه عليك في هذا المقال الحصري، ستجد نفسك من خلال التدريب والتمرس قادرًا على كتابة محتوى ناجح. والأهم الاستمرارية في هذا العالم التسويقي بسلام .

امتلاك المفردات المعبرة من مهارات كتابة المحتوى

إن اكتساب مهارات الكتابة عمومًا، وكتابة محتوى محترف ومميز، يتطلب امتلاك المفردات المعبرة عن الفكرة. وشرح المعلومة بالشكل الذي يفهمه القارىء المستهدف بسهولة.
والجدير بالذكر هنا أن الكتابة السهلة كما يشير الكاتب الأمريكي ناثانيال هوثورن صعبة للغاية عند كتابتها. بمعنى أنها تحتاج إلى الثقافة الواسعة بالتوازي مع التمرس والخبرة بما يخدم مخزون المعلومات لديك، ويؤهلك لاختيار المفردات الشائعة في كتابة معلومات غير شائعة كما يقول الفيلسوف الألماني ( آرثر شوبنهاور ) بمعنى أن تختار مفردات تناسب طبيعة واهتمامات جمهورك المستهدف وهو ما سنتحدث عنه في الفقرة التالية .

تحديد الجمهور المستهدف من مهارات كتابة المحتوى

ذلك أن تحديد الفئة المستهدفة من المحتوى، يسهل عليك اختيار لغة الخطاب، ومفرداته التي تحدثنا عنها في البند الأول. ويعتمد ذلك على تصنيف المحتوى إن كان اقتصاديًا أو اجتماعيًا، أدبيًا أو فنيًا وما إلى ذلك .
فعندما تتحدث مثلاً عن (شركة ليرات لتحويل الأموال) أنت تأخذ بالحسبان أن المتابعين لمقالك يختلفون عن متابعي مقال ( الهامات نابليون هيل اليومية ).

فتصنيف المحتوى هنا مختلف تمامًا باختلاف فئة الجمهور المستهدفة. وحتى في التصنيف ذاته عليك انتقاء المفردات المناسبة لموضوعك بالذات .
بمعنى عندما تكتب ضمن تصنيفٍ اقتصادي، ممكن أن يكون الجمهور المستهدف هو المستهلك لمنتجٍ تروّج له. وهنا ستستخدم مفردات تسويقية مختلفة عن الترويج لخدمةٍ معينةٍ، في محتوى آخر المستهدف فيه سائح أو مودع أموال. وكذلك شرح كيفية صناعة ما، الجمهور المستهدف فيها شريحة من الباحثين عن المشاريع الصغيرة.

وهذا كله في مجال الاقتصاد والتجارة على سبيل المثال. أو المال والأعمال .وما إلى ذلك .
أما إن كنت تكتب في مجال المجتمع فالمفردات مختلفة تمامًا من حيث المزيد من السهولة والوضوح، والقرب بالمفردات من نبض الحياة العامة. وكذلك الأمر بالنسبة للمفردات التخصصية في مجال الطب أو الأدب، الفن أو العلوم و ما إلى ذلك .

دراسة علم السيو seo من مهارات كتابة المحتوى

ذكرنا سابقًا أن هدف كتابة المحتوى الإلكتروني هو التسويق عبر الإنترنت. ولكن كيف يمكن الوصول إلى الجمهور المستهدف ؟خاصةً وسط احتدام كمية المعلومات الهائلة والمنافسة التي تقدمها محركات البحث على الشبكة العنكبوتية العالمية ؟
لا شك أنك بحاجة إلى دعم تقني لظهور المحتوى الذي تقدمه في نتائج محركات البحث الأولى.

وإلا لن يكون لك، ولا للموقع الذي تنتمي إليه وجود بارز، ولا استمرارية استثمارية على الخارطة المعلوماتية الإلكترونية. و بالتالي عليك دراسة علم seo و هو يعني علم تحسين محركات البحث Search Engine Optimisation وذلك لضمان فهرسة وتقديم المحتوى الذي تقدمه في نتائج البحث المستهدفة. ومعرفة كيفية عمل محركات البحث، وما هي العوامل التي تؤثر في ترتيب نتائجها، وكيفية تحسينها. وهو ما يمكنك التعرف عليه كاملاً من خلال الرابط
( كيف تكتب مقال متوافق مع السيو الشرح الكامل)
وهنا ربما تجد بعض الصعوبة في البداية، خاصة في توظيف العبارة الرئيسية أو الكلمات المفتاحية.إضافة إلى توزيع الكلمات  الانتقالية في سياق المقال بما يتوافق مع السيو.

وربما في اختيار الصورة البارزة أيضًا، أما وصف الميتا و تصنيف المحتوى، و اختيار الروابط الداخلية والخارجية، وما إلى ذلك .. فهي خطوات ستجد أنها بسيطة. وبالمجمل آلية عمل السيو لا تتطلب منك إلا بعض التدريب لأيام فقط. لذلك اطمئن ستتلاشى عقبات السيو مع أولى خطوات التطبيق العملي، وبعدها ظهور اللون الأخضر لكل من تقييم السيو في غوغل وقابلية القراءة.

لا شك أنك استوعبت الآن ما هي مفاتيح الكتابة الإلكترونية الناجحة. بما فيها علم seo السهل الممتنع للمبتدئين، والخطوة الممتعة لتصدر محتواك نتائج البحث للخبراء في هذا المجال. و يلزمك حاليًا التطبيق العملي، بعد أن قمت بالبحث والحصول على المعلومات المختارة بعناية لخدمة الموضوع الذي تتناوله، فلنبدأ معًا.

التطبيق العملي لكتابة المحتوى

  1. عليك اختيار عنوان رئيسي يحتوي كلمة البحث المستهدفة على محركات البحث، ولكن بما لايتجاوز 65 حرفًا.
    وأن يتم صياغته بالمفردات المتوقع استخدامها في عمليات البحث من قبل العملاء المحتملين .
  2.  البدء بأهم مرحلة من كتابة المحتوى، ألا وهي المقدمة التي يجب الحرص على أن تكون جذابة، ومشوقة لمتابعة القراءة .
    ويمكنك هنا اختيار أبرز وأهم المعلومات التي جمعتها لتكون فاتحة مقالك .
    بحيث تشير إليها بنقاط عريضة تجذب القارىء لمتابعتها في جسم المحتوى، دون أن تفقد مقالك عنصر التشويق منذ السطور الأولى. ويمكنك هنا استخدام قاعدة الهرم المقلوب التي تُدَرّْس في أكاديميات الصحافة والإعلام، بحيث تبدأ بالأهم فالمهم .
  3.  اختيار العناوين الفرعية التي تشمل كلمة البحث الرئيسية، والتي يُفضَّل أن لا تقلّ عن أربع فقرات، وتضمينها المعلومات التي تَودُّ إبرازها بالأمثلة والأرقام والإحصائيات التي تدعم المحتوى . وفي هذه المرحلة عليك توخي استخدام ما يلي :
  •  اختيار لغة سهلة ومباشرة بعيدة عن التعقيد والمصطلحات الغريبة عن فئة الجمهور المستهدفة .
  •  اعتماد الروابط الداخلية والخارجية ذات الصلة بموضوعك بما يعزز مقومات تحسين محركات البحث seo
  •  الاعتماد على التعداد النقطي والرقمي كما فعلنا في هذا المقال.بما يريح القارىء في تلقي المعلومة دون عناء البحث الطويل عنها، أو الخروج من الصفحة.
  • اعتماد الصياغة النشطة للجمل التي تخاطب فيها القارىء ، والأفعال المُحفِّزة في الطرح بما يخلق الحماس لمعرفة المزيد عما تكتب. والتفاعل معه.كأن تقول ( الآن وبعد قراءة هذا المقال يمكنك متابعة المزيد من روابط منصة تجارتنا ذات الصلة … ) وهكذا
  •  تلخيص ما طرحته في العناوين الفرعية والتأكيد على فحوى المحتوى عبر خاتمة مميزة . و من المفيد هنا إبداء رأيك الشخصي كنتيجة أخيرة لما بحثت ودونت من معلومات، مما يضفي على المحتوى قيمة تفاعلية أكبر .

أهم النصائح لكتابة محتوى محترف ومميز

تَذكَّرْ أولاً، و في كل فقرة فرعية مراعاة قواعد السيو وقابلية القراءة ، التي من المفترض أنك حصلت على معلومات وافية عنها.بما في ذلك الكلمات المفتاحية، ولكن دون أن تؤثر على أسلوبك في الصياغة. فجودة المحتوى هي الهدف الجوهري الذي تسعى إليه. والباقي مجرد رتوش لإبراز أهمية مقالك، وتصدره محركات البحث.
على سبيل المثال دقق كم مرة تم ذكر عنوان المقال ( كيف تصبح كاتب محتوى محترف ومميز ) وذلك في جسم المحتوى الذي تقرأه الآن، فهل وجدت توظيفه مناسبًا ؟

ثانيًا – احرص على توظيف الكلمات الانتقالية في مكانها الطبيعي، وللتعرف عليها أكثر يمكنك قراءة مقال (ماهي الكلمات الانتقالية وكيفية استخدامها) على ذات المنصة .

ثالثًا – تجنب النسخ للمعلومات التي جمعتها من مصادر مختلفة. وذلك دون أن تقوم بإعادة صياغتها بأسلوبك الخاص، لأنك ستفقد المصداقية ككاتب محتوى.وسينعكس ذلك على الموقع الذي تنتمي إليه. ولا بد من التنبيه إلى أن أسهل ما يتم كشفه في عمليات تدقيق المحتوى هو إن كان مسروقًا أم إبداعيًا بالفعل. وسنوضح لك أهمية جودة المحتوى في تكليل جهودك بالنجاح.

جودة المحتوى أهم مقومات كتابة محتوى محترف

لا شك أن الحرص على جودة المحتوى، يُترجَم من خلال تقديم أجوبة شافية. سواء كانت عامة أم تخصصية، بحيث يخرج القارىء من صفحتك وقد وجد ضالته. علمًا بأن جودة المحتوى لا تلبي حاجة العملاء المحتملين فحسب، ما يؤسس لاسمك و موثوقية الموقع الذي تنتمي إليه فقط. وإنما تُحرِّض الروبوتات التي تعمل على فهرسة مجمل مواقع الإنترنت عبر استخدام العديد من التقنيات.

من أجل تقديم مقالك ضمن أفضل الخيارات على محركات البحث وتحديثها. فالروبوتات تستطيع أن تفهم، وتستدل إلى درجة جودة المحتوى من خلال عدة مؤشرات. وذلك ضمن خوارزميات معينة منها عدد المشاهدات ومدة المشاهدة. إضافة إلى الاشتراك في القائمة البريدية. ما إلى ذلك من العوامل التي تسهل عملية محركات البحث في فهرسة وترتيب الصفحات ضمن نتائج البحث الأولى.

كتابة المحتوى شهادة على العصر

في النهاية لا بد من الإشارة إلى أن ( الكتابة أحيانًا تكون شهادة على العصر ) لذلك احرص على الأمانة في طرح المعلومة، وإبداء الرأي المنطقي بها. ولا تكتفي بأن تكون مجرد أداة لجمع المعلومات وتقديمها لمحركات البحث بأسلوب مختلف، وهو سائد في معظم ماكينات إنتاج المحتوى الإلكتروني. فهي تكاد تستهلك ذات المعلومات لدرجة اجترارها. بل ضع بصمتك لتكون مميزًا، من خلال صناعة المحتوى الأكثر جودة و فرادة في المعلومة.
وهذه الخطوات لم تعد صعبة بعد أن عرفت كيف تصبح كاتب محتوى محترف ومميز. و بالتطبيق العملي لكل ما ذكرناه، يمكنك الرجوع إلى كل خطوة من الخطوات السابقة للتعمق فيها أكثر. وستجد نفسك بعدها كيميائيًّا في صنع محتوى محترف ومميز.

كما ذكر الكاتب والصحفي الأمريكي وليام إتش غاس، والذي سنختم به بحثنا  (الكيميائيون الحقيقيون لا يُحوّلون الرصاص إلى ذهب بل يُحوّلون العالم إلى كلمات ) .