هل ترغب بافتتاح مشروع استثماري لزيادة أرباحك؟ هل خطرت ببالك فكرة الاستثمار في شركة للشحن؟ لربما تساءلت يومًا كيف تربح شركات الشحن وما هي مصادر دخلها؟

تتنوع شركات الشحن في الخدمات التي تقدمها. وشريحة العملاء التي تستهدفها. فبدءاً بالشركات التي تعمل على النطاق المحلي، ووصولاً إلى الشركات على المستوى العالمي، هناك العديد من طرائق ووسائل الربح التي تعتمد عليها هذه الشركات لكسب الأموال. وعليك كمستثمر دراسة هذه الطرق والأساليب دراسةً معمقةً قبل البدء بمشروعك.

في هذا المقال سنحاول تقديم فكرة عامة عن مجالات عمل شركات الشحن. كما سنتحدث عن الأنواع المختلفة لشركات الشحن وطرق الربح الممكنة لكل منها. بسم الله نبدأ.

أهمية شركات الشحن

تعتبر شركات الشحن حلقة وصل بين طرفين. أحدهما مرسل، والآخر مستقبل. حيث يمكن أن تتواسط الشركة نقل الطرود الشخصية بين أفراد عاديين في المجتمع. ويمكن أيضا أن تكون وسيطًا تجاريًا دائمًا بين شركتين مختلفتين، ويكون دورها نقل البضائع التجارية على سبيل المثال، وذلك بموجب عقد سارٍ بين الأطراف، ولمدة محددة من الزمن.

من هذا المنطلق يمكننا أن نفهم مدى أهمية شركات الشحن لكافة شرائح المجتمع. كما يمكننا إدراك كِبَر فئة العملاء التي يمكن استهدافها ضمن هذا النوع من الاستثمارات. مما يعني أنَّ الأرباح في النهاية ستكون كبيرة حتمًا.

أنواع شركات الشحن

نظراً للتنوع الكبير في العملاء المستهدفين من قبل شركات الشحن. ونظرًا للتفاوت الكبير في مهام وواجبات الشركة حسب شريحة العملاء التي تحاول خدمتها. يمكننا أن نقسم شركات الشحن إلى بضعة أنواع.

  • شركات الشحن المحلية

تعمل على نقل البضائع الشخصية بين الناس في المجتمع المحلي. وتعمل هذه الشركات ضمن حدود بلد معينة، أو حتى ضمن منطقة معينة، أي أنَّ الرقعة الجغرافية لها محدودة. وتتميز بأنَّها قادرة على توصيل الطرود إلى منزل المستلم بشكل مباشر.

  • شركات الشحن العالمية

حيث أنّها تختص بنقل الطرود الشخصية بين الدول. وهي تعد أكبر حجمًا من سابقتها. وتحتاج إلى كادر عمل أكبر، وإلى مستويات أعقد من التنظيم، وبالطبع إلى رأس مال أضخم بكثير.

  • شركات شحن البضائع

والتي تختص بنقل البضائع التجارية من المصنّع إلى المستورد. وهي وإن تشابهت في المبدأ العام مع شركات الشحن المحلية والعالمية، فإنَّها مختلفة عنهم بشكل جذري.

وبعد هذا الشرح، يبقى السؤال “كيف تربح شركات الشحن” بدون جواب واضح!

دور خدمات الإنترنت بالنسبة لشركات الشحن

تعتبر خدمات الإنترنت واحدة من أهم موارد الدخل للعديد من شركات الشحن. العالمية منها والمحلية. فلا شك أن ازدهار التجارة الإلكترونية مترافق بانتعاش قطاع الشحن. حيث أنَّ البيع على الإنترنت يفرض على البائع توصيل بضائعه بانتظام إلى المستهلكين. وعلى الرغم أن الكثير من شركات التجارة الإلكترونية الكبيرة مثل أمازون وغيرها يملكون نظام شحن وتوصيل متكامل. إلا أنَّ العديد من المتاجر المحلية الصغيرة لا تستطيع إنشاء شبكة شحن خاصة بها. وهي بالتالي تضطر إلى الاستعانة بشركات شحن متخصصة، لتوصيل البضائع إلى المشتري. أي أنَّها تقوم بكتابة عقود رسمية، تلتزم من خلالها مع شركة شحن خاصة لتوصيل البضائع بشكل منتظم، مقابل عمولة مناسبة. وهذا بحد ذاته مصدر مهم جداً للأرباح بالنسبة لشركات الشحن، وخاصة المحلية منها.

موارد شركاتِ الشحنِ المحلية

ذكرنا سابقًا كيف تربح شركات الشحن عن طريق خدمات الإنترنت المختلفة. وعلى الرغم أنه أحد أهم مصادر دخل شركات الشحن المحلية، إلا أن المصدر الأساسي يبقى توصيل الطرود الشخصية المحلية من مكان لآخر. حيث أن شركة النقل المحلية تملك بالطبع أسطولاً من الشاحنات والسيارات السريعة المجهزة لنقل الطرود بمختلف الأحجام والأوزان. ويقوم المرسل بتسليم طرده بشكل شخصي ضمن أحد فروع الشركة في منطقة ما، ثم يحدد مكان الاستلام واسم المستلم. وما على الشركة إلا تغليف الطرد، وإرساله إلى المنطقة المطلوبة بالسرعة القصوى. يمكن إرفاق هذه الخدمة أيضا بخدمة التوصيل إلى منزل المستلم مباشرة، وذلك مقابل عمولة إضافية تتقاضاها الشركة كثمن لهذه الخدمة.

يمكن أيضا للشركة فتح خدمة توصيل سريعة. حيث تضمن هذه الخدمة وصول الطرد المطلوب خلال مدة 24 ساعة، عوضًا عن المدة التقليدية للتوصيل التي قد تمتد لأسبوع أحياناً. وهي خدمة مفيدة للكثير من العملاء، إضافة إلى أنَّ أرباحها أفضل بالنسبة للشركة نفسها. ويمكن أيضا فتح خدمة لتوصيل طلبات المطاعم. وهي خدمة من السهل استحداثها ضمن الشركة، في حال كانت الشركة قادرة على توصيل الطرود إلى منازل العملاء أساساً.

كيف تربح شركات الشحن العالمية

يمكن لشركات الشحن كبيرة الحجم أن تعمل وفق المستويين المحلي والعالمي. وبعد أن عرفت كيف تربح شركات الشحن المحلية، أصبح من السهل إضافة النطاق العالمي إلى الصورة المركبة في ذهنك. كل ما عليك هو إضافة أسطول جوي من طائرات نقل البضائع إلى شركتك. ثم تصبح بذلك قادراً على نقل الطرود عبر العالم بأسره.

ليس من المطلوب دائماً أن يكون لديك فرع خاص بشركتك في كل بلد في العالم. ففي البداية سيكون هذا صعبًا للغاية. لكن ما عليك فعله هو الاتفاق مع الشركات المحلية الموجودة مسبقاً في البلد الذي تحاول فتح خدماتك فيه. بعد ذلك، تصبح الشركات المحلية مسؤولة عن النقل النهائي للطرد من المطار إلى منزل المستلم النهائي. أما مسؤوليتك فتنحصر في توصيل الطرد من بلد المرسل إلى مطار البلد المستقبل.

أضف إلى ذلك مجال النقل البحري. وهو مجال يتعلق أساساً بحركة الاستيراد والتصدير بين البلدان. أي أننا هنا خرجنا عن نطاق توصيل الطرود الشخصية بين الناس، وأصبحنا نتحدث عن حركة التجارة العالمية. يختلف هذا المجال عن المجال الشخصي بالعديد من الأمور الأساسية. حيث أن النقطة الأهم في المجال الشخصي هو سرعة التوصيل. أما في مجال نقل البضائع فتصبح النقطة الأهم هي الأمان. ويتطلب هذا المجال لدخوله امتلاك أسطول من سفن النقل البحري عوضاً عن الطائرات والسيارات. ولا يتطلب منك أي جهد للتوصيل بين المنازل وفي المدن. وبالتأكيد فإن أرباحه هي الأكبر على الإطلاق بين كل أنواع شركات الشحن الأخرى.

وفي الختام، يمكننا أن نقول أنَّ فكرة الاستثمار ضمن شركة شحن فكرة سديدة ومربحة للغاية. وفي حال امتلكت القدرة على التخطيط الناجح، والإدارة الحسنة، فيمكنك أن تنمو بشركتك تدريجياً من النطاق المحلي إلى العالمي. ويمكنك برأس مال متواضع في البداية، أن تنشئ شبكة تربط بين أقطار الأرض في النهاية.