لا بد أنك تعرضت في أحد الأيام لأزمة لم تكن في الحسبان مطلقاً كمرض مفاجئ دون توقعه أو التخلي عنك في العمل على اختلاف الأسباب أو خطر يهدد مشروعك الخاص وغير ذلك من الأزمات المالية التي لا يمكن حصرها.

إننا نعتقد للأسف بأن كل المشاريع لابد لها أن تكون مشاريع ناجحة ومريحة، لذا  فإننا نستبعد الفشل من احتمالاتنا نهائياَ ولكن في الحقيقة الفشل ليس نهاية العالم والأزمات المالية لا تعني أبدًا أننا فشلنا، بل على العكس من ذلك، تعتبر الأزمات المالية اختبار حقيقي لمدى صبرنا وقدرتنا على أدارة المخاطر والأزمات مما يضمن لنا في المستقبل النجاح المالي.

سوف نتناول اليوم الأزمات المالية وكيفية الخروج منها بنجاح دون أن نتعرض للفشل لأن أغلبنا تعرّض أو سوف يتعرض لازمات مالية عاجلاً أم آجلاً وخصوصاً في ظل هذه  الظروف التي نمر بها كلنا وفي ظل هذا الوباء الذي يسيطر على الكرة الأرضية.

ضرورتان لا بدها منهما لإدارة الأزمات المادية بنجاح

  1. الاعتراف بوجود الأزمة المالية وعدم نكرانها:

الاعتراف هو الخطوة الأولى حتى تستطيع أدارة أزمتك المالية بنجاح, فالاعتراف بالأزمة يحدد لك الأخطاء المتبعة في السابق حتى تتمكن من تجاوزها لاحقاً ويضعك أمام الحلول الواقعية حتى تتمكن من اتخاذ القرارات المناسبة دون الندم عليها لاحقاً.

  • تجنب الانفعالات:

هذا الأمر أيضاً يجنبك الندم لاحقاً على سوء القرارات التي تم أخذها حيث أن الهدوء والاتزان والقدرة عم التحكم بالانفعالات لها تأثر كبير وواسع على سلامة القرارات المتخذة في هذه الفترة.

وعليك أن تعرف أن سر الإدارة الناجحة دوماً لكل الأزمات سواءً المالية أو الحياتية هو الهدوء وضبط الانفعال.

أساسيات إدارة الأزمات المالية بنجاح

  1. إعادة  تنظيم وترتيب أولويات الإنفاق مع بيان النفقات الضرورية وأهمية كل منها بما يتناسب مع ظروف هذه المرحلة الحرجة.
  2. عمل جرد كامل وشامل لكل المدخولات المالية ولكل الخسائر الحاصلة فتقييم الوضع المالي بشكل شامل وموضوعي ضروري حتى تتمكن من معرفة الثغرات في خطتك السابقة.
  3.  وضع خطة منهجية ومدروسة من أجل إدارة الأزمة المالية بنجاح مع وضع أهداف منطقية ومدروسة متناسبة مع طبيعة المرحلة والعمل على تجديد هذه الخطة باستمرار بما تفرضه المستجدات مع مواكبة التحديثات المالية أيضا التي تطرأ على خطة العمل ويمكن هنا الاستفادة من الأساليب المثبت نجاحها من قبل شركات تعرضت لمشاكل مالية وتمكنت من تجاوزها مع ضرورة صياغتها يما يناسب أزمتك.
  4. الصبر والمثابرة وعدم اليأس:
    أن هذه الأهداف تحتاج فترات من الزمن لكي يتم الوصول لها ولا يكون تخطي الأزمة بين ليلة وضحاها فقد يطول زمن الأزمة وقد ينتهي في فترة وجيزة وليس على ذلك أن يسبب في يأسك أو الاستسلام للفشل بل يجب عليك الاستمرار مهما بدا لك الأمر صعباً.
  5. ضع خطة عمل جديدة تختلف عن سابقتها فلا بد من إتباع وسائل جديدة في الإدارة أثبتت نجاحها مع شركات أخرى وعليك الابتعاد عن التشبث بالآراء والابتعاد عن رفض التجديد.
  6. في هذه المرحلة من الضروري جداً حصر كل الأسباب التي أوصلت للأزمة المادية مع تحديد درجة تأثير كل سبب على الأزمة وبيان طرق جديدة لتخلص من هذه المسببات وعدم التعرض لها لاحقاً.
  7. الدعم النفسي:
    من أهم ضروريات هذه المرحلة هو الدعم النفسي ويتحقق ذلك بإحاطة نفسك بأشخاص ايجابيين ترتاح لهم قادرين على دفعك نحو الأمام وتشجيعك باستمرار وتذكيرك بنجاحاتك وكل أزماتك السابقة التي استطعت إدارتها والخروج منها بنجاح.
    إذا لم تجد هذا النوع من الأشخاص في حياتك فعليك أن تكون أنت من تشجع نفسك باستمرار وعليك أن تخبر نفسك باستمرار كم انت قوي وكم حققت من نجاحات.
    ما يجب علي أن احذرك منه في هذه المرحلة هو الأشخاص السلبيين الذين يحبطونك باستمرار ويقللون شأن خطواتك وأهدافك ويستهزئون بنجاحاتك صدقني التخلص من هؤلاء راحة مطلقة عليك بها.

كنصيحة أخيرة هنا أريد أن أوجهك عزيزي القارئ إلى أن التقرب من الله عز وجل والدعاء بالفرج من أهم ما يجعلك تشعر بالراحة ويذهب عنك التوتر ويعطيك دفعاً روحياً أنت بأمس الحاجة إليه في هذه المرحلة.

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالتنا نأمل أن تكونوا قد استفدتم وتمنياتنا لكم بنجاح مستمر.