إن كنت مستثمر وتبحث عن كيف تختار الرافعة المالية لاستثماراتك، ففي هذا المقال عبر موقع تجارتنا، سنجيب عن هذا الاستفسار، وسنشرح مفهوم الرافعة المالية والذي يعدّ أحد الأمور الجذابة بالنسبة للكثير من المستثمرين ضمن عالم الأسواق، والتي من خلالها يمكن الاستثمار بمبالغ ضخمة جدًا مع رأس مال بسيط وتحقيق الكثير من الأرباح المضاعفة مقارنة بالاستثمار بدون الرافعة المالية. فما هي الرافعة المالية؟ وكيف يمكن استخدامها؟ وما هي مخاطرها؟

ما هي الرافعة المالية

الرافعة المالية هي عبارة عن استراتيجية تهدف للتداول والاستثمار بمبالغ ضخمة من خلال رأس مال صغير. حيث تعتمد على تعظيم القيمة لكل وحدة شرائية. فعلى سبيل المثال عند الرغبة بالاستثمار بمبلغ قدره 1000 دولار مع استخدام رافعة مالية 100:1 هذا يعني أنه مقابل كل دولار يمنح المستثمر مبلغ 100 دولار، وبهذا يمكن اجراء عمليات التداول والشراء بقيمة 100000 دولار من رأس مال بسيط وهو  1000 دولار.

لنفترض أن المستثمر اشترى 1000 سهم بسعر 100 دولار للسهم الواحد وبعد مدة معينة ارتفع سعر الأسهم بمقدار 20%. عندها ستكون مجموع الأرباح ما يقارب ال 20000 دولار. وكل هذه الأرباح تعود للمستثمر بالكامل وبالتالي ال 1000 دولار مع رافعة مالية 100:1 حققت أرباح تصل إلى 20000 وبالتالي نسبة الربح قد تصل لل 20 ضعف من خلال زيادة في سعر الأصول بنسبة قدرها 20%.

وهنا يتبادر لأذهاننا سؤال مهم. طالما للرافعة المالية كل هذا الزخم في عملية الربح. لماذا لا يعتمد عليها كل المستثمرين؟ وهنا تكمن خطورة الرافعة المالية. حيث بالرغم من أنها جذابة وتحقق أرباح مضاعفة، ولكن تكمن خطورتها عند هبوط سعر السهم فعند أي هبوط مهما كان قليل، ستقابله خسائر كبيرة برأس المال.

ولكن هل يمكن الخسارة أن تزيد عن رأس المال المستثمر به؟ والإجابة هي لا. حيث أن الرافعة المالية عبارة عن صندوق ثابت غير قابل للزيادة أو النقصان بتاتًا. فبمجرد نزول قيمة الأسهم إلى ما دون مبلغ الاستثمار ألا وهو  1000 دولار. عندها تقفل الصفقة وتبقى أموال الرافعة المالية كما هي. بينما يكون قد تبخر رأس المال.

هنا نتطرق لفكرة أخرى ألا وهي. ما هي احتمالية الخسارة؟ ففي المثال السابق عند هبوط قدره 1% فقط هذا سيقابله هبوط بسعر الأسهم بمقدار 1000 دولار. وبالتالي ستقفل الصفقة وستكون خسرت كامل رأس المال.

كيف تختار الرافعة المالية

عند اختيار الرافعة المالية يجب الانتباه للعديد من العوامل

  • شدة تقلب السوق: يجب الحذر بالنسبة للأسواق المتقلبة لأكثر من 20% مثل أسواق العملات الرقمية. ولكن مثل هذه الأسواق تكون مثالية للرافعات المالية المرتفعة مع رأس مال صغير والموضوع هنا يشبه المقامرة والمخاطرة.

بالمختصر، مع الأسواق بطيئة التقلب. يفضل استخدام الرافعات المالية المنخفضة مع رأس مال كبير. أما بالنسبة للأسواق شديدة التقلب. عندها يفضل استخدام رافعة مالية عالية جدًا مع رأس مال منخفض.

  • المدة الزمنية للصفقة: هناك تناسب عكسي بين المدة الزمنية للصفقة ونسبة الرافعة المالية. أي يفضل اختيار رافعة مالية أصغر عند اختيار الصفقات طويلة الأجل. ولكن عند التداول بالصفقات طويلة الأجل يجب أخذ تقلبات السوق المفاجئة بعين الاعتبار، وبالتالي من المفضل تفعيل خيار “وقف الخسارة” والذي يعني إغلاق الصفقة أو الحساب عند الوصول إلى حد معين من الخسارة، فبدون مثل هذا الخيار من الممكن استمرار الخسارة حتى فقدان كامل رأس المال.

أما عند الرغبة بصفقات تداول لبضع دقائق أو ثوان. عندها من الأفضل اختيار رافعة مالية كبيرة للحصول على أكبر قدر من الأرباح، ويفضل مثل هذا الخيار في تقلبات السوق الصغيرة.

  • مبلغ رأس المال: عند الرغبة في استثمار رأس مال كبير، عندها يستحسن اختيار رافعة مالية منخفضة من أجل تجنب الخسائر الكبيرة وإمكانية تعويض الخسائر بسهولة. بالإضافة إلى أن الأرباح ستكون كبيرة بشكل تلقائي. أما في حال الاستثمار برأس مال صغير، عندها تكون الرافعة المالية الكبيرة هي الخيار الأنسب من أجل تحقيق أكبر قدر من الأرباح مع إمكانية تحمل أعباء خسارة رأس المال باعتباره صغير في الأساس.

محاسن الرافعة المالية

  • تساهم الرافعة المالية بتحقيق أرباح مضاعفة.
  • عدم الحاجة للاقتراض ودفع الفوائد. ففي السابق كان يجب اقتراض المال للحصول على رافعة مالية وهذا يترتب عليه الكثير من الفوائد والضرائب، والتي استغني عنها من خلال الرافعة المالية.
  • تتميز بالأمان عند الخسارة وعدم المديونية، أي مهما بلغت خسائرك، فلن تتجاوز مقدار رأس المال المستثمر، إذ عند تجاوز الخسائر مقدار رأس المال، تقفل الصفقة تلقائيًا وبالتالي لن تتحمل أي ديون.

مخاطر الرافعة المالية

  • ارتفاع احتمالية خسارة رأس المال بسرعة، حيث كلما ازدادت الرافعة المالية تزداد خطورة خسارة رأس المال عند التقلبات الصغيرة في الأسواق أي بمعنى أخر هناك تضخيم للخسائر.
  • صعوبة تعويض الخسائر في حال حصولها، فعند وقوع خسارة قدرها 50% من رأس المال، هذا يتطلب ربحًا مقداره 100% لتعويض الخسارة عند العودة للتداول.
  • التنازل عن إمكانية الحصول على ملكية أصل أو عقار بشكل حقيقي.

أفضل رافعة مالية للمبتدئين

تعتبر الرافعة المالية جذابة بالنسبة للمستثمرين الجدد. إذ تتيح لهم التداول بأرقام كبيرة من رأس مال صغير وتكمن هنا المشكلة، فكما أسلفنا سابقًا. كلما زادت الرافعة المالية تزداد معها خطورة الخسارة. وعلى هذا الأساس يمكن اعتبار الرافعة المالية 10:1 هي الخيار الأمثل بالنسبة للمستثمرين الجدد، حيث هذه النسبة توائم ما بين الأرباح الجيدة وإمكانية تحمل الخسائر والتقلبات الطفيفة في السوق.

أماكن استخدام الرافعة المالية

  • الأسهم: تعتبر الأسهم وحدات الملكية لشركة معينة، ويمكن شراءها وبيعها في سوق الأوراق المالية، لذلك يمكن استخدام الرافعة المالية لفتح مراكز على آلاف الأسهم.
  • المؤشرات: إن المؤشرات هي عبارة عن تمثيل رقمي لأداء مجموعة أصول من بورصة أو منطقة أو قطاع ما، ويمكن استخدام الرافعات المالية للتداول في المؤشرات.
  • الفوركس: وهو عبارة عن بيع وشراء العملاء من أجل تحقيق الأرباح، ويعد أكثر الأسواق المالية تداولًا.
  • العملات الافتراضية: فرضت العملات الرقمية نفسها في سوق الأوراق المالية. ويمكن تداول العملات الرقمية بنفس طريقة تداول الفوركس، مع الفرق الوحيد أنها مستقلة عن البنوك والحكومات.

وفي الختام، تحدثنا عن الرافعة المالية وعن كيف تختار الرافعة المالية المناسبة، مع الانتباه إلى أن الرافعة المالية عبارة عن سيف ذي حدين، فهي تحقق الكثير من الأرباح، ولكن في نفس الوقت تسبب تضخمًا في الخسائر. وقد تؤدي إلى خسارة رأس المال بالكامل بسرعة إذا لم تتعامل معها بحكمة ودقة.