لعدة قرون، كان حليب الناقة مصدرًا مهمًا للتغذية عند الثقافات البدوية في البيئات القاسية مثل الصحاري. ويتم الآن إنتاجه وبيعه تجاريًا في العديد من البلدان، بالإضافة إلى توفره عبر الإنترنت في نسخ البودرة والمجمدة. يمثل حليب الإبل قيمة غذائية عالية للإنسان، حيث إنه عنصر مهم للكائن البشري بسبب تركيبته المتوازنة. لذلك فإن الحاجة مستمرة ومتزايدة له، وبسبب ذلك فإن السؤال: كيف أزيد حليب الناقة هو سؤال ملح وضروري نظرًا للإقبال الكبير له.

مزايا وسلبيات حليب الناقة

  • يحتوي حليب الناقة على تركيبة غذائية مماثلة لحليب البقر كامل الدسم، ولكنه يوفر دهونًا مشبعة أقل، ودهونًا غير مشبعة، وكميات أعلى من العديد من الفيتامينات. كمثال على ذلك: فهو أعلى بحوالي 5 مرات بفيتامين ج و10 مرات بالحديد، مقارنةً بالحليب البقري.
  • يعتبر حليب الناقة خيارًا أفضل للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أو حساسية حليب البقر. بالإضافة إلى ذلك، له خصائص مضادة للإسهال، والزكام.
  • يخفض حليب الإبل نسبة السكر في الدم ويحسن من حساسية الأنسولين، خاصة عند الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 1 والنوع 2.
  • يحتوي حليب الناقة على اللاكتوفيرين بنسبة 3 مرات أكبر من حليب البقر، والغلوبولين المناعي، وبروتين مصل اللبن، وهذا يفيد في تعزيز المناعة.
  • حليب الإبل متعدد الاستخدامات. ويمكن أن يحل محل أنواع أخرى من الحليب في معظم الحالات. ولكن، من الصعب صنع الجبن واللبن والزبدة، وذلك بسبب احتوائه على مضادات التخثر.
  • ومن السلبيات فإن حليب الإبل أغلى من أنواع الحليب الأخرى، حيث يفوق الطلب على العرض في معظم الدول الغربية. وينطوي الحليب على مخاطر عالية من الكائنات الحية الضارة، لأنه غالبًا ما يباع نيئًا.

عوامل تزيد حليب الناقة

كشفت دراسات حديثة أن زيادة مرات حلب الناقة إلى 3 مرات يوميًا، تزيد من كمية الحليب وتحسن نوعيته وبالتالي تزيد معدل إفراز الحليب عند الناقة. وبالعكس تمامًا فإن زيادة عدد الساعات بين الحلبات تسبب انخفاض كمية الحليب وبالتالي يحصل انخفاض في معدل إفراز الحليب.

وأوصت الدراسات بضرورة تحفيز الناقة عند حلبها آليًا. ويفضل اختيار نوق ذات سعة ضرع كبيرة وذلك باستخدام تقنيات الأمواج فوق الصوتية. حيث أن الاختلافات في أشكال وأحجام الضروع والحلمات يعد أساسًا في اختيار نوق ذات صفات ممتازة للضرع، ويحدث ذلك بالتحسين الوراثي. بالإضافة إلى إدارة قطعان النوق ودراسة الصفات الداخيلة والخارجية للضرع، ومدى مناسبتها للحلب الآلي، تعتبر خطة فعالة في زيادة إنتاج الحليب وتحسين جودته.

تعداد القطيع يزيد من حليب الناقة

يفضل ألا يقل عدد النوق الحلوبة عن 6 رؤوس في كل عام. وتحتاج كل ناقة مساحة 8 متر مربع ضمن الحظيرة، لذلك يجب إعداد حظيرة واسعة في منطقة هادئة، ظليلة. ويجب تسوير الحظية بسياج خشبي.

طريقة الحلب تزيد من حليب الناقة

نبدأ بحلب الناقة بعد شهر من ولادتها، وذلك لضمان حصول الفصيل على أكبر كمية حليب من أمه. كما يتوجب إرجاع الفصيل إلى أمه عند حلبها، وذلك بسبب كونها لا تحلب عند غياب فصيلها عنها. ومن الضروري ترويض الناقة على حلبها مدة أسبوعين وذلك بجعلها واقفة، مع حلب الضرع الأيسر، بالتزامن مع إرضاعها لفصيلها من الضرع الأيمن.

تركيبة عليقة تزيد حليب الناقة

أفضل علف يتكون من علف خشن ذي نوعية جيدة، بالإضافة إلى العلف المركز المخصص لإنتاج الحليب. وينصح الخبراء بتقديم الأعلاف الخضراء كالفصة أو الشعير. ومن الضروري توفير المياه بشكل منتظم.

وبينت الدراسات الحديثة أن استخدام عجينة ولب زيت الأركان كبديل عن العلف التجاري في علف النوق، يؤدي إلى تحسين إنتاج الحليب بنسبة 57٪. كما يسبب تحسين القيم الفيزيائية والكيميائية للحليب.

كمية الأعلاف المقدمة تزيد حليب الناقة

يجب أن تتكون العليقة اليومية الضرورية لزيادة كمية الحليب للناقة الحلوب من 10 كيلو غرام قرط، و8 كيلو غرام فصة خضراء، بالإضافة إلى 2 كيلو غرام علف مركز.

وينصح الخبراء بتقديم هذه الكميات تدريجيًا حتى تتعود الناقة عليها. ويجب أن يقدم للفصيل القرط والعلف المركز المعد للتسمين بمعدل 2 كيلو غرام لكل 100 كيلو غرام من وزن الفصيل.

العناية الصحية تزيد حليب الناقة

مما لا شك فيه أن للعناية الصحية دورًا كبيرًا في كميات الحليب المنتجة. لأنه بغيابها ستحدث الأمراض والطفيليات. لذلك يجب تلقيح النوق ضد التسممات المعوية. مع المحافظة على النظافة الدائمة ضد الحشرات والقوارض والطفيليات.

علاوةً على ذلك يجب العناية بالضرع، ويكون ذلك بترك الفصيل مع أمه لمدة ساعة بعد الحلب، وذلك لإفراغ الضرع من بقايا الحليب. أو يمكن إفراغه يدويًا. بالإضافة لنقع الحلمات في محلول مطهر عند الحلب الآلي بغياب الفصيل.

وختامًا نقول إن زيادة حليب الناقة هو موضوع مهم في مشاريع تربية النوق، وذلك بسبب الطلب المتزايد عالميًا على هذا الحليب، وتبقى الدراسات مستمرة في مجال تطوير وتحسين أنواع سلالات النوق للحصول على أفضل النتائج. وبالتالي زيادة مشاريع تربية الإبل في العالم.