كم يستغرق النحل لإنتاج العسل؟ لا بد أن هذا السؤال قد دار في فضاء مخيلتك أثناء مشاهدتك لأسراب النحل أو على الأقل عند تناولك لهذا الطعام الشهي. وبالتأكيد إذ أردنا تعلُم الإتّقان والتنظيم في العمل، فلا يوجد أفضل من النحل كمثال يُحتذى به، حيث إن معلقة صغير من العسل تَنتُج عن عمل جبّار ومُنسَّق من آلاف النحل. وفي مقالنا اليوم سنطلع على إجابة هذا التساؤل.

مراحل إنتاج العسل

يصل إلينا العسل بعدة خطوات، والتي رغم بساطتها نظريًا إلا أنها تحتاج كثيرًا من الدقة والتناغم بين النحل العامل. إذ يمر العسل بما يلي:

  1. تبدأ عملية إنتاج العسل بالحصول على الرحيق، لذلك يطير النحل العامل من خليته، (أحيانًا على بعد أميال) لجمع الرحيق من الزهور والنباتات المزهرة الأخرى. وتقضي النحلة معظم وقتها تجول بين الأزهار بحثًا عن الرحيق، مع العلم تستطيع أن تجده عبر حاسة الشم.
  2. تمتص النحلة الرحيق عبر لسانها الطويل الأشبه بالأنبوب، وتخزّنه بمعدة أخرى مُخصصة له، لكي يمتزج بأنزيمات خاصة مسؤولة عن عملية صِنع العسل، وإذا شعرت بالجوع تفتح صمامًا موجود بين معدة الرحيق ومعدة الطعام، وتحصل على كفايتها.
  3. بعد زيارة آلاف الأزهار، تكون المعدة قد امتلأت بالرحيق الكافي، وبالتالي تعود النحلة أدراجها نحول الخلية. وذلك من أجل توصيل الرحيق للنحل العامل الموجود في الخلية.
  4. تُسلِّم النحلة محصولها لإحدى النحلات العاملات التي تتناقله مع النحلات عبر الفم وصولًا إلى الخلية في قرص العسل. هذه العملية تقلل من رطوبة الرحيق، ومن الممكن أن يصل الرحيق مباشرةً إلى قرص العسل. هنا تحرك النحلات العاملات جناحيها فوق الرحيق مما يزيد من سماكته.
  5.  يتشكل العسل مع التجفيف والإنزيمات الموجودة المُضافة إليه، ثم يحفظه النحل بإغلاق الخلية، مما يضمن بقاءه نظيفًا.

كم يستغرق النحل لإنتاج العسل

إذا كانت الخلية جديدة، فسيحتاج النحل وسطيًا لـ 3-4 أسابيع ليبدأ في إنتاج العسل. أمّا بالنسبة للحالة الاعتيادية فهي تختلف حسب الظروف المُحيطة، فمن الممكن أن ينتج النحل العسل خلال يومين، وقد يحتاج أكثر من ذلك. وتنتج خلية النحل النموذجية 60-80 رطلًا من العسل سنويًا. ومن الجدير بالذكر تصنع النحلة العاملة طوال حياتها التي تمتد لستة أسابيع، ملعقةً صغيرة من العسل (حوالي 5 غرامات).

العوامل الرئيسية التي تؤثر على إنتاج العسل

يتعلق إنتاج العسل بعدة عوامل مشتركة بين المزارع والنحل والطبيعة، لذا فإن أي خلل في أحد هذه الأطراف قد يؤثر على وقت إنتاج العسل وكميته، وفيما يلي أهم هذه العوامل:

  • صحة خلية النحل: يتناسب مقدار العسل المُنتج مع صحة الخلية، فإذا كانت الخلية وملكتها بصحةٍ جيدة، بالتأكيد سيكون المحصول وفير وبوقتٍ مناسب. لذا من المهم مراقبة أوضاع الخلية باستمرار، والمحافظة على سلامتها بتجنب ما قد يؤذيها كالمبيدات الحشرية وخاصة عند الاستعداد للموسم.
  • توافر النباتات المزهرة: يبحث النحل عادةً عن الرحيق، بمساحة على شكل نصف دائرة قطرها ميل إلى ميلين من المستعمرة. لذلك توافر الزهور أساسي لكمية العسل المُنتَج، لذا لابدّ من معرفة طبيعة النباتات في المنطقة، لمعرفة قدر الإنتاج المتوقع. أي بعبارة أخرى يتعلق إنتاج العسل بالعاملين التاليين:
    • الكمية التي تنتجها الأزهار من الرحيق.
    • عدد الأزهار الموجود في مجال بحث النحل.
  • الظروف الجوية: حيث إذا كان الجو باردًا أو ماطرًا قد لا يخرج النحل بحثًا عن الرحيق، وبالتالي سيبدأ باستهلاك العسل الموجود في الخلية.
  • خبرة المزارع في تربية النحل.

الوقت المناسب لحصاد العسل

بما إننا تحدثنا عن الوقت الوسطي لإنتاج العسل، لابدّ لنا أن نتطرق لموضوع حصاد العسل. في الحقيقة يكمن سر الحصاد في فحص الخلية باستمرار، ولكن عمومًا يحصد النحّالون مرة واحدة في السنة، وتكون غالبًا في بداية الشتاء أو الخريف. بمجرد تغيير الفصول يبدأ النحل باستهلاك العسل، لذا فمن الأفضل حصاده قبل أن يستهلكه النحل.

كما إذا غطّى العسل حوالي 80٪ من قرص الشمع، فمن الأفضل أن يحصده المزارع. ولكن من المهم الانتباه للطريقة الأسلم والأفضل حفاظًا على سلامتك ودرءًا للمشاكل.

معلومات عن مملكة النحل

ونختم مقالنا هذا بمعلوماتٍ متنوعة وطريفة، تخص مملكة النحل:

  • جميع النحل في المملكة عاملات.
  • يطير النحل مسافة ما يعادل ثلاث مرات حول العالم في أميال جوية، لإنتاج كيلوغرام من العسل.
  •  يحدد نكهة العسل من نوع الزهرة التي يؤخذ رحيقها.
  • يمكن أن يصل عد البيوض التي تنتجها ملكة النحل 2000 بيضة في اليوم مع العلم إذا كانت البيضة مُخصبة ستصبح نحلة عاملة، أما غير المخصبة فستؤول لذكر.
  • يحدث التزاوج بين النحل في السماء، ويفقد الذكر على أثره أعضائه التناسلية ويموت.
  • يوجد أكثر من 20000 نوعًا مختلفًا من النحل حول العالم.

وبالخلاصة نستنج أن مسألة الوقت الذي يستغرقه النحل لإنتاج العسل يختلف من خلية لأخرى، وذلك تبعًا للظروف آنفة الذكر.