هل سبق لك والتقيت بشخص يستطيع إخبارك عن السمات الأساسية لك من خلال إلقاء نظرة واحدة عليك؟ يشعر الكثير منا بالاستغراب والفضول حيال هؤلاء الأشخاص الذين يعرفون بالفِراسة. الجدير بالذكر أن علم الفراسة كان معروفاً منذ زمن طويل ومن أهم الكتب التي تم تأليفها عنه كتاب الفِراسة للرازي. لذلك سنتعرف في هذا المقال على ملخص كتاب الفراسة، أما أهم الاقتباسات المأخوذة منه فسنخصص لها مقالاً أخرًا.
مؤلف كتاب الفراسة
مؤلف كتاب الفراسة من أشهر الشخصيات العربية فهو فخر الدين الرازي. كما يعرف بعدة أسماء وألقاب أهمها شيخ الإسلام والإمام وأبو عبد الله وأبو الفضل. أما اسمه الكامل فهو محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين بن علي التيمي البكري من قريش. ولد عام 1150 في الريّ وتوفي في هراة عام 1210 ميلادي وما يقابلها بالأعوام الهجرية من 554 حتى 606.
ميزة كتاب الفراسة للرازي
ويتميز هذا الكتاب حسب محققه -مصطفى عاشور- بحرص الرازي على الصدق واحترام عقل القارئ من خلال تقديم مفاتيح الشخصيات. كما أنه كان حريصاً في تقديم هذه المعلومات ضمن إطار الثقافة الإسلامية ومبادئها. من الجدير بالذكر أن هذا الكتاب قد لخص أفكار أرسطو حول الفراسة ونقلها إلى مجال علمي أوسع.
نبذة عن كتاب الفراسة
يسعى هذا الكتاب إلى تقديم تعريف بطريقة الاستدلال على الأحوال الباطنة للجسد من خلال الأحوال الظاهرة عليه. أي معرفة أخلاق الأشخاص وطبائعهم من خلال النظر إلى ملامحهم وما يظهر على أجسادهم من سمات. يعتبر كتاب الفراسة لفخر الدين الرازي من أشهر الكتب التي تتحدث عن هذا الموضوع. كما أنه المرجع الرئيسي لمعظم اتجاهات علم الفراسة التي ظهرت في أوقات لاحقة. يمكن القول أن هذا الكتاب من أهم كتب العلماء المسلمين التي تطرقت للحديث عن علم الفراسة وهو خلاصة لكتابين سابقين لأرسطو وفيلمون مع بعض الإضافات الهامة. بالإضافة إلى ذلك فهو يربط هذا العلم مع الطب من خلال فراسة المِزاج وعلاقتها مع كيمياء الدم.
محتوى الكتاب
يتكون المخطوط الأساسي من 55 صفحة من القطع المتوسط مكتوبة بخط النسخ. تضم كل صفحة حوالي 19 سطرًا. يقسم هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام فيما يعرف باسم المقالات.
- المقالة الأولى: عبارة عن تعريف بالفِراسة والمِزاج. بالإضافة إلى ذلك فهو يضم بيان فضيلة الفراسة والتعريف بالعلوم المناسبة له. كما أوضح طرق معرفة أخلاق الإنسان المصنفة ضمن ستة طرق.
- المقالة الثانية: تحتوي على تعريف بعلامات الأمزجة الكاملة بهدف تحديد الاعتدال والاختلال. بالإضافة إلى تعريف مقتضيات الأسنان الأربعة، والمقصود بالأسنان مراحل العمر التي يمر بها الإنسان.
- المقالة الثالثة: يوضح فيها الرازي دلالات الأعضاء الجزئية مثل الجبهة والعيون والأسنان وغيرها وقدمها من خلال 17 فصلاً.
الاستدلال بالأحوال الظاهرة للجسد على الأحوال الباطنة
إن جوهر كتاب الفراسة للرازي هو معرفة ما يقوله جسد الإنسان عن أخلاقه وهو أمر متعلق بالطب وليس بعلم الغيب. يستعرض كتاب الرازي أحد أنواع الفراسة وهي الاستدلال ومعرفة الأحوال الباطنة من خلال مشاهدة الأحوال الظاهرة. يختلف هذا النوع عن الفراسة الشائعة بين الناس والتي تعرف على أنها حالة روحانية أو إشراق روحي مصدره صفاء النفس بالإيمان والاستعداد الروحي لصاحبها.
يعتمد النوع المعروض في هذا الكتاب على الفطنة والذكاء والحفظ ومعرفة بعض أساسيات الطب. حيث يتم الاستفادة من العلامات الإشارات الظاهرة على أجساد البشر لمعرفة طباع وأخلاق صاحبها. يمكن الاستفادة من هذا العلم في عدة نواحٍ منها ما يستفيد منه القادة لمعرفة ميزات البشر لإسناد المسؤوليات المناسبة لهم. كما يمكن أن يستفيد منها المحققون والقضاة في قابلية ارتكاب الجرائم لدى المشتبه بهم في ارتكاب جناية ما.
معلومات عن النشر
مخطوط الكتاب الأساسي موجود في دار الكتب المصرية برقم (12 فراسة طلعت) وهو مصور على ميكروفيلم تحت رقم: 2460.
تمت طباعة وتوزيع كتاب الفراسة للرازي بتحقيق وتعليق مصطفى عاشور في مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع في القاهرة، مصر. أما وكلاء التوزيع في الدول العربية فهم:
- مكتبة الساعي في المملكة العربية السعودية.
- دار الاعتصام في المغرب
- دار الحكمة في البحرين
- مكتبة اليازجي في فلسطين.
- دار الفرجاني في ليبيا.
- دار الفضيلة في الإمارات العربية المتحدة.
يمكنك الاطلاع على الكتاب من خلال الرابط التالي: الفراسة
بهذا نكون قد تعرفنا على ملخص كتاب الفراسة للرازي وسنستعرض المزيد عن أهم اقتباسات هذا الكتاب في مقال لاحق. لكن في النهاية لا بد من الإشارة إلى أن لغة الجسد التي انتشرت بشدة في عصرنا الحالي ما هي إلا جزء من علم الفراسة الذي قدمه الرازي في كتابه هذا.