إن لفروع المحاسبة وأهميتها أثر كبير في اقتصاد البلدان. وكذلك تلعب المحاسبة الدور الأمثل في تحديد مدى قدرة الشركات على الاستمرار أو الانهيار. ومع تطور علم المحاسبة تولدت أفكار جديدة حول تطورات كثيرة في الأنظمة التابعة للشركات، أدت إلى انبثاق تحولات نوعية في بلدان عديدة شاركت في نقلهم إلى مرحلة أخرى من الحداثة. بالإضافة إلى أن تطور علم المحاسبة أدى إلى التوسع في تطبيق فروعه المختلفة. فأصبح لكل فرع من فروع المحاسبة فكرة خاصة به تندرج تحت شعار العمل للتحديث والتطوير بصدق ووضوح. وكذلك أصبحت الشركات تعتمد بشكل مباشر على هذه الفروع ضمنها لمعرفة مدى قدرتها على الخوض في المشاريع، ولإصلاح الأخطاء الموجودة فيها. ولذلك يجب عليها توظيف أشخاص متخصصين في هذه المجالات يظلون على معرفة مباشرة بأهم التحسينات في هذه الفروع، ويطلعون على آخر التغييرات الحاصلة فيها، ويحافظون على أهدافها وقيمها ليصلوا إلى النتيجة الصحيحة والموثوقة. فما هي المحاسبة؟ وكيف نشأت؟ وما هي فروع المحاسبة وأهميتها؟ لنتعرف على كل ذلك تابع معنا.

مفهوم المحاسبة

تطور علم المحاسبة منذ نشأته تطورًا كبيرًا. ولكن ظل هذا العلم محافظًا على أهميته. فما هي المحاسبة؟ المحاسبة تعني تسجيل وملاحقة العمليات والإجراءات الاقتصادية باتباع نظام محدد، يضمن توثيق وقياس وتحليل المعلومات المالية المستخدمة، من قبل الجهات الضريبية والمسؤولين عن مراكز القرار من مدراء ومستثمرين، وتوزيع هذه النتائج الحاصلة من موارد وأموال والإفصاح عنها، من خلال قوائم موثقة في فترات زمنية معينة، لتحديد قيمة الأرباح والخسائر وكمية الإيرادات والصادرات عنها. بالإضافة إلى إعطاء الصورة الواضحة والصادقة عن الحالة الاقتصادية للشركات أو الحكومات. وقد أصبحت المحاسبة جزءًا لا يتجزأ من الكيان الاقتصادي الذي يبين مقدار التطور والتحديث في الدول. فهي العلم الصادق الذي لا يجب العبث به أو الخلل بمبادئه.

تاريخ المحاسبة وأهميتها

ظهرت المحاسبة منذ ظهور الأموال، وأدى سرعة انتشار الأموال بين الناس إلى توسع انتشار المحاسبة. فالمحاسبة تضمن عدم السرقة وتوثق البيانات المالية لحماية صاحب العمل من الاحتيال. كما بدأ التركيز عليها في القرن الرابع عشر ووضعت القواعد الأساسية لها في القرن الخامس عشر على يد العالم الإيطالي لوكا باتشولي، ولكن لم يتم التوسع بها بل كانت متمثلة بتسجيل البيانات المالية في دفاتر الحسابات، وكان التعامل بها فرديًا من قبل صاحب العمل. ولكن مع قيام الثورة الصناعية وتطور الواقع المالي والاقتصادي والاستثمار زادت الحاجة لاستخدام المحاسبة. وقد أصبحت الشركات والمؤسسات وحتى الحكومات تعتمد أنظمتها على المحاسبة، ومن ذلك تطورت المحاسبة وأصبحت تمتلك فروعًا كثيرة ومهمة، كما ارتقت لتصبح علمًا أساسيًا يتوجب العمل به.

أهداف المحاسبة

إن نجاح أي علم يحتاج إلى أهداف واضحة ومنظمة يتم التقيد بها والاستناد عليها. ولعلم المحاسبة أهداف معروفة وثابتة. ومن أهم أهداف المحاسبة نذكر ما يلي:

  • الرقابة على السجلات المالية بدقة وخصوصًا العمليات التي تتمثل بالأموال النقدية.
  • توثيق العمليات الاقتصادية جميعها.
  • تسجيل وتوثيق حسابات التدفقات المالية النقدية ضمن فترة زمنية محددة.
  • تحديد مصادر الأموال الخاصة بالجهة الاقتصادية والتي تظهر في استخدام هذه الأموال، وما مصدرها ويتم تسجيل البيانات المخصصة في قوائم وتقديمها في نهاية الفترة المحددة.
  • إعطاء فترة زمنية يتم تحديدها للإفصاح عن نتيجة النشاط الاقتصادي.

فروع المحاسبة وأهميتها

تعددت فروع المحاسبة وأهميتها وتطورت تبعًا لحدوث الثورات الاقتصادية الكبيرة في العالم. وظلت المحاسبة بفروعها علمًا لابد من الارتكاز عليه للارتقاء نحو الأفضل. ومن فروع المحاسبة المتنوعة والمهمة:

المحاسبة المالية

تعد المحاسبة المالية الجذر الأساسي للمحاسبة ومنه تتفرع باقي الأنواع. وتعرف المحاسبة المالية بأنها تنسق وتنظم وتفسر المعلومات المالية المحاسبية، وتسجل التدفقات النقدية باتباع أنظمة مخصصة حسب الشركات والمؤسسات. ويجب اتباع مبدأ الإفصاح الكامل عن المعلومات للجميع، ويتم وضعها ضمن قوائم خاصة تقدم خلال فترة محددة مسبقًا. وتكثر الجهات المستفيدة من المحاسبة المالية وتتمثل بالحكومات والعاملين في المنشأة والدائنين، وكذلك المستثمرين وإدارة المنشأة، بالإضافة إلى مالكي الأسهم.

المحاسبة الإدارية

تلعب المحاسبة الإدارية دورًا مهمًا في إيصال المعلومات المالية وغير المالية اللازمة إلى الإدارة. فهي تختص بتحليل وتجميع البيانات في الشركة أو المؤسسة المحددة. كما تحدد مجموعة من المبادئ والأهداف التي يجب اتباعها للوصول إلى التكامل الإداري. وكذلك قد تتغير طرق التحليل التي تتبعها المحاسبة الإدارية عند تغير القرارات الإدارية. ولكن تبقى أهداف المحاسبة الإدارية واحدة، وتشمل أن يكون الوقت الذي تصل فيه المعلومة محددة بفترة زمنية عن وقت اتخاذ القرار. وأيضًا القدرة على إيصال المعلومة بشكل جيد ليتخلص متخذ القرار من الاضطراب وعدم التأكد.

محاسبة التكاليف وأهميتها

وتعني محاسبة التكاليف حساب وتبويب بيانات التكلفة المالية وتقدم التقارير اللازمة لاتخاذ القرارات التي تساعد في تشكيل القوائم المالية، وايصالها للجهات المخصصة لها. ويتم تحديد الفترة الزمنية مسبقًا، وقد تكون أسبوع أو شهر أو سنة. كما تحسب تكلفة المواد وتكلفة الإنتاج المباع. ولها اسماء أخرى مثل المحاسبة التحليلية ومحاسبة الاستقلال. وتعد محاسبة التكاليف من أسهل أنواع المحاسبة.

المحاسبة الضريبية

تلتزم المحاسبة الضريبية بالقوانين والأنظمة الضريبية الموضوعة. ويجب على المحاسب الاطلاع بشكل دائم على التطورات والتحديثات في القوانين والأنظمة الضريبية لبلاده، لأن المحاسبة تتأثر بتغيير النسب الضريبية. وتشمل ضرائب المبيعات والأرباح التجارية والمهنية والصناعية، وضرائب الدخل، ويجب تقديمها خلال فترات محددة من قبل الجهة المختصة بذلك. وقد تكون المدة المحددة شهريًا أو كل ثلاثة أشهر أو سنويًا.

فرع المحاسبة الحكومية

وتدرس هذه المحاسبة النفقات الحكومية والعمليات الاقتصادية المتعلقة بها. وتشمل الإيرادات وتصحيح الأخطاء والحاسبات العامة وكذلك تسجل الأعمال الأخرى ضمن قواعدها، مثل صرف رواتب الموظفين وشراء المعدات اللازمة لبناء الأبنية وتعبيد الطرق. وذلك لمعرفة الواقع الاقتصادي للحكومة وقياس قدرتها على التطور وبناء حضارتها. ويجب تقديم نتائج المحاسبة الحكومية بكل صدق ودقة للجهات المعنية، لحل المشكلات التي قد تتعرض لها أو لمحاولة تطوير المشاريع المرغوبة.

وفي النهاية للمحاسبة الفضل الأكبر في تنسيق الأعمال المالية وتنظيمها، لذلك يجب علينا دائمًا البحث عن الطرق الجديدة لتطويرها وتحديث أنواعها. ونتمنى أن تكون مقالتنا فروع المحاسبة وأهميتها قدمت لكم الفائدة المرجوة.