قبل التعرف على عناصر دراسة الجدوى يجب التنويه إلى أن دراسة الجدوى هي: تحليلٌ يأخذ في الاعتبار جميع العوامل ذات الصلة بالمشروع. بما في ذلك الاعتبارات الاقتصادية والتقنية والقانونية والجدولة للتأكد من احتمالية إتمام المشروع بنجاحٍ. بالإضافة إلى أنه يمكن أن يعتمد على عدة عواملٍ للتأكد ما إذا كان المشروع مجديًا أم لا.
ومع ذلك لا نستخدم دراسة الجدوى فقط للمشاريع التي تتطلع إلى قياس المكاسب المالية والتنبؤ بها. بعبارة أخرى، يمكن أن تعني “الإمكانية” شيئًا مختلفًا، اعتمادًا على الصناعة وهدف المشروع. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد دراسة الجدوى في تحديد ما إذا كان يمكن للمستشفى أن يولد ما يكفي من التبرعات ودولارات الاستثمار لتوسيع وبناء مركز جديد للسرطان. على الرغم من أن دراسات الجدوى يمكن أن تساعد مديري المشاريع في تحديد المخاطر والعودة من متابعة خطة العمل. إلا أنه يجب مراعاة العديد من الخطوات والممارسات قبل المضي قدمًا.
محتوى المقالة
مفهوم دراسة الجدوى
دراسة الجدوى هي تقييم التطبيق العملي لخطةٍ أو مشروعٍ مقترحٍ، حيث تساعد هذه الاستراتيجية في تحديد ما إذا كان المشروع مرجحًا للنجاح أو لا. بالإضافة إلى تحديد المشكلات المحتملة التي قد تنشأ من متابعة المشروع، يجب على مدراء المشاريع تحديد ما إذا كان لديهم عددٌ كافٌ من الأشخاص والموارد المالية والتكنولوجيا المناسب.
ويجب أن تحدد الدراسة أيضًا عائد الاستثمار، سواء تم قياسه باعتباره مكسبًا ماليًا أو منفعةً للمجتمع، كما في حالة مؤسسةٍ غير ربحيةٍ في بعض الحالات، حيث تتضمن دراسة الجدوى تغييرًا مهمًا في كيفية عمل الشركة، على سبيل المثال، الاستحواذ على أحد المنافسين. نتيجة لذلك، قد تتضمن دراسة الجدوى تحليل التدفق النقدي، وقياس مستوى النقد الناتج من الإيرادات مقابل تكاليف تشغيل المشروع. حيث يجب أن يستكمل لتحديد ما إذا كانت عودته كافيةً للتعويض عن مستوى المخاطر التي يتعرض لها المشروع.
خطوات دراسة الجدوى
- القيام بتحليلٍ أوليٍ، والذي يتضمن الحصول على تعليقات حول المفهوم الجديد من أصحاب المصلحة المناسبين للنظر في سيناريوهات الأعمال والأفكار الأخرى. ومن ثم تحليل وطرح أسئلةٍ حول البيانات التي تم الحصول عليها في المرحلة الأولى من الدراسة للتأكد من أنها متينة.
- إجراء مسحٍ للسوق لتحديد طلب السوق وفرصة متابعة المشروع أو العمل التجاري. بالإضافة إلى كتابة خطةٍ تنظيميةٍ أو تشغيليةٍ أو خطة عملٍ، بما في ذلك تحديد مقدار العمالة المطلوبة وبأي تكلفةٍ ومدةٍ.
- إعداد بيان الدخل المتوقع، والذي يتضمن الإيرادات وتكاليف التشغيل والأرباح، ومن ثم تجهيز الميزانية العمومية ليوم الافتتاح.
- تحديد العقبات وأي نقاط ضعفٍ محتملةٍ، وكذلك كيفية التعامل معها.
- وأخيرًا، اتخاذ قرارٍ أوليٍ بشأن المضي قدمًا في الخطة.
أساسيات دراسة الجدوى
هناك مجموعةٌ من الأسئلة التي يجب أن تجيب عنها دراسة الجدوى إجابة دقيقة وواضحة وموضوعية. ليتسنى لنا القول إن دراسة الجدوى ناجحة وهي:
• هل خطة المشروع مجدية تقنيًا؟ بمعنى هل لديك المؤهلات الفنية والتقنية لتنفيذ الخطة؟
• هل الخطة قانونية؟ وهل لديك أو لدى المستثمر القدرة على الوفاء بالالتزامات القانونية للمشروع؟
• الخطة قابلة للتنفيذ في الإطار الزمني المعقول أم لا؟
• قابلية أن يكون المشروع مجدي وإيجاد ما يبرر التكاليف التي يصرفها وتناسبها مع العوائد.
عندما تجيب دراسة الجدوى عن هذه الأسئلة بشكل واضحٍ بناء على بياناتٍ حقيقيةٍ وموضوعيةٍ تمت دراستها وتحليلها بشكل علميٍ؛ ستتيح للمستثمر اتخاذ قرارٍ حكيمٍ بتبني المشروع أو غض النظر عنه.
أهمية دراسة الجدوى
- سيظهر جدوى اقتراحك عند دراسة الجدوى، حيث بدأ كل اقتراح ٍأو تطويرٍ رائدٍ بفكرةٍ، وبينما تحدى البعض الاحتمالات التي تقف ضدهم، نادرًا ما تنجح هذه الأفكار دون أن يتم تقييمها أولًا. من خلال النظر إلى المناظر الطبيعية المحيطة بمشروعك، بما في ذلك من أين سيأتي عملاؤك المحتملون ومن تتنافس معهم على الربح، بعد ذلك ستتمكن من قياس احتمالية تحقيق أهدافك. من المهم ملاحظة أن دراسات الجدوى يمكن أن تساعدك أيضًا في تحديد التكاليف المطلوبة لبدء المشروع بنجاحٍ. لذلك إذا لم يكن الاقتراح واقعيًا في البداية، فيمكن إجراء تعديلات لزيادة قابليته للتطبيق.
- تساعد أفكارٌ رائعةٌ في تحديد الأهداف، لكنها لا تقل أهميةً عن تنفيذها. ستساعدك دراسة الجدوى على معرفة الأهداف التي تحتاج إلى وضعها لتحقيق النجاح من خلال توفير معاييرٍ مرجعيةٍ لجدوى المشروع. على سبيل المثال، إذا كان مجتمعك يرغب في بناء مرفقٍ رياضي داخليٍ أو خارجيٍ، فقد لا تكون لديك صورةٌ واضحةٌ لتكاليف البناء. تساعدك دراسة الجدوى على فهم تكاليف منشأتك بالإضافة إلى عوائدها المحتملة. يمكنك مع توفر هذه المعلومات، إما الحصول على الموارد اللازمة لإكمال مشروعك أو “تحديد الحجم المناسب” لمشروعك بناءً على الموارد المتاحة.
- تساعد على تطوير الخطة، مثل الأفكار، تكون الأهداف مفيدة فقط عندما يتم وضعها موضع التنفيذ. أثناء تحديد أهدافك، بمساعدة دراسة الجدوى الخاصة بك، بالإضافة إلى أنها ستمنحك فهمًا أفضلًا للخطوات التي تحتاج إلى اتخاذها. ويمكنك بعد ذلك اتخاذ هذه الخطوات وإنشاء خطةٍ لتطوير منشأتك.
- تساعد على تنفيذ تلك الخطة، يمكن القول إن أكبر فائدة لدراسة الجدوى هي أنها توفر لك معلوماتٍ محددةٍ حول ما يطلبه المشروع حتى يكون مستدامًا.و من خلال فهم تكاليف التطوير، والمشهد التنافسي، ومن أين سيأتي العملاء المحتملون، والإيرادات المحتملة، سيكون لديك شعور بالموارد التي يجب شراؤها والإجراءات التي يجب أن يتخذها فريقك لتحقيق النجاح. بالإضافة إلى أن دراسة الجدوى هي بمثابة خارطة الطريق التي تصف المسار الأمثل لإنشاء مجمعٍ جديدٍ.
- تمنح دراسة الجدوى الهوية، عند التخطيط لمرفقٍ رياضيٍ أو ترفيهيٍ، سيكون لديك فكرةٌ عامةٌ عن ماهية الشخص الذي ينافسك. ومع ذلك يجب عليك للوصول إلى هذا الجمهور أن تفهم احتياجاتهم بالإضافة إلى المشهد التنافسي. ويمكنك التميز عن المنافسين عن طريق دراسة الجدوى التي ستقوم بدورها بمنحك الهوية.
أنواع دراسة الجدوى
دراسة الجدوى الفنية
تعرض الجدوى الهندسية للمشروع في الجدوى الفنية. بالإضافة إلى تغطية بعض الجوانب الهندسية الهامة والضرورية لتصميم المشروع. على سبيل المثال، الجوانب المدنية والهيكلية وغيرها من الجوانب ذات الصلة. ننظر في القدرة الفنية للتقنيات المتوقعة وقدرات الموظفين الذين سيتوظفون في المشروع. حيث ينبغي عندما تكون المشاريع في دول العالم الثالث تحليل نقل التكنولوجيا بين الثقافات والمناطق الجغرافية. ومن خلال القيام بذلك، نفهم مكاسب أو خسارة الإنتاجية والآثار الأخرى بسبب الاختلافات في توافر الوقود، والجغرافيا، والتضاريس، ودعم البنية التحتية، وغيرها من المشاكل.
دراسة الجدوى الإدارية
يمكننا التأكد من الجدوى الإدارية من خلال بعض العناصر الرئيسية. على سبيل المثال، مشاركة الموظفين، وتوافر الإدارة وقدرتها، والالتزام. معالجة الهيكل الإداري والتنظيمي للمشروع من خلال هذه الجدوى التي تضمن أن هيكل صاحب المشروع المذكور في التقديم ممكن لنوع العملية المنفذة.
دراسة الإمكانيات المالية
لكل مشروعٍ تكاليفٌ وعوائدٌ تتحقق عند تنفيذه. حيث تنقسم التكاليف إلى:
- تكاليفٌ استثماريةٌ، وهي كافة ما ينفق على المشروع منذ بداية التفكير في عملية الاستثمار حتى دورة التشغيل العادية الأولى. وتشمل جميع تكاليف وإنشاء المشروع بالإضافة إلى فوائد القروض طويلة الأجل. حيث تمثل هذه التكاليف إنفاقًا استثماريًا يستفيد منه المشروع لأكثر من سنة من تاريخ عمره.
- تكاليفٌ جاريةٌ، وتشمل جملة التكاليف قصيرة الأجل، وتكاليف مستلزمات التشغيل لدورةٍ واحدةٍ، وتكاليف الأجور والمرتبات والوقود والطاقة.
دراسة الجدوى الاقتصادية
لدراسة الجدوى الاقتصادية أهميةٌ بالنسبة للمستثمر والمشروع، حيث تبين مدى وجود فرص استثماريةٍ جديدة ٍتحتاج إلى دراسةٍ تفصيليةٍ فتمكن للمستثمر أن يختار بين الفرص الاستثمارية المتاحة، حيث يقوم بترتيبها بطريقةٍ يمكنه العودة إليها في أي مرحلةٍ من عملية التنفيذ. بالإضافة إل ذلك تكمن أهمية دراسة الجدوى في عملية اتخاذ القرارات المرتبطة بإنشاء المشروع، مثل: شراء العقارات، وإقامة المباني، وتوريد الآلات.
دراسة الجدوى الاجتماعية
تهتم الجدوى الاجتماعية بعدالة توزيع الدخل بين الفئات المختلفة في المجتمع. ومن هذا المنطلق يمكننا تصور عدة أسئلة مفيدةٍ للقائم بدراسة الجدوى لمشروعه وهي:
- ما هو أثر المشروع على خلق فرص عمل جديدة؟ وكم فرصة عمل يتطلبها المشروع؟ وكم نسبة العمالة العادية فيها؟
- هل للمشروع تأثير على توزيع الدخل للفئات الاجتماعية محدودة الدخل؟
- لأي الفئات الاجتماعية تعود خدمة هذا المشروع؟
دراسة الجدوى السياسية
هل توجه الاعتبارات السياسية المشروع المقترح؟ هذا صحيح بالتأكيد بالنسبة للمشاريع الكبيرة ذات الرؤية المحتملة التي يكون لها آثارٌ سياسيةٌ مهمةٌ ومدخلاتٌ حكوميةٌ. على سبيل المثال، بغض النظر عن ميزة المشروع، تكون الضرورة السياسية مصدر مساعدةٍ للمشروع من ناحية أخرى، بسبب العوامل السياسية، حيث تواجه المشاريع ذات القيمة معارضةً لا يمكن السيطرة عليها. حيث نقوم بتقييمٍ لأهداف المشروع مع الأهداف الحالية للنظام السياسي في تحليل الجدوى السياسية.
دراسة جدوى السلامة
تتضمن جدوى السلامة تحليل المشروع من أجل التأكد من قدرته على التنفيذ والتشغيل بأمان مع أقل الآثار غير المواتية على البيئة. بالإضافة إلى أنه في المشاريع المعقدة، لا يتم معالجة تقييم الأثر البيئي بشكل صحيح.
دراسة الجدوى البيئية
الجانب البيئي مهم للغاية في إنجاح أو فشل أي مشروع محتمل. ينبغي الاهتمام بهذا الجانب في المراحل الأولى من المشروع. بالإضافة إلى معالجة جميع المخاوف البيئية المثارة أو المتوقعة في الجدوى البيئية، بحيث يمكن اتخاذ الإجراءات المناسبة لتغطية القضايا ذات الصلة بالبيئة. ويجب أيضًا تضمين قدرة المشروع على الحصول في الوقت المناسب على التصاريح والتراخيص والموافقات المطلوبة بتكلفةٍ معقولةٍ في هذا المجال.
عناصر دراسة الجدوى
هنالك نوعين من الدراسة لعناصر دراسة الجدوى وهي:
• الدراسة الابتدائية، وما يسمى بالدراسة الأولية أي وثيقةٌ مبسطةٌ تساعد على قبول فكرة المشروع، أو رفضها.
• الدراسة التفصيلية، هي النتائج التي حصلنا عليها من الدراسة الأولية. بالإضافة إلى بعض المعلومات التفصيلية المتعلقة بالمشروع والتي تنقسم إلى خمسة أقسام هي:
• دراسة الجدوى التسويقية: مهمتها تكمن بتحديد حجم الطلب على منتج او مشروعٍ معينٍ ومن ثم توصيف سوق هذا المنتج من حيث: السن، الدخل، المهنة، المنطقة الجغرافية، النوع، نوع النشاط، حجم العمال، الشكل القانوني. تحديد حجم الطلب الكلي والعرض الكلي في الوقت الراهن ومستقبلًا بالنسبة لهذا المنتج.
• الجدوى الفنية: تحدد هذه الدراسة مجموعةً من العناصر الأساسية للمشروع. على سبيل المثال، دراسة واختيار موقع المشروع، وتخطيط عملية الإنتاج، وتحديد طريقة الإنتاج، وبيان احتياجات المشروع من الآلات والقوى العاملة والمواد الخام، وأخيرًا التكلفة الإجمالية للمشروع.
• الدراسة المالية والاقتصادية: تأتي هذه المرحلة من الدراسة بعد الانتهاء من مرحلة الدراسة التسويقية، والدراسة الفنية لتحديد المصدر الأمثل والأنسب لتمويل المشروع. على سبيل المثال، القروض بنوعيها: القروض طويلة الأجل، والقروض قصيرة الأجل.
• تناولت الدراسة تخطيط وتوجيه وتنظيم ومتابعة احتياجات المشروع من خلال أفضل مزيجٍ تمويليٍ من مختلف مصادر التمويل وإدارة وتوظيف هذه الأموال في مختلف أنشطة المشروع وتعظيم نتائجها وإعطائها عوائدًا ونتائجًا.
• إعداد اقتراح الاستثمار: توجيه مصادر التمويل.
وأخيرًا، يجب عمل جدوى اقتصادية ومعرفة عناصر دراسة الجدوى قبل البدء في تنفيذ المشاريع الاقتصادية. حيث توضح أسس بناء المشروع من بدايته كفكرة حتى نهاية تنفيذه، حيث تعطيه خطواتٍ واضحةً وآمنةً في تنفيذه وتضمن له النجاح.
