هل ذهبت يومًا ما إلى منحلتك وشعرت أنّها لا تبدو نابضةً بالحياة؟ أو هل شعرت بنقص تعداد النّحل بشكلٍ يومي؟ 

إن كان جوابك هو نعم، فمن المحتمل أنّ خليَّتك تعاني من فقدان ملكة النّحل خاصّتها! وهذا هو التهديد الأكبر الذي يعرّض استمرارية الخليّة للخطر. ولحسن الحظ، توجد عدة مؤشّرات يمكن الاعتماد عليها في الكشف المبكر عن هذا التهديد ومعالجته قبل فوات الأوان. لذلك تابع معنا في هذا المقال الذي يتحدّث عن أهم علامات فقدان ملكة النّحل. 

قلّة عدد البيوض من علامات فقدان الملكة

إنّ الملكة هي الوحيدة التي يمكنها وضع البيض المُلقّح. وبالتالي فإنّ أوّل علامات فقدانملكة النّحل هو نقص عدد البيوض ثم نقص اليرقات اليافعة وفقدانها بشكل تام في النّهاية. ولذلك على مربّي النّحل أن يتحقّق من وجود البيض الطّازج بشكلٍ دائم للتّأكّد من وجود الملكة في الخليّة. لأنه في حال عدم تواجدها لفترةٍ طويلة، سيموت النّحل العامل من الشّيخوخة ولن يكون بالإمكان استبداله. وعند اكتشاف غيابها مبكرًا، يمكن تقدير المدّة بحسب مرحلة تطور الحَضنة في الخليّة، حيث تتواجد بيوض في مختلف مراحل التّطوّر في معظم أوقات السّنة. 

تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المؤشّر ليس كافيًا للاعتماد عليه فقط في تحديد وجود الملكة من عدمها. حيث يوجد ما يسمى “استراحة الحَضنة” وهي فترة قصيرة تتوقّف فيها الملكة عن وضع البيوض من أجل محاربة مرض الحَضنة. وفي حال لم تستأنف وضع البيض فهذا يعني أنّها تعاني من العقم وبالتّالي يجب استبدالها. 

نقصان حاد في تعداد النّحل من علامات فقدان الملكة

ينقص تعداد النّحل كل يوم لأسباب طبيعيّة وأخرى غير طبيعيّة، منها نتيجةً للإرهاق بسبب العمل الدائم، ومنها بسبب التّعرض للالتهام من قبل الطّيور والحشرات الأخرى. أو حتى في بعض الحالات نتيجةً للدغ البشر. ولذلك فإنّ عدم تواجد الملكة لفترة من الزّمن لن يعوّض هذا الفاقد وسيؤدّي في النّهاية إلى موت خليّة النّحل. 

تقلّب في المزاج من علامات فقدان ملكة النحل

أحد علامات فقدان الملكة التي يجب الانتباه إليها هو مزاج النّحل. حيث يبدو متوتّرًا في أغلب الأحيان ويصدر أنينًا عالي النّبرة مصحوبًا بزئيرٍ خفيف عند فتح الخليّة. ولكن هذه الأمر يحتاج إلى دقّة في الملاحظة حيث لا يستطيع أغلب مربّي النّحل تمييز الصّوت ومعرفة ما إن كان مجرّد أنينٍ طبيعي أم لا، بالإضافة إلى خروج النّحل بأعداد أكبر من المعتاد من الخليّة للدّفاع عنها. ومن التقلّبات الأخرى، تغيّر طبيعة حركة النحل العامل حيث أنّهم سينشرون أجنحتهم على شكل حرف (K) وسيتجولون قرابة مدخل الخليّة قليلاً ثمّ ينطلقون للبحث عن الغذاء. مع العلم أنّهم في الحالات الطبيعية يبقون أجنحتهم مطويةً وينطلقون في مهمّتهم على الفور. 

تواجد العسل مكان الحضنة من علامات موت الملكة

تبدأ حياة النّحل كمربٍّ للحَضنة ثم ينتقلون بعدها لمهمّة جمع الطّعام لبقيّة حياتهم. ولكن عند فقدان الملكة لن يكون هناك يرقات لرعايتها. وبالتالي سيؤدّي هذا إلى حدوث اختلال في توزّع المهمّات. أي سيعمل جميع النّحل على جمع الطّعام من عسل ورحيق وحبوب لقاح مستفيدين من المساحة المخصّصة للحَضنة واستخدامها كموقع إضافي للتّخزين. 

عند تواجد الملكة ضمن الخليّة، نلاحظ وجود الحَضنة في وسط المشط محاطةً بالعسل وحبوب اللقاح. وبالتّالي في حال لاحظ مربّي النّحل كثرة العسل في تلك المنطقة وعدم وجود أيّة حَضنة، فهذا يعني عدم تواجد الملكة في المستعمرة. 

تزايد عدد النّحل المذكر من علامات فقدان الملكة

من المعروف أنّ الحَضنة المخصّبة التي تضعها الملكة تفرز هرموناً يمنع العاملات من وضع البيض (للتذكير فإنّ العاملات يمتلكن القدرة على وضع البيوض ولكنهم لا يتزاوجون، مما يجعلهم غير قادرين على إنجاب عاملات أخرى). وبالتالي عند فقدان ملكة النّحل لوقت طويل ستتولى العاملات هذه المهمة، وباعتبار بيضها بيضًا غير ملقحًا فإنّه سيفقس ويصبح نحلاً مذكرًا. ومع الوقت ستلاحظ تزايدًا هائلاً في عدد النّحل المذكّر مع العلم أنّه في الحالات الطبيعية لا يتجاوز تعداده خُمس تعداد خليّة النّحل. 

تواجد عدّة بيوض في كل خليّة من علامات موت الملكة

كما نعلم فإن ملكة النّحل متخصصة في مهمة وضع البيض. أي أنّها تعلم مواعيد، أمكنة، وعدد البيض الواجب وضعه (وهو بيضة واحدة فقط في كل خليّة ملكيّة). وبالتّالي عندما تأخذ المربّيات على عاتقهنّ هذه المهمة، سيقومون بارتكاب الأخطاء وسيضعون البيض في كل مكان. وعندها ستكون الخلايا مليئةً بها دالّةً على عدم وجود الملكة ضمن المستعمرة. 

وممّا سبق نستنتج أنًّ فقدان الملكة سبب شائع لخسارة مستعمرة النّحل، خاصّةً بالنسبة لمربّيي النّحل الجّدد. وفي العادة، تكون معظم المستعمرات قادرةً على استبدال ملكاتها بشكلٍ طبيعي، ولكن في حال اضّطرّ المربّي للتدخّل فكل ما عليه فعله هو الاحتفاظ بسجلٍّ يخزّن فيه كل ما يراه في مستعمرته. وعندما يكتشف غياب الملكة يستطيع عندها إمّا شراء ملكةٍ جديدة أو السّماح لمستعمرته بإنتاجها بنفسها.