هل تعلم ما هو علاج مرض الثايليريا عند الأبقار؟ هل لديك معلومات كافية عن هذا المرض؟ سنخبرك في مقالنا التّالي كلّ المعلومات الّتي تخصّ مرض الثايليريا عند الأبقار. وسنذكر أسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه، بالإضافة إلى ذلك سنقدم بعض النّصائح في سبيل وقاية الأبقار من الإصابة به.

معلومات هامة عن مرض الثايليريا عند الأبقار

مصدر هذا المرض هو طفيل الثايليريا أنيولتا، وهو طفيل وحيد الخليّة، ونوعه الموجود في كريات الدم الحمراء يكون شكله بيضاويًّا أو مستديرًا. وينتقل هذا الطفيل عن طريق القراد إلى الأبقار. حيث أنّ طفيل الثايليريا أنيولتا يسبّب الحمّى، والهزال الشّديد، وفقر الدّم، وتضخم الغدد الليمفوية للبقرة المصابة. وتجدر الإشارة إلى أنّ الثايليريا تتكاثر بعد وصولها إلى جسم الأبقار، ضمن الخلايا الليمفوية وضمن الكريّات الدّمويّة، مما يسبّب فقرًا في الدّم، ونقصًا حادًّا بالخلايا الليمفوية.

أوّل من اكتشف المرض واستطاع توصيفه هو البيطري دنكويسكي. وذلك في العام 1904 ميلادي. وبعد اكتشافه بفترة وجيزة، حدث وباء قاتل نتيجة هذا المرض. تسبّب في نفوق عدد كبير من الأبقار المصابة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسّط. ومن ثمّ حدث وباء مماثل في الهند. ومن ناحية مناطق انتشاره، فهي نفس مناطق انتشار قراد الهايلوما. والّذي ينتشر بشكل واسع في بلدان الشّرق الاوسط، وشمال افريقيا، وجنوب أوروبا، وجنوب روسيا، والصين.

وتعتبر الأبقار من المستضيفات الطبيعية للثايليريا أنيولتا، ومن الملاحظ أنّ الأبقار المحليّة أكثر قدرة على مقاومة هذا المرض، مقارنةً مع الأبقار الأوروبية، والّتي دخلت منذ وقت قريب إلى أماكن انتشار المرض. والأهم من ذلك كلّه قد لُحظ أن المناطق الطبيعية الّتي يتعايش فيها البقر مع القراد ضمن بيئة واحدة غالبًا ما تكون الإصابة بهذا المرض فيها معتدلة الشّدة. ولا يسّجل فيها نسبة نفوق عالية جرّاء الإصابة بالمرض، ولا تتعدّى نسبة النّفوق فيها 10% من إجمالي نسبة الإصابات، على عكس العجول الّتي تعيش في بيئة شبه خالية من القراد، حيث أنّ تعرض هذا الأبقار للقراد وإصابتها بالمرض قد يسبب وباءً عالي الخطورة، ويؤدي إلى نسبة نفوق عالية ضمن صفوف الأبقار المصابة به.

أعراض وأشكال مرض الثايليريا عند الأبقار

  • فترة الحضانة: تتراوح فيما بين ستّة أيّام وواحد وعشرون يومًا.
  • شدّة المرض: قد يظهر المرض في درجات متفاوتة الشدّة، وذلك اعتمادًا على الحالة المناعية للأبقار، والحالة العامة للمنطقة المنتشر بها. وتمرّ الأعراض غالبًا دون أن نلاحظها في الأبقار المحلية البالغة في مناطق توطّن المرض، وقد يحدث بسبب هذا المرض نفوق بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20% في الأبقار المصابة، أما بالنّسبة للأبقار الأوربية المستوردة حديثًا، فإنّ نسبة النفوق تكون عالية، وقد تتراوح نسبتها بين 20 إلى 90 %.
  • الشّكل فوق الحاد في مرض الثايليريا: يصيب الأبقار شديدة الحساسية عند دخولها إحدى مناطق توطن المرض، حيث يحدث ارتفاع في درجة حرارتها، ونلاحظ عدم رغبتها في الأكل، وخمولها، ومن الممكن جدًّا أن تنفق هذه الأبقار خلال أول 5 أيام من اصابتها بمرض الثايليريا.
  • الشّكل الحاد في مرض الثايليريا: يحدث عندما تدخل أبقار حساسة إلى مناطق الوباء، وأثناء تواجدها في أطراف مناطق تواجد القراد الناقل. والأبقار المصابة بهذا الشّكل نلاحظ عليها ارتفاع درجة حرارتها لعدة أيام، بالإضافة إلى ذلك فهي تفقد الشّهية. وتصاب بالنعاس مع توقف حركات الكرش، والأهم من ذلك كلّه فإنّنا نلاحظ تضخّم الغدد الليمفويّة السّطحية. كما أنّنا نشاهد إفرازات أنفية وضيق نفس واضح عند البقرة المصابة.
    وفي المرحلة التّالية لهذا الشّكل من المرض تصاب البقرة بفقر دم، مترافق مع شحوب في الأغشية المخاطية. وتزايد سرعة ضربات قلبها. وغالبًا ما يلاحظ انخفاض في إنتاج الحليب، بالإضافة إلى إجهاض الأبقار في بعض الحالات. وقد تظهر أعراض عصبية قبل موت البقرة في بعض الحالات. وهذا الشكل من الإصابة يسبب الضعف الشديد، وفي فترة تتراوح بين 8 و18 يومًا قد تتراوح نسبة النفوق من 40 إلى 80% من إجمالي نسبة الأبقار المصابة.
  • الشّكل المزمن في مرض الثايليريا: غالبًا ما يملك هذا الشّكل من المرض دورة مرضيّة طويلة زمنيًّا، وفترة تعافي وشفاء أطول، ومن النّادر جدًّا نفوق الأبقار المصابة في هذا النّمط.

علاج مرض الثايليريا عند الأبقار

إنّ أفضل علاج لمرض الثايليريا عند الأبقار، هو عبارة عن مجموعة من الأدوية، والّتي يجب أن تقدّم إلى الأبقار المصابة بطريقة صحيحة. وفيما يلي سنذكر أهمّ الأدوية اللازمة لعلاج هذا المرض:

  • مركّبات النافثوكوينونز: التي تتضمّن مركّبات (بارفاكون، بوبارفاكون)، وكذلك مركبات كوينوزولينون والّتي تشمل مركبّات مثل (هالوفيوجينون لاكتات وهالوفيوجينون هيدروبروميد)، بالإضافة إلى ذلك نذكر الميروزيت بكرات الدم الحمراء. ولكن يجب أن نعلم بأنّ هذه المركّبات لا تقضي على المرض.
  • الأدوية التي تنشّط تكوين الدم: ويجب استخدامها لمنع التأثيرات الضارة بفقر الدّم الشّديد.
  • هالوفيوجينون لاكتات تيريت: وتقدّم بجرعتين مقدار كل واحدة منها 1.2 ملجم/كجم، ويفصل بينهما 48 ساعة. ويعتبر علاج فموي فعّال للحالات الحادّة، ولكنّه يسبب تأثيرات جانبية هضمية غير مرغوب فيها في بعض الأحيان.
  • الأوكسي تتراسيكلين بالحقن أو الكلورتتراسيكلين عن طريق الفم: يمنح نتائجًا علاجيّة جيّدة، وذلك عند استخدمه خلال فترة الحضانة. ولكن ليس له تأثير يذكر عند إعطائه خلال وصول المرض إلى المرحلة الحادّة. والطريقة العلاجية الأفضل بهذا الخصوص، هي حقن جرعتين من الأوكسي تتراسيكلين بالعضل. وبمقدار 20 ملجم/كجم، ويفصل بينهما 48 ساعة. أو بتقديم جرعة يوميّة مقدارها 8 ملجم/كجم من وزن جسم البقرة المصابة، وذلك لمدّة خمسة أيام.
  • بيوتاليكس: يصنّف كأفضل علاج مستخدم ضد مرض الثايليريا، ويقدّم بجرعة مقدارها 2.5 ملجم/ كجم (1ملل/20كجم) عن طريق الحقن العضلي. وفي بعض الحالات الحادة، فإنّنا تحتاج إلى تقديم جرعتين يفصل بينهما 72 ساعة.
  • بارفاكون كليكسون: ويقدّم بجرعتين مقدار الواحدة منها 15-20 ملجم/كجم عن طريق الحقن العضلي، ويجب أن يفصل بينهما 48 ساعة. وهو علاج فعّال وموثوق النتائج في أغلب الحالات.

نصائح للسّيطرة على مرض الثايليريا

  • في مناطق توطّن المرض: يمكن وضع برامج للتحكم بالمرض، وهدفها الحدّ من انتشار الأوبئة، وتتضمّن هذه البرامج أمورًا متنوعة. على سبيل المثال نذكر السيطرة على القراد الناقل، وزيادة مناعة الأبقار عن طريق التطعيم، والتمنيع الكيميائي. ويصنّف التّطعيم على أنّه أكثر عنصر فاعليّةً بين كل العناصر.
  • سلالات الأبقار المحليّة التي تتعايش في نفس البيئة مع القراد والعدوى، لا تحتاج برامج مكثفة من العلاج. على عكس الأبقار الدّاخلة من مناطق خالية من العدوى، فهي بحاجة إلى تحكّم شديد بالقراد، وإيجاد حالة من الثبات في التوطن لديها.
  • القرادة الواحدة الحاملة للعدوى يمكنها أن تسبب وباء واسع النطاق بين الأبقار، من أجل ذلك يجب أن تكون برامج مكافحة القراد صارمة. فيجب على سبيل المثال رش الأبقار، وتغطيسها في مبيدات القراد مرتين كل 7 أيام. بالإضافة إلى ذلك يجب تعقيم الأرضيّات في المناطق المصابة.
  • إنّ استئصال ثايليريا المناطق الحارة ممكن في حال تمّ استئصال القراد الناقل لها. ويمكن اكتشاف الأبقار الحاملة للثايليريا، والتخلص منها. وبعد ذلك يجب الاحتفاظ بالأبقار السّليمة بعيدًا عن الأبقار التي من الممكن أن تنقل العدوى.
  • التمنيع الكيميائي: ويتم عن طريق خلق العدوى مع العلاج، ويمكن من خلال ذلك إيجاد حالة من المناعة باستخدام قراد سبق تغذيته على حيوانات مصابة. متزامنًا مع استخدام حقن (التتراسيكلين و البوبارفاكون). ويسبّب التمنيع عدوى غير محسوسة.
  • يجب تطعيم الأبقار قبل حوالي 3 إلى 4 أسابيع من دخولها إلى مراعي يوجد بها القراد.

وفي نهاية مقالنا هذا، نجد بـأنّ هذا المرض، لا يعتبر مرضًا خطيرًا، إلّا في حالة إهمال الأبقار، وبالتّالي فإنّ الاهتمام بصحّة الأبقار، ونظافتها، يجب أن تكون من أولويّات هذا العمل. وفي حالة الإصابة بهذا المرض، فإنّ الأدوية متوفّرة، وموجودة من أجل مكافحته، ومساعدة الأبقار في الشّفاء منه.