يعد مرض تكيّس الحضنة الذي يصيب النّحل من أخطر الأمراض التي تهدد مسيرة حياته. وبالتأكيد يوجد الكثير من الأسئلة التي تدور في أذهان أغلب مربي النحل حول هذا المرض. ما هي أسبابه والأعراض التي ترافقه؟ ما هو مصير الحضنة عند إصابتها بهذا المرض؟ هل يوجد سبل للعلاج؟ وما هي أهم سبل الوقاية المتّبعة في حال وجودها؟ هيا بنا نتعرف على أجوبة تلك الأسئلة من خلال مقالنا التالي.

مرض تكيس الحضنة عند النحل

يصنّف مرض تكيس الحضنة على أنّه من أشهر الأمراض الفيروسيّة المعدية التي تصيب طوائف النّحل، ومع ذلك لا يمكن تصنيفه على أنّه شديد الخطورة كأمراض الحضنة الأخرى، باعتباره من الأمراض التي يمكن السيطرة عليها في حال تشخيصها سريعًا والبدء بمعالجتها مباشرةً.

ويسببه فيروس لا ترى جزيئاته بالميكرسكوب العادي الضوئي، ويعرف بفيروس تكيس الحضنة (Sac brood Virus SB V). كما يصيب الفيروس القناة الهضمية لليرقات صغيرة السن، التي يقل عمرها عن 48 ساعة، والتي تعدُّ حساسة للإصابة. ويمكن للفيروس أن يصل من خلال الغذاء الملكي إلى اليرقات، وخاصة اليرقات الصغيرة بالعمر التي تصاب غالباً لأنها الأكثر تغذية بالغذاء الملكي. ومن الجدير بالذكر أنه عادة ما تحدث الإصابة في فصل الربيع، مع العلم تقل حساسية اليرقات للإصابة بع عند تقدمها في السن.

أعراض تكيس الحضنة

يتحوّل لون اليرقات المصابة بالتّدريج من اللون الأبيض اللاّمع إلى اللون الرمادي ابتداءً من الرأس، ثم يتحول لونها بعد موت اليرقة إلى اللون البني الداكن ثم الأسود، وفى النّهاية تتحول اليرقة الى قشرة جافة سوداء اللون.

وعند رفع اليرقة برفق من داخل العين السداسية يكون لها شكل يشبه الكيس المملوء بالماء، ومن هنا جاءت التسمية بمرض تكيس الحضنة. كما يلاحظ أن جدار جسم اليرقة الميتة يكون جامدًا ولا يتمزّق، وهذا ما يميز اليرقة المصابة بتكيّس الحضنة. إضافة إلى ذلك لا يظهر على النّحل البالغ أعراض الإصابة بهذا الفيروس، ولكن تكون حياتها قصيرة.

تشخيص المرض

  • ملاحظة الأعراض المميزة للمرض والتي تتمثل بتشكّل كيس مائي، وظهور الحلقات الدائرية على جسم اليرقة.
  • عدم وجود الرائحة المميزة مثل أمراض الحضنة الأمريكي والأوروبي.
  • تكون الحرشفة الجافة المتشكلة من موت اليرقة بشكل زورقي.

علاج مرض تكيس الحضنة في النحل

مرض تكيّس الحضنة كغيره من الأمراض الفيروسيّة لا يوجد له علاج مباشر. ولكن من ناحية أخرى لا يظهر المرض بشكل أوبئة حادة، لذلك لا يؤثر كثيرًا على الناحية الاقتصاديّة للنّحال، إذ يكفي التخلّص من الحضنة والإطارات المصابة. بالإضافة إلى إقصاء اليرقات الميّتة، ويمكن القيام بذلك خاصة عند ترافق الإصابة بأمراض أخرى في أواخر الصيف مثل مرض قراد الفاروا.

وباعتبار أن هذا المرض يظهر في كثير من الأحيان بسبب نقص الغذاء في الطائفة. يلجأ النحال إلى تغذية النحل بمحلول السكر بنسبة 66%، هذا فضلًا عن نثر السّكر مما يحرض سلوك التّنظيف الذّاتي للطائفة. ولكن يعد كسر دورة الحضنة العلاج الأمثل، لأنه يعطى الفرصة للشغالات لتنظيف العيون السداسية من اليرقات المصابة، مما يساعد على خفض الإصابة بالمرض، وذلك باتباع إحدى الطرائق التّالية :

  •  التقفيص على الملكة لمدة 7 أيام.
  •  تغير ملكات الطوائف المصابة بأخرى سليمة من سلالة مقاومة، مع تجنب السماح للنحل بتربية الملكات من طوائف المصابة.

الوقاية من تكيس الحضنة في النحل

  • تقوية الطوائف الضعيفة بإضافة نحل صغير السن أو أقراص حضنة مغلقة على وشك الفقس. حيث أن لطوائف القوية تحد من انتشار المرض وتتغلب عليه في مرحلة مبكرة.
  • تحسين الظروف البيئية في منطقة المنحل.
  • تعقيم الأدوات المستخدمة في الخلايا باستخدام حمض الفورميك 20 %.
  • تربية وانتخاب سلالات مقاومة للمرض تتميز بزيادة نشاط الشغالات في إزالة اليرقات المصابة.

وفي الختام علينا أن ندرك أهمية النحل باعتباره ثروة زراعية لها فوائدها الكبيرة على مستوى الفرد والدولة، بعبارة أخرى علينا على الدوام أن نحافظ عليها من مختلف الأمراض التي تصيبها من خلال امتلاك دراية كافية بطرق العلاج و الوقاية منها.