عقوبة الدين؛ قد يتوجه بعض الناس إلى الدين لتوفير احتياجاتهم. لكن هناك من اتخذَ الدين عادةً حتى بات يمتنع عن تسديده. فما عقوبة الدين عند الاكتفاء وعدم الحاجة؟ هذا ما سنشير له عبر سطورنا القادمة.

عقوبة الدين

 عقوبة الدين واجبة على كل شخص قد تأخر في سداد دينه ولا يريد سداده، والشرع قد حرم الاستدانة ويقصد بها  التأخير في السداد، والقضاء ينفذ أحكام بالسجن على المُستدان، ومن رحمة الله عز وجل على عباده أنه وضع أحكام وضوابط في عملية الاستدانة ليحفظ لكل ذي حق حقه.

حكم الدين

الدين من الأمور المسموح بها في الإسلام ولقد رغب الإسلام في العديد من المواضع والأحاديث، ومن أهم تلك الأحاديث.

 حديث الرسول صل الله عليه وسلم حيث قال (من نَفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نَفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).

كل هذه الأقوال الموجودة في الحديث تحث على الوقوف في الشدائد بجانب أخينا المسلم، ولكن هذا لا يمنع أن يتوخى الشخص الحذر عند إدانته مبلغ من المال لشخص ما. ويتم ذلك من خلال التأكد من أخلاق الشخص صفاته، وطبيعته في سداد الدين، وغيرها من الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار عند إدانة شخص مبلغاً من المال

حكم المماطلة في سداد الدين وعقوبة الدين

المماطلة في سداد الدين هي من الأمور المُحرمة شرعاً، التي نهى عنها رسول الله صل الله عليه وسلم. وتعتبر ظلم للدائن، لأن الشخص المدان قد استباح أموال غيره، ولا يسعى في ردها لصاحبها. فهو بذلك ظالماً لغيره وتستجاب فيه دعوة المظلوم. 

ويعتبر الشخص المُدان الذي يماطل في سداد دينه من العصاة، ولا يمكن القبول بأقواله أو شهادته في أي أمر. وعقوبة الدين واضحة كما يجوز أن يتم رفع قضية ضد المُستدان ويتم سجنه، ويجوز أيضاً أن يحجز الحاكم على أموال المُستدان، وتم منعه من السفر. وتتم هذه الأحكام على المُستدان إذا كان قادراً على تسديد دينه، وأن يكون معافى جسدياً. ويتم أيضًا تنفيذ تلك الأحكام إذا لم يستجيب المُستدان لإنذارات المحكمة من البداية.

شروط الدين الصحيح في الشرع

الدين الصحيح في الشرع له ضوابط شرعية يجب اتباعها، وأهم تلك الضوابط ما يلي:

  • إحضار شهود أثناء عملية تسليم الأموال من الدائن إلى المُستدان، وأن يكون الشهود رجلين أو رجل وإمرأتين.
  • أن يتم كتابة المبلغ المالي الذي تم استدانته، وأن يحدد الدائن الميعاد الذي سيقوم فيه بتسديد دينه.

ونستدل على ذلك الكلام الله من الآية الكريمة :

بسم الله الرحمن الرحيم { يأيها الَّذِينَ امنوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كاتب بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِى عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ ربه وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شيئا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِى عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وليه بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وامرآتان مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إِحْدٰىهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدٰىهُمَا الْأُخْرٰى ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْـَٔمُوٓا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلٰىٓ أَجَلِهِۦ ۚ ذٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهٰدَةِ وَأَدْنٰىٓ أَلَّا تَرْتَابُوٓا ۖ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجٰرَةً حَاضِرَةً تدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوٓا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُۥ فسُوقٌۢ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ } [ سورة البقرة : 282 ].

بذلك وصلنا إلى نهاية مقالنا عن عقوبة الدين. كما نأمل أن تكون معلوماتنا قد أثرت معرفتكن ووضحّت لكم عقوبة الدين عند الله تعالى.