تعد الأبقار من الحيوانات المستأنسة، حيث يربيها الإنسان في المزارع ويهتم بها ليحقق أكبر فائدة اقتصادية من تربيتها. إلا أن الأبقار قد تعاني من الضعف نتيجة أسباب مختلفة، لذلك يجب على مربي الأبقار أن يبحث عن الأسباب ويجد العلاج المناسب لها قبل نفوق البقرة. وتعد ظاهرة رقود الأبقار من أكثر الأمراض الشائعة عند الأبقار، حيث يكمن وراها أسبابًا مختلفة، سنتعرف عليها في هذا المقال.

ما هي ظاهرة الرقود عند الأبقار

هي حالة مرضية تصيب الأبقار، بحيث أنها لا تستطيع النهوض وتبقى جالسة لفترة طويلة. تحدث هذه الحالة نتيجة لمضاعفات ناجمة عن الإصابة ببعض الأمراض مثل حمى الحليب، والتهاب الضرع أو بعد الولادة وقد تحدث نتيجة انزلاق وسقوط البقرة أو نتيجة عوامل أخرى، سنذكرها تفصيلًا فيما يلي:

حمى الحليب من أسباب الرقود عند الأبقار

هو اضطراب يصيب الأبقار الكبيرة في السن، حيث تكون الأبقار قد استهلكت مكونات الكالسيوم في عظامها بعد عدة ولادات. لأنه بعد الولادة وأثناء امتلاء الضرع باللبأ أو السرسوب تزداد الاحتياجات من الكالسيوم بشكل كبير ومفاجئ. والكالسيوم عنصر مهم لعمل العضلات، يؤدي انخفاضه إلى ضعف عضلات الساق، وتصبح البقرة غير قادرة على الوقوف لمدة طويلة. ويكون العلاج على شكل حقن كالسيوم وأملاح، إلا أنه في بعض الحالات لا تستفيد الأبقار من هذا العلاج.

التهاب الضرع من أسباب الرقود عند الأبقار

مرض شائع يصيب الأبقار عالية الإنتاج ويؤثر كثيرًا على إنتاج الحليب بسبب عدم صلاحيته للاستهلاك. وإذا أصبح المرض مزمنًا، يجب على المربي أن يتخلص من الحيوان المصاب. يسبب هذا المرض مكورنات تسمى Sterptocous agalactiae تدخل الى الضرع من فتحة الحلمة أو عن طريق الجروح التي تصيب البقرة وتصل إلى الخلايا الافرازية مسببةً التهابها. مع العلم نادرًا ما تصاب الأبقار الصغيرة السن بالتهاب الضرع. ومن الممكن أن يصيب المرض ربع واحد أو أكثر من أرباع الضرع، ونتيجة لذلك تتحول الخلايا الإفرازية الى عضلات صلبة غير مفرزة للحليب ويصبح مكان الإصابة محمرًا، صلبًا، ومؤذيًا للحيوان.

يمكن معالجة المرض عن طريق عزل الأبقار المصابة، وتخصيص عمال لها كي لا تنتقل العدوى للأبقار السليمة. كما يجب توخي الرفق بالأبقار عند الحلابة لتجنب إيذائها، أما العلاج الفعلي فيتم بإعطاء الحيوان المضادات الحيوية، ويجب دهن الأجزاء المصابة بواحدة من مركبات اليود الذي يساعد على شفاء المرض. كما إن استعمال حقن البنسلين مرتين في باليوم على الربع المصاب لمدة أسبوعين أعطى نتائجًا إيجابية للتخلص من المرض.

أنواع ظاهرة الرقود عند الأبقار

يصادف مربي الأبقار ظاهرة رقود للبقرة، ناتجة عن أسباب مختلفة، يمكن ملاحظتها من خلال مراقبة نشاط الحيوان ومدى استجابتها للمؤثرات المحيطة بها، ونلاحظ هنا وجود حالتين:

  • بقرة راقدة يقظة: حيث تتميز الأبقار باستجابتها للمؤثرات الخارجية، وشهيتها الجيدة، ويعود سبب حدوث ظاهرة الرقود في هذه الحالة إلى ما يلي:
    • مشاكل ما بعد الولادة مثل الجروح والرضوض في مجرى الولادة والعضلات القريبة منه، بسبب ضخامة حجم الوليد، وإصابة العصب الساد الذي يغذي القائمتين الخلفيتين، وإجهاد الولادة ونقص السكر، أو النزف.
    • المشاكل الناتجة عن سوء التغذية، وعوز الأملاح والفيتامينات. بالإضافة إلى الكساح ونقص الأملاح، وهشاشة العظام.
    • كسور الفخذ أو الحوض، أو التهاب مفصل الورك او تمزق أربطته.
    • الخلوع المفصلية والتمزقات الناتجة عن انزلاق البقرة على الأرض صلبة ناعمة وانفراج القائمتين الخلفيتين.
    • الرضوض المباشرة على العمود الفقري وتأذي النخاع الشوكي والدماغ.
    • احتقان الأوعية الدموية في الظلف، أو حالات تعفن الأظلاف.
  • بقرة راقدة غير منتبهة: وهي التي لا تستجيب للمؤثرات الخارجية، وتكون شهيتها معدومة أو في حدودها الدنيا. ومن أسبابها نذكر:
    • التهاب البرتوان والرئتين والرحم.
    • نقص المغنيزيوم.
    • تخمة الكرش الشديدة.

عوامل الخطورة لظاهرة رقود الأبقار

عندما تبقى الأبقار في وضعية استلقاء لمدة ثلاث أو أربع ساعات يضعف مرور الدم في الأرجل الخلفية، مما قد يؤدي إلى التهاب ونخر العضلات، وموت الأنسجة العضلية، وهذه الحالة يصعب الرجوع والتحسن منها. وبالرغم من العناية والعلاج الذي يقدمه المربي، يمكن للبقرة المصابة أن تكسر أحد أطرافها أثناء النهوض أو حتى الموت. وفي حالة وجود مضاعفات، يجب عزل البقرة المصابة وإرسالها إلى المذبح.

تعتبر ظاهرة رقود الأبقار ظاهرة خطيرة إذا لم يلاحظها المربي سريعًا، ويتخذت الإجراءات المناسبة لعلاجها، لذلك على مربي الأبقار أن يراقب سلوك قطيعه باستمرار لتلافي الخسارة الاقتصادية التي قد تحدث من جهة، ولتخيف الألم وشعور العجز الذي قد يشعر به الحيوان إذا ما أصيب بهذه الظاهرة من جهة أخرى.