أصبحت تربية النعام منتشرة في الكثير من البلدان حول العالم، وحجزت لها مكانًا هامًا بين الأنشطة التجارية ذات المردود الجيد للفرد والدولة. وتوجهت الأنظار نحو هذا النشاط بسبب ازدياد الحاجة العالمية للبروتين الحيواني نظرًا لكون لحم النعام الأحمر من أفضل اللحوم. لذلك لابد من الإحاطة بكل مقومات نجاح هذه المزارع ومتطلباتها لتحقيق أقصى إنتاجية تلبي متطلبات السوق المتزايدة. وتعتبر طرق تسمين النعام من أهم هذه المقومات لأنها أساس نجاح هذا المشروع، لما تعود به بالمنفعة التجارية من حيث زيادة كمية اللحم، وكنتيجة لذلك الريش والجلود. ويتم ذلك من خلال التغذية الصحيحة المتوازنة والمناسبة لكل مرحلة من نمو الطائر. 

التغذية المناسبة للنعام  

يُعد الغذاء المتوزان أثناء فترة الإنتاج للنعام من المحددات الأساسية لنجاح عملية تسمين النعام. لذلك يجب تقديم الغذاء الأخضر كالفصة والبرسيم كون النعام يقبل عليها، إضافة إلى ذلك العلائق (حبوب النجيليات مع حبوب البقوليات).

كما يجب الاهتمام بالمتممات العلفية كونها تحوي العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتين، والدهون، الأملاح المعدنية، والفيتامينات، بالإضافة إلى وجود الأحماض الأمينية والمعادن النادرة التي يحتاجها النعام. ومن الجدير بالذكر أن ما يميز النعام هو قدرته على هضم كميات كبيرة من الألياف في العلائق حتى نسبة 24%. 

تبدأ تغذية صغار النعام منذ اليوم الأول فهو يتغذى على صفار البيض الموجود في تجويفه البطني، ثم يبدأ بشرب الماء وتناول الأوراق الطرية من البرسيم المقطع أو الجزر المبشور. ويجب تقديم صفار البيض غير المخصب مسلوقًا ليحصل النعام منه على الدهون، والبروتين، الفوسفوري، والكبيرتي. أما معدن الكالسيوم فيحصل عليه من قشور البيض المسحوقة. ويجب الاستمرار حتى عمر ثلاثة أشهر بتقديم عليقة متوازنة نسبة البروتين فيها 22% من الكيلوغرام، ونسبة الألياف فيها 3.5%. ومن ثم نبدأ بتخفيض كميات البروتين في العليقة لتصل لنسبة 16% بعمر 6 أشهر، ومن ثم تصبح النسبة 14% عند بلوغ سنتين ونصف من العمر. وبهذا النظام يزيد طول النعام 1 سم يومياً، ويزيد الوزن 20-30 غرام. 

يستهلك الطائر في الشهر الأول 150 غرام علائق يوميًا، وفي الشهر الثاني والثالث يصبح الاستهلاك 600 غرام، وعند عمر 8 أشهر يصل الاستهلاك إلى 1.5 كيلو غرام، ويصل استهلاك الطيور البالغة إلى 2 كيلو غرام يوميًا. 

مكونات غذاء طرق تسمين النعام 

  • يجب أن تحتوي علائق النعام على الأحماض الأساسية اللازمة لتكوين الأنسجة ونمو الصيصان، والتي لا يمكن للنعام تكوينها بمفرده بعملية الاستقلاب، وهذه الأحماض موجودة في البروتينات، لذلك يجب تقديم علائق مناسبة غنية بالبروتينات. 
  • يحتاج النعام للكربوهيدرات لإنتاج الطاقة، لذلك يمكن تقديم النشا والسكر لسهولة هضمه، بالإضافة إلى ذلك يمكن تقديم السيللوز، ولكنه يحتاج لوقت أطول في الهضم. 
  •  يستخدم النعام الدهون والزيوت من أجل القيام بالعمليات الحيوية الأساسية، وهو ضروري لامتصاص بعض الفيتامينات. ولكن الكميات الكبيرة من الدهون تقلل من امتصاص الكالسيوم وهذا يسبب ضعف لأرجل النعام. 
  • يمكن حدوث نمو غير طبيعي للنعام بسبب نقص الفيتامينات والأملاح المعدنية، فهي تقوم بمهمات مختلفة لبناء جسم الطائر. ويُعد الكالسيوم والفوسفور مهمان لتكوين العظام. وتكون نسبة الكالسيوم ضعف الفوسفور في كل المراحل العمرية. 
  • يجب تزويد النعام بالماء الجاري طوال اليوم، فهو يحتاج من الماء ثلاثة أضعاف كمية الطعام الذي يتناوله. 
  • من المهم وجود الحصى كون النعام يبتلعها لتسهيل هضم الأعلاف الخشنة، ولمنع امتلاء المعدة بالغذاء وحدوث التخمة. ويجب ألا يزيد حجم الحصى عن نصف طول الأظافر. 

طرق تقديم الغذاء عند تسمين النعام 

  • يمتلك النعام عددًا قليلًا من خلايا التذوق، لذلك فهو يختار الطعام حسب شكله ولونه وليس طعمه. وهو حساس للتغير السريع في العليقة. لذلك ينصح الخبراء بتبديل الغذاء بشكل تدريجي من خلال خلط الطعام الجديد مع القديم ولمدة أسبوع على الأقل. ويجب عدم الاستمرار بتقديم نفس العليقة لفترة طويلة، لتلافي تراكم العناصر في الجسم لدرجة سامة، مما يسبب قلة إقبال على الطعام. 
  • يجب تقديم الطعام على فترتين صباحية ومسائية. ويكون منوعًا بين العلائق الجاهزة المتضمنة العناصر الغذائية المناسبة لكل طير حسب عمره وحالته، والأعلاف الخشنة. وذلك لضمان استمرار النعام بالأكل طوال اليوم. 
  • تحتاج الأمهات من النعام إلى عليقة خاصة غنية بالبروتينات والكالسيوم. وذلك بسبب تأثير الغذاء على إنتاج البيض، ومعدل التفريخ، ونشاط الصيصان. بالإضافة إلى احتوائها على الفيتامينات والمعادن خاصة A، E، D3، والزنك والمنغنيز لحاجتها لها خلال فترة وضع البيض. 

أهم شروط طرق تسمين النعام 

  • عدم رفع نسبة البروتين بشكل زائد في العليقة. لأنه يؤدي إلى زيادة وزن ونمو سريع للصيصان، مما يسبب مشاكلًا في أرجل النعام. 
  • إضافة كميات عالية من الألياف للعلائق لتنشيط وتنظيم عمل الجهاز الهضمي. 
  • تصميم مزارع مناسبة من حيث المساحة الكافية لكل صوص، فهو يحتاج بعمر3 أشهر إلى 5 متر مربع. وبعد عمر 3 أشهر وحتى بيعه يحتاج مساحة 10-40 متر مربع. ومن المهم التأكد من خلو المزرعة من الأسلاك الحديدية أو المسامير وقطع الزجاج كون النعام لا يميز ما يأكله، مما قد يسبب نزيفًا في الجهاز الهضمي، ونفوق الطائر. بالإضافة إلى ذلك يجب ألا تقل الحرارة ليلًا عن 25 درجة مئوية. 
  • استبدال البروتين الحيواني بالبروتين النباتي خلال المراحل العمرية الأولى، بالإضافة إلى ذلك توفر عنصري الميثايونين والسيستين بمعدل 1% للكيلو غرام من العليقة. 

ختامًا نقول إن طرق تسمين النعام بسيطة، وواضحة. وباعتبار أن العلائق متوفرة في الأسواق، والنباتات الخضراء منتشرة في الطبيعة يمكن لأي مربي الحصول على أفضل مردود من تربية النعام مع مراعاة نصائح التغذية المقدمة من الخبراء.